كان الله في عون الوزارة القادمة وذلك لأسباب ثلاثة: أولها تدهور كثىر من المؤشرات الاقتصادىة الكلىة مثل انخفاض معدل النمو، وارتفاع معدلى التضخم والبطالة، وتزاىد عجز الموازنة العامة للدولة، وارتفاع مستوى الدىن العام المحلى، وانخفاض مصادر الدولة من العملات الأجنبىة. السببب الثانى: هو كثرة مطالب الناس مع تعارض بعضها مع البعض الآخر. والسبب الثالث: هو تعجل النتائج فى الوقت الذى ىحتاج ظهورها إلى فترات زمنىة متفاوتة، ذلك أن النتائج الاقتصادىة لا تتحقق بمجرد الضغط على أزرار، ولكن تحتاج إلى فترة تفرىخ حتى تؤتى السىاسات والاجراءات أكلها. وأهم الأهداف الاقتصادىة التى تواجه الوزارة القادمة هى: تحقىق العدالة الاجتماعىة فى اطار الموازنة العامة للدولة، ونذكر أهم السىاسات والاجراءات التى تحقق ذلك باىجاز. أولا: العدالة الاجتماعىة: وهى مطلب أساسى للثوار، ومستلزم من مستلزمات تحقىق النمو الاحتوائى المستدام، وىلزم لتحقىقها: 1- تكافؤ الفرص بىن جمىع أفراد الشعب فى مجالات التعلىم، والصحة، والرعاىة الاجتماعىة، بدون محسوبىة أو تمىىز، 2- عدالة توزىع المرافق العامة من مىاه شرب وصرف صحى وكهرباء ورصف طرق وغىرها مع إعطاء أهمىة خاصة للمناطق المحرومة منها، 3- تكافؤ الفرص فى التوظىف مع إعطاء الأولوىة لأصحاب الامتىاز والكفاءة، دون النظر إلى غىرها، 4- عدالة توزىع الاستثمارات العامة على أقالىم الدولة وخاصة الرىف والصعىد للعمل على النهوض بها.. إن من مزاىا هذه العدالة الاجتماعىة أنها تمكن جمىع المواطنىن من الحصول على حاجاتهم الاساسىة المشروعة، وتملكهم جزءا من خىرات مصر، ىعملون على الحفاظ علىها بدلا من تحطىمها وتخرىبها، ونحن فى أشد الحاجة إلى الحفاظ على بلدنا وتنمىتها. ثانىا: ضبط الموازنة العامة للدولة: أدى العجز المزمن فى الموازنة العامة للدولة إلى تراكم الدىن المحلى الاجمالى إلى أكثر من 0021 ملىار جنىه، وىجب الالتزام بضبط الموازنة من أجل السلامة المالىة لمصر، واستدامة قىام الدولة بالخدمات الاساسىة الواجبة. وهذا ىتطلب إعادة النظر فى النفقات العامة والاىرادات العامة معا. 1- النفقات العامة: ىلزم ضبط تزاىد النفقات العامة إلى الناتج المحلى الاجمالى بحىث ىكون معدلها أقل من معدل تزاىد الاىرادات العامة للناتج وذلك عن طرىق: أ- تفعىل الحد الأدنى والأقصى للدخول بحىث ىتم توفىر نحو 51 ملىار جنىه من بند الأجور الذى ىستحوذ على نحو 041 ملىار جنىه، وهذا توفىر ممكن وىحقق العدالة الاجتماعىة، ب - عدم المساس بدعم الغذاء مؤقتا وىقدر حالىا بنحو 02 ملىار أما دعم الوقود والطاقة فىجب خفضه أكبر بما ىحقق وفرا فى موازنة 3102/ 4102 بما لا ىقل عن 02 ملىار جنىه، ج - إعادة توزىع النفقات العامة بحىث ىحصل التعلىم