نعم.. أحياناً ما تكون الثورات بلا قلب.. خصوصاً الثورات التي يقوم بها الشعوب.. ولقد كانت ثورة 30 يونية سلمية، لأن شعبنا الذي قام بها شعب مسالم تماماً.. ولكن ماذا نفعل فيمن يحاول الآن أن يجعلها دموية.. ودموية صارخة.. ولقد هزتني تماماً - كما هزت كل مصري أصيل- تلك الصور التي رأيناها علي شاشات التليفزيون.. وتكشف بشاعة الطرف الآخر، الذي يشيع أنه ينتمي للاسلام.. بينما أثبتت الأحداث أنه هو الطرف الثالث!! أقول هزتني عدة صور ومشاهد تؤكد أن الإخوان لا يريدون لمصر خيراً.. فإما هم.. وإما بحور الدم، وما رأيناه يؤكد ذلك.. المشهد الأول: أربعة صبية فوق سطح خزان مياه في عمارة بالإسكندرية.. وتحتهم عدد من شبان الإخوان يرشقونهم بالطوب.. ثم صعد شباب الإخوان فوق هذا السطح وألقوا بشاب صبي - من الاربعة - إلي السطح الثاني.. لينهال عليه اخواني، البعض يقول بساطور وأقول بشاكوش يهشم به رأس الشاب الصبي ويخلص عليه.. ثم يلقون بصبي آخر يرتدي قميصاً أحمر اللون وهكذا وكل ذلك سلوك لم يعرفه أي مصري من قبل.. أي القتل بدم بارد والاجهاز علي الضحية بالشواكيش.. مباشرة في الرأس.. ومن فوق سطح نفس العمارة نري شاباً ملتحياً طويل اللحية غزيرة الشعر ممسكاً بسكين.. وحاملاً علماً أسود اللون هو علم «القاعدة» يصول ويجول فوق السطح كأنه قائد الجماعة.. وهو الذي ألقي بسكين محاولاً إصابة الصبية فوق سطح خزان المياه إياه، وللأسف هذا العلم هو نفس العلم الذي يرفعه هؤلاء فوق شمال سيناء كناية عن رغبتهم في تحويل سيناء إلي إمارة إسلامية.. كأن مصر أصبحت قندهار أو أفغانستان وهم الآن من اعادوا تفجير خط الغاز في شمال سيناء.. واللافت للنظر أن كل أعمال تفجيرات هذا الخط توقفت بمجرد وصول الدكتور مرسي إلي كرسي الرئاسة.. وكل هذا يؤكد أن حماس تحالفت مع الاخوان لإفلاس مصر وتخريبها.. المشهد الثالث: أمام دار الحرس الجمهوري بشارع صلاح سلام.. رجل يرتدي جلباباً وبجواره آخر بقميص وبنطلون.. وأمامهما ثالث - منهم - يتظاهرون وعندما يصلون إلي قرب مدرعة للجيش نجد أبو جلباب يطلق رصاصة علي من يسبقه - في نفس المظاهرة - فيسقط قتيلاً ويسارع رجل الجلباب ويسلم المسدس - أداة الجريمة - لمن يمشي بجواره.. وينطلق هو وكأن شيئاً لم يحدث، فهل أراد ان يدعي أن جنود المدرعة هم الذين أطلقوا الرصاص علي الرجل.. هذا هو أيضاً الطرف الثالث.. الذي كان يعتلي سطح مباني الجامعة الأمريكية ويطلق الرصاص علي المتظاهرين.. والواقعة معروفة!!. المشهد الرابع: في محيط جامعة القاهرة عندما يسقط حوالي 20 شخصاً قتيلاً مع عشرات الجرحي في عملية استعراض للقوة ويستولون علي محيط الجامعة وحتي ميدان تمثال نهضة مصر أمام كوبري الجامعة. هنا لابد من وقفة، ولابد من ضربة شديدة.. ومن يقول إن الثورات لا قلب لها لم يأت قوله من فراغ، اذ علي كل ثورة ان تحمي نفسها.. وتحمي بذلك شعبها.. ولا يصلح هنا مقولة ان الجيش يقف علي مسافة واحدة من كل الفصائل.. بل لابد من اليد الثابتة، التي تتعامل بشدة بل وعنف مع من يحاول دفع البلاد كلها إلي العنف. نريد اليد الثابتة.. وليس اليد المتراخية لأنه لا إنسانية في التعامل مع القتلة.. وإذا كنا نري باللجوء إلي القانون لحماية الثورة.. وهذا علي شكل اعتقالات ثم محاكمات .. فإن ذلك يستغرق وقتاً طويلاً.. لذلك مطلوب - ممن يملك سلطة استخدام القوة - أن ما يجري محاكمات عاجلة تنعقد لساعات يوم واحد.. يعقبها الحكم الرادع الذي يري أن العين بالعين لأن من قتل يجب أن يقتل.. وهذا هو القصاص الذي يطالب به الشعب الآن.. نقول ذلك قبل أن يلجأ الشعب - صاحب الثورة الحقيقي - إلي حماية نفسه وحماية ثورته.. وليس بعيداً أن يرد الشعب بتسليح رجاله ليتصدوا لميليشيات الإخوان ومؤيديهم.. أي تقع المواجهة المسلحة ويتحول الأمر إلي حرب أهلية تسيل فيها الدماء أنهاراً.. وهذا هو ما يريده الإخوان، ولا نريده.. وحتي نمنع الحرب الأهلية المتوقعة نرفض اليد المراتخية.. ونطالب باليد الثابتة وعلي الزناد.. وهذا فقط هو ما يردع الإخوان.. افعلوها يا رجال جيش مصر.. لتحموا شعب مصر من غدر الإخوان..