»ريتاج« كلمة السر في حياة الفنانة إيمان العاصى حاليا، وهو ليس اسم أحد أعمالها أو شخصيتها فى عمل فني، لكنه اسم ابنتها الطفلة الصغيرة التى غيرت شكل حياة إيمان وأسلوب تفكيرها، وانتقلت بها للتفكير فى المستقبل بشكل جديد. إيمان تعيش حالة من النشاط الفنى من خلال عملين دراميين «الركين» و «العقرب» وتقول إنها تخرج من خلالهما من أسرار الأدوار الرومانسية التقليدية، وتعود لتؤكد أن تفكيرها فى ابنتها هو شغلها الشاغل، لكنها لم تنف إمكانية زواجها مرة أخري.. وكان معها هذا الحوار.. قبل أن نبدأ الحديث مع إيمان العاصي، لفتت ريتاج الانظار اليها بشقاوتها ونشاطها، مما أضفى نوعا من البهجة على أجواء الحوار. وهو ما دفعنا لتغيير مسار الحديث لنبدأ بسؤالها عن أهمية وجود ريتاج فى حياتها. فردت ايمان قائلة : أعتبر وجود ريتاج فى حياتى بمثابة تغيير مساري، فهى كل شئ فى حياتى ولا يمكن أن أتصور حياتى بدونها.. وأضافت : الأمومة بصفة عامة احساس جميل ومختلف لا يمكن وصفه ولكن كل ما يمكن قوله بعد مرور عامين تقريبا على كونى أما إننى أعيش أجمل أيام حياتى مع ابنتى «ريتاج» وأعيد ذكريات طفولتى معها. نعود الى عالم الفن حيث تشاركين هذا العام بمسلسلين الأول «الركين» والثانى «العقرب» فما الذى جذبك اليهما؟ أتصور أن العملين مختلفين جملة وتفصيلا عن الادوار التى قدمتها من قبل ويأتى هذا فى إطار ما أخطط له منذ عودتى بعد غيابى عن الساحة الفنية منذ عامين تقريبا بسبب ظروف حملى وولادتى وهو أن يكون هناك تغيير شامل سواء فى التفكير او اختيار الادوار التى تعرض علي، وهو ما حققته الى حد ما فى العام الماضى من خلال مسلسل «الهروب» مع كريم عبدالعزيز وإخراج محمد على وتأليف بلال فضل ومسلسل «9 جامعة الدول» مع خالد صالح وتأليف فداء الشندويلى وإخراج محمد مصطفى وهو ما أحاول تحقيقه ايضا هذا العام من خلال مسلسل «العقرب والركين». وهل وجدت ضالتك فى هذين المسلسلين ؟ هذا صحيح وأتصور أنهما يحققان لى نقلة نوعية وفى نفس الوقت أثبت لنفسى ولصناع الدراما والسينما أن لدى أمكانيات لتقديم ادوار مختلفة عن التى قدمتها من قبل، فعلى سبيل المثال دورى فى مسلسل «الركين» الذى بدأنا تصويره منذ فترة قصيرة فى مدينة الانتاج الإعلامى عبارة عن فتاة تدعى «تهاني» تنتمى للطبقة المتوسطة وتعمل فى إحدى الصيدليات إلا أنها تتعرض باستمرار لمضايقات صاحب الصيدلية وفى نفس الوقت تقع فى غرام «جيكا» الذى يقوم بدوره محمود عبدالمغنى وتحاول أن تلفت نظره ولكنه يتورط فى أزمة بسبب عمله مع بعض الرجال الفاسدين مما يدفعه للانتقام ويستعين بها. أما عن مسلسل «العقرب» فلم نبدأ فى التصوير حتى الآن ودورى فيه مختلف تماما وجديد حيث أقدم فيه دور بائعة فول لها أسلوبها الخاص وطريقة تعامل خاصة مع الزبائن ويشاركنى فى المسلسل منذر رياحنه ونيكول سابا وتأليف حسام موسى وإخراج نادر جلال وأتمنى أن نبدأ تصويره حتى نلحق بموسم