كانت الساعة الرابعة فجرا بتوقيت القاهرة.. رن هاتفي المحمول.. لم ألتفت إليه فأنا الكسول اذا ما خلدت الي النوم.. بل الاكثر كسلا اذا ما كان الهاتف في حجرة غير التي انام بها.. تكررت الرنات.. تخوفت أن يكون مكروها وقمت مسرعا "لعله خير ان شاء الله ".. رقم غير معروف.. "ايوه مين ".. اركب اول قطار وتعالي مسرعا فالوقت لا يسمح بالحديث.. من انت وماذا حدث.. انقطع الاتصال!! حاولت اعادة الاتصال لفهم ما يحدث ومفيش "حد رد علي أهلي".. قررت السفر الي البلد للاطمئنان علي والدتي "العجوز" وأشقائي والذهاب الي قبر والدي المتوفي منذ 9 سنوات لقراءة فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن الكريم.. فنادرا ما اقرر القيام باجازة طويلة للذهاب الي بلدتي الحبيبة في جنوب الصعيد بنجع حمادي.. لم تكن هذه المرة كغيرها من الاجازات التي قمت بها.. فرغم أنني متيم بتراب الوطن بأكمله فإن قلبي مازال هناك في قريتي "أولاد نجم" نظرا لحبي لوالدتي ومقابلة أقاربي وأصدقائي.. انتظرت حتي الساعة العاشرة صباحا وذهبت الي محطة قطار رمسيس لحجز تذكرة من الشباك فوجدت طابورا لا آخر له.. وعند وصولي الي شباك التذاكر ابتسم الموظف ليقول لي "مفيش تذاكر النهاردة ولا بكره ياأستاذ ".. وقبل ان اخرج من المحطة "وقفاي يقمر عيش " نادي عليّ شخص "ياباشا" عايز تذاكر.. قلت له طبعا.. قال كام تذكرة ؟ قلت واحدة ، وطبعا بضعف الثمن.. صعدت القطار والمفترض أنه مكيف الهواء ولكن كأنك في "جهنم وبئس المصير".. ساعة للوصول الي "المقعد".. فعربات القطار مثل يوم "الحشر".. انتشر الباعة وكأنني في ميدان رمسيس.. حاولت النوم.. لكن سرعان ماجلس بجواري شيخ كبير وبادرني بالتحية.. مرحبا بابن العم.. ثم صاح في وجهي والله حرام اللي بيحصل ده.. خير يا عم الحج.. 4 اسابيع وانا في القاهرة علشان أعالج ابني ومفيش فايدة.. رحت 5 مستشفيات وكلهم عايزين آلاف الجنيهات علشان الواد يتعالج.. طيب انا أجيب من فين.. راتبي 600 جنيه ومعاي 5 غير الواد ده وأمهم.. رحت عند مجلس الشوري قالولي روح للصحة وروحت الصحة قالوالي روح قصر عابدين اعمل طلب.. وهناك قالولي روح قصر الاتحادية رحت ومفيش فايدة.. لقيت شباب بيهتفوا هتفت معاهم وبرضه مفيش حد ساعدني.. رحت عند القضاء لقيت ناس أخري بتهتف وهتفت معاهم وبرضه مفيش فايدة.. طيب حد يفهمني ممكن أعمل إيه.. قولت له يا عم الحج ممكن اسألك سؤال.. في الانتخابات البرلمانية اللي جاية صوتك لمين؟.. رد دون تفكير.. أكيد للتيار الاسلامي.. لم يكن أمامي الا شيئان: أن اقوم بالقاء نفسي من القطار.. واستبعدت هذا الحل لانه حرام شرعا ولأن القطار مسرعا.. والثاني ان اصرخ فيه "ارحم اهلي " انا دماغي هتنفجر ".. ابتسم وقال لي : سلامة دماغك يا بني! فراخ بالترامادول عندما تشعر بالجوع فمن الطبيعي ان تطلب أكلا " كباب - كفتة - فراخ -اسماك - فول وفلافل - اي نوع من انواع الأكل ".. لكن المفاجأة ان تطلب فراخا مشوية.. وعند القيام بأكلها تجدها محشية بمئات الاقراص من الترامادول.. لم يكن المقدم علاء بشير رئيس مباحث إمبابة المخضرم مندهشا مثلي عندما طلب احد اقارب مسجون بالقسم زيارته وتقديم أكل له.. قام ضباط القسم بتفتيش الزيارة كالعادة وبعد تسليم الزائر الأكل لقريبه اشتبه المقدم علاء بشير في الزائر فداهم الحجز ليجد المسجون يقوم ببيع الاقراص المخدرة لزملائه داخل الحجز.. المشكلة ليست في المسجون او قريبه الزائر.. المشكلة ان نطلب ذات يوم فراخا "دليفري" فنجد بداخلها "نص كيلو حشيش" . رسائل أمنية كثرت السرقات والخطف في الأونة الاخيرة بمنطقتي المقطم ومصر القديمة.. وفقد الأهالي الأمل في الشعور بالأمن.. الا يجد مدير أمن العاصمة ومدير المباحث عناصر أمنية ذات كفاءة تحقق الامن بهذه المناطق. بعد انتشار الخطف والقتل والبلطجة بنجع حمادي وضواحيها الكرام وتقدم المئات من الاهالي بالشكاوي ضد المسئول عن الأمن لعدم قدرته علي حفظ الامن ليخرج لسانه للجميع "أنا مستمر" رغم "أنف الداخلية ".. فلنغني معا " يا حلاوتك يا جمالك.. خليت للوحشين ايه ؟». أخيرا.. شكرا لكل مخلص علي أرض المحروسة.. لكل مصري أصيل.. للإتحاد العام لقبائل هواري بصعيد مصر لمساندتهم فضيلة الامام الاكبر حفيد الاولياء الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر.. لأنهم رفعوا شعار "لا تقتلوا أسودكم.. حتي لا تأكلكم كلاب أعدائكم " [email protected]