أقسي شيء علي نفس الإنسان أن يجد أهل الوطن الواحد الآمن يقتتلون، فصيل ضد آخر في مشهد لا يقره دين ولا شرع ولا حتي منطق، الدماء التي سالت في رقبة من ومن سيسأل عنها يوم القيامة؟ ذلك الذي حرض علنا علي سفكها دون مراعاة لحرمتها كما قال الله في كل كتبه السماوية أو من تركه يحرض عليها لتزهق الأرواح ويلقي بالشباب من فوق الأسطح ويذبحون في الميادين؟ ذلك المشهد المروع الذي نقلته الشاشات لرجل ملتح يرفع علم القاعدة فوق عمارة الإسكندرية يؤكد أن هناك مخططا للعبث بعقول الشباب، هذا الرجل غريب عن مصر حتي ولو كان يحمل جنسيتها التي تتبرأ منه انه يريد خرابها ودمارها ولا يريد لأهلها الأمن والأمان. مشهد العنف الذي واكب ظهور ذلك الغريب والذي ألقي فيه بعض الأشخاص من فوق أسطح أحد العقارات لا نعرفه ليس فينا من هو عدواني التكوين ليقوم بمثل هذا الجرم إلا إذا كان مغيبا عقلا وجسدا عن الوعي وغاب عنه الضمير، ومشاهد القتل والسحل تؤكد أننا أمام غزوة تتارية تستهدف تدمير مصر وإخراجها من السلمية إلي اقتتال تتبعه بحور دم تنتهي بمحو مصر من الوجود. من يريد لمصر ذلك واهم لا يقرأ التاريخ، لقد مرت بمصر ودق علي رأسها ما هو أكبر وأكثر وحشية من تلك المشاهد وخرجت شامخة تنفض عن نفسها وعن أبنائها زلات الزمن التي حاولت النيل منها والقضاء علي هويتها وشخصيتها ومحو تراثها أو تغير لغتها. لقد أظهرت المحنة من قلبه علي مصر ومن ضد مصلحتها وكشفت بما لا يدع مجالا للشك أن هناك من يحبونها بجد ومن يفضلون مصلحتهم علي كل المصالح حتي ولو كانت مصر كلها ليدوس عليها بالجزمة وعلي رأسها أمريكا التي اكتسبت كراهية الشعب المصري رغم محاولات تحسين صورتها خلال فترة السادات ومبارك ولكنها أبدا لا تنسي أنها دولة عنصرية وانها هي التي بدعت الإرهاب وعانت منه ولكنها لاتزال ترعاه لتحقيق مصالحها وأهدافها القذرة في كل العالم لقد قسمت العراق وليبيا وتحاول مع مصر ولكن هيهات هيهات. نخون بعضنا البعض وندرك جيدا ان المستفيد غيرنا بانقسامنا وتناحرنا وتلك قمة المأساة. لقد ظلمنا بتناحرنا ديننا الحنيف الإسلام الذي انتشر بسماحته ولم ينتشر بالعنف والقوة أو السيف ولا حتي بالفرض عنوة، ديننا لا يعرف سفك الدم ولا التحريض عليه وما نفعله ببعضنا يجعل الغرباء يشعرون أننا قوم يعتنقون دينا يحرض علي سفك الدماء والإسلام من ذلك براء. لقد أساء المحرضون علي العنف لديننا بتلك الأفعال الدموية. اللهم احفظ مصر وشعبها وجيشها واحرسها من أبنائها قبل أعدائها. كيف سنقابل الله يوم القيامة وكيف نطلب من النبي صلي الله عليه وسلم أن يشفع لنا.