رمضان. يبدو أن مسلسل «الركين» يشبه الى حد ما مسلسل «المنتقم» فما رأيك فى ذلك؟! الركين بعيد كل البعد عن «المنتقم» لأن القصة مختلفة تماما ربما يشبهه فى فكرة الانتقام فقط ولكن الاحداث مختلفة وجديدة. ماذا عن نقاط التماس التى تجمع بينك وبين الشخصية؟! أتصور أنها مختلفة بشكل كبير عن شخصيتى وإن كانت هناك بعض الصفات البسيطة التى تجمع بيننا منها الرومانسية والطيبة والوقوف وراء كل من له حق، بمعنى أدق الدفاع عن الحق. هل تعرضتى لظلم ما وحاولت الانتقام بعد ذلك؟! يابخت من بات مظلوم ولا بات ظالم هذا ما أفضله فأنا مسالمة جدا ولا أحاول رد المعاملة السيئة إلا بطريقة واحدة وهى العودة الى الله «سبحانه وتعالي» وأتصور أن كل شخص تعرض لهذا الامر ولكن على حسب الشخصية وكيف يمكن أن يكون رد فعلها وفى النهاية أن تمنع تماما التعامل مع هذا الشخص. نعود الى المسلسل الذى يعد ثانى لقاء التعاون الثانى بينك وبين محمود عبدالمغنى بعد فيلم «مقلب حرامية». هذا صحيح وهو ما يسعدنى خاصة أن محمود عبدالمغنى يمتلك قدرات تمثيلية كبيرة وحقق نجاحات كبيرة من خلال «المواطن اكس» و «طرف ثالث» فضلا عن أنها المرة الثانية التى تنشأ بيننا قصة حب داخل أحداث العمل ولكن هذه المرة بشكل مختلف وليس محور الاحداث، كما أننى سعيدة لمشاركتى مع المؤلف والمخرج جمال عبدالحميد الذى يجسد فترة زمنية مهمة من خلال عمل درامى اجتماعى ويلقى الضوء على اشكال الفساد التى انتشرت فى الفترة الاخيرة. نتقل الى مسلسل «العقرب» فماذا عن دورك فيه؟! أرى أن دورى فيه جديد ومختلف من حيث الشكل والمضمون لاننى أقدم دور فتاة تدعى «اشجان» وهى بائعة فول وشقيقها بلطجى وتتعرض للعديد من المواقف الصعبة فى حياتها، هذا ما جذبنى فى الدور بجانب المسلسل ككل الذى كتبه حسام موسى بحرفية عالية حيث إنه يتناول عالم المافيا السري. وكيف تحضرين لهذه الشخصية؟! حتى الآن أنا خائفة من الدور وأحاول أن أبذل قصارى جهدى لتقديمه بشكل جيد كما يراه المخرج نادر جلال وفى نفس الوقت اذاكر السيناريو ودورى أكثر من مرة حتى أتمكن من الامساك بمفاتيح الشخصية. حيث إنها فتاة تنتمى للطبقة الفقيرة وشقيقها بلطجى وبالتالى طريقتها فى التعامل مع الآخرين نابعة من اختلاطها بهذه البيئة غير الصالحة وأنا أتحدى نفسى من خلال هذا الدور الذى اعتبره مجازفة كما قال لى المنتج محمود شميس الذى اختارنى للدور. ألم يدفعك ذلك للبحث عن بعض النماذج حتى تتمكنين من تقديم الدور بشكل جيد؟! تضحك إيمان العاصى قائلة :أنا خائفة جدا من هذا الدور ولكن ليس من الضرورى البعث عن نماذج حتى أعرف طريقة تعاملها أو غيرها فكل ما فى الامر أنه دور لم أتصور أنه يعرض على ومنذ هذه اللحظة أفكر فيه وفى طريقة أدائى له. تعد هذه التجربة البطولة المطلقة الأولى للفنان الأردنى منذر رياحنه فكيف ترين التعاون معه ؟! أتصور أن منذر يستطيع أن يحقق ذاته خاصة بعد نجاح دوره فى مسلسل «خطوط