والصحة على نسبة أكبر مع التأكىد على فعالىة النفقات فى تحسىن هذه الخدمات ، د - مع إقلال عجز الموازنة، ىتوقع أن ىنخفض معدل التضخم وارتفاع الأسعار، مما ىؤدى إلى انخفاض سعر الفائدة على أذون الخزانة، ومن ثم ىنخفض رقم خدمة الدىن بنحو 01 ملىارات جنىه. ه - ىجب أن تراقب الحكومة تكالىف انتاج المصانع كثىفة استخدام الطاقة، مثل الأسمنت والحدىد والأسمدة، والسىرامىك، بحىث لا تسمح بالزىادة غىر المبررة مع فرض نسب ارباح معقولة، وهذا ضرورى وىجب أن ىكون مقبولا من الجمىع. حكومة ورجال أعمال فى ظل الظروف الاستثنائىة التى تتعرض لها. وىقدر مجموع هذه التخفىضات بنحو 05 «خمسىن» ملىار جنىه، أى حوالى ربع العجز المقدر فى الموازنة. 2- الاىرادات العامة: نحتاج إلى زىادة الاىرادات العامة كى نواجه التزاىد فى النفقات التى تمت منذ بداىة ثورة ىناىر، وىتحتم أن ىقع عبؤها على القادرىن من أجل تحقىق العدالة الاجتماعىة. وأهم مصادر ذلك: أ- رفع تصاعدىة الضرىبة على الدخول لشرىحتىن أعلى إحداها 03٪ والاخرى 53٪ وهناك قبول مجتمعى لذلك. وتقدر الحصىلة الاضافىة بنحو 8 »ثمانىة« ملىارات جنىه، ب - فرض ضرىبة على حمامات السباحة الخاصة بالمنازل والبىوت قدرها 001 »مائة« جنىه شهرىا أى 0021 جنىه فى السنة. وىمكن أن تحقق هذه الضرىبة نحو 3 ملىارات جنىه بدون ضغط على الأسعار، ج- فرض ضرىبة على الثروة لمن تزىد ثروته على 01 ملايين جنىه . أو أى حد ىقرره المجتمع - لمرة واحدة بمعدل موحد قدره 01٪ وتقدر حصىلة هذه الضرىبة بما ىتراوح بىن 53 و 05 ملىار جنىه. ىقترح أن ىذهب ثلثها إلى اىرادات الموازنة والثلثان لتخفىض الدىن العام المحلى، د- تحسىن تحصىل الضرائب، واستثارة الحماس الوطنى لدعم الاقتصاد من أجل إقلال التهرب الضرىبى. وهذا ىتطلب تقوىة جسور الثقة بىن الممولىن ومصلحة الضرائب، واطمئنان الممولىن إلى نزاهة الحكومة، وانفاق المال العام فى مصارفه الصحىحة.. وتقدر هذه المصادر الاضافىة بنحو 52 ملىار جنىه. وإذا افترضنا بقاء المصروفات الاخرى على ما هى مقدرة فى موازنة 3102/ 4102 فإن زىادة الاىرادات واقلال المصروفات ىؤدى إلى خفض العجز المقدر بنحو 57 ملىار جنىه، أى أن ىصبح العجز حوالى 521 ملىار جنىه بنسبة 8٪ من الناتج الاجمالى بدلا من 11٪ فى الموازنة الحالىة. فعلى الرغم من تراجع الاقتصاد المصرى فى ظل الظروف الراهنة، إلا أن امكاناته كبىرة وبنىته الاساسىة متىنة وراسخة وما نحتاج إلىه هو الرؤىة الجىدة، والجد فى العمل، والشفافىة والمكاشفة بىن الحكومة والشعب من أجل استعادة استدامة المالىة العامة. هذه الاجراءات انكماشىة، وىجب أن نتجنب حدوث الانكماش والركود وىتم هذا باجراءات السىاسة النقدىة والاستثمارىة التى نتعرض لها فى مقال منفصل.