حمراء» العام الماضى والكرة الآن فى ملعب منذر وعليه أن يعرف جيدا كيف يتعامل بها ويصوبها نحو المرمى بشكل جيد حتى يحقق النجاح المرجو منه وأتصور أن هذا النجاح سيساهم فيه فريق العمل ككل سواء إخراجا أو تأليفا أو فنانين يشاركون فى بطولة المسلسل. من الواضح أنك تحاولين التمرد على أدوار الفتاة الرومنسية الحالية فهل ندمت على تقديمها؟! لم أندم على أى عمل فنى قدمته ولكن كما قلت أحاول أن أتمرد على هذه النوعية من الادوار التى انحصرت بداخلها بسبب اختيار المخرجين لى ولست نادمة على هذا الامر ولكن أحب أن يكون هناك نوع من التنوع والتجديد وهو ما أخطط له حاليا وبدأت تنفيذه العام الماضى فى مسلسل «الهروب» و «9 جامعة الدول» وساستمر فى هذا الامر حتى يتحقق ما لدي. عودة بعد عامين أتصور أن غيابك عن الساحة لمدة عامين منحتك فرصة اعادة النظر فى كل الامور وما الذى توصلت إليه؟! توصلت الى أمرين الاول على المستوى الشخصى وهو أن أضع ريتاج نصب أعينى وقبل أن أخطو أى خطوة أحسبها حتى لا أضر بابنتي، وأما على المستوى العمل فتوصلت الى أن أغير من ادوارى ومن جلدى حتى أحقق ما كنت أتمناه وكانت هذه أهدافى وأحاول حاليا تحقيقها. وكيف تخططين لحياة ابنتك؟! ليس هناك تخطيط بالمعنى الواضح فى الفترة الحالية ولكن أفكر دائما فى مستقبل «ريتاج» لانها هى التى تحدد أهدافى وكلما كبرت أمامى تغير من نظرتى للحياة بعكس الماضى والذى كنت أفكر فيه وحدى وأخطط لمستقبلى وحدى لذلك فأنا أخطط لحياتى على اساس ابنتى ومازلت حتى الآن اكتشف الحياة من خلالها خاصة هى من تقودنى وأتمنى فى النهاية أن أؤمن حياتها. وبماذا تحلمين لها؟! أحلم لها بالنجاح وأن تصبح دبلوماسية ولكن والدها يتمنى أن تصبح دكتورة وفى النهاية ريتاج لها القرار النهائي. هل معنى ذلك أنك ترحبين بدخولها لعالم الفن؟! بالتأكيد لا فأننى سأمنعها من الدخول عالم الفن، أنا لست مع الأهل الذين يمنحون لأبنائهم حرية مطلقة، فأنا مع الحرية ولكن لابد أن يكون هناك رقابة من جانب الاسرة وسبب منعى لها لان هذا المجال صعب ومتعب وتألمت كثيرا بسببه وفى النهاية لا أحب أن تواجه ابنتى نفس المصير. نفهم من ذلك أنك اذا عاد بك الزمن من جديد سترفضين الدخول لعالم الفن؟! بالنسبة لى أنا لم أرفض الدخول الى الساحة الفنية رغم علمى بكل سلبياتها أهمها على الاطلاق من أنك لا تستطيعين أن تتعاملى كمواطنة عادية وتشعرين أن حركاتك مقيدة وتصريحاتك محددة وهو الامر الذى أرفضه لابنتى . هل تفكر إيمان العاصى فى الزواج مرة أخري؟! ليس هناك ما يمنع تحقيق ذلك ولكن كل ما فى الامر أن تركيزى منصب حاليا فى الاهتمام بابنتى وعملى وفى النهاية كل شئ قسمة ونصيب. تشاركين فى عملين فكيف نظمين الوقت بين ابنتك والتصوير؟! أحاول دائما أن أصطحبها معى فى أوقات الفراغ ونذهب الى بعض الاماكن المفضلة لدينا وأحرص على القيام بها بشكل دورى وفى أوقات التصوير تتولى والدتى المهمة.