»قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم ان يكون رسولا«. هكذا امتدح امير الشعراء أحمد شوقي المعلم لدرجة انه كاد ان يصل به لمرتبة الرسل! ..ولكن! بعض المدرسين حادوا عن هذه الرسالة المقدسة والنبيلة وتحولوا الي بلطجية وفتوات.. وأخيرا مغتصبين! فهذا المدرس- الذي لن ينال ابدا من قيمة المعلم- الذي يربي اجيالا- ارتكب جريمة بشعة يندي لها جبين البشرية- عندما تحول الي ذئب بشري- وبدلا من ان يعطي لتلميذته- التي هي في عمر ابنته- درسا في اللغة الانجليزية- اغتصبها بكل بشاعة في بيته- مستغلا غياب زوجته وابنته عن المنزل!الجريمة البشعة دارت أحداثها بمدينة 51 مايو.. اطلعنا علي المحضر الرسمي.. وتركنا للمتهم الحق في ان يدافع عن نفسه.. فماذا قالت سطور المحضر؟!.. وماذا قال لنا المتهم؟! بلاغ مثير يحتوي علي أحداث أكثر اثارة.. فهو بلاغ بجريمة اغتصاب.. بطلته فتاة خمرية اللون في الثامنة عشرة من عمرها.. كانت في حالة يرثي لها اثناء سيره بالشارع متوجها الي قسم الشرطة.. تشعر وكأن الناس يعرفون السر التي لاتزال تحتفظ به لنفسها.. الكثير من الأفكار المتلاحقة تزاحمت في رأسها جعلها تشعر بصداع تكاد رأسها تنفجر منه.. شعرت باختناق شديد كأنها داخل غرفة ليس بها هواء.. فقررت الذهاب الي احدي الحدائق التي قابلتها اثناء سيرها بالشارع.. ارادت مكانا مفتوحا تستنشق فيه الهواء وهناك جلست تفكر في كيفية الخروج من المأذق الذي سقطت فيه.. كلما تأخذها قدماها الي قسم الشرطة سرعان ما تعود عن قرارها وتتراجع خوفا من الفضيحة.. فأحيانا تفكر في الانتحار حفاظا علي سمعة عائلتها التي وضعت رأسها في التراب وأحيانا اخري تفكر في الهروب وعدم العودة الي منزل اسرتها مرة اخري.. في هذه اللحظات سمعت الموبايل يرن في جيبها »ماما علي التليفون« هكذا قالت الفتاة لنفسها.. فكرت بعض الوقت قبل ان ترد وتصارحها بالحقيقة المرة التي تكتمها بين ضلوعها.. وبصوت خفيض ترد الفتاة«: ألو.. ايوه ياماما«!.. وتسألها »الأم انتي فين ياسمر؟.. الاستاذ اغتصبني! بصوت حزين قالت الفتاة الحائرة »انا رايحة القسم«.. تعجبت الأم!.. قائلة.. »ليه يابنتي«؟.. ترد سمر والدموع تنهمر من عينيها قائلة: »مدرس الانجليزي اغتصبني ياماما«.. هنا اغلقت الفتاة المسكينة تليفونها وانهارت في بكاء حاد.. وجلست مكانها حتي هدأت بعض الشيء وبمرور الوقت اخذت تسير في الشارع متجهه الي قسم شرطة 51 مايو الذي لم يبعد كثيرا عن منزلها.. سألت عن مأمور القسم لكن خارج قسم الشرطة ابلغوها انه لم يأت بعد.. احتارت الفتاة وقالت للعسكري: »انا عايزة اعمل بلاغ«!.. كلمات تخرج من فمها والحيرة تسيطر عليها.. حتي لمحت الفتاة امها تنزل من سيارة.. اسرعت ناحية ابنتها سألتها: »ازاي حصل ده«؟.. لم تستطع سمر ان ترد علي امها التي اخذتها بعيدا بعض الشييء ثم بدأت الفتاة المنهارة تحكي لها المأساة التي اطاحت بمستقبلها كفتاة! في هذه اللحظات جاء مأمور القسم.. اسرعت الأم بابنتها الطالبة بكلية الأداب نحوه وحضر الأب ايضا في اللحظات وقلبه ينبض خوفا من شدة القلق.. ثم حررت الفتاة بلاغا اتهمت فيه مدرس اللغة الانجليزية عيد .م »55 عاما« باغتصابها اثناء اعطائها درسا خصوصيا في شقته.. سألها المأمور كيف حدث ذلك؟.. فقالت: انا معتادة الذهاب الي منزلة وزميلتي الأخري لأخذ درس الانجليزي لكن في هذا اليوم لم تأت زميلتي فذهبت بمفردي.. سألني الاستاذ عليها فقلت له »تعبانه النهاردة« وبعدها دخلت وبدأ يعطيني الدرس وفجأة فوجئت به يتحسس أجزاء حساسة من جسدي.. انتفضت من امامه الا انه لم يتركني وقام بكتم انفاسي وتقييد حركتي وجسمي بيديه ثم ربطني بالحبل وتوالت الأحداث. اعترافات المتهم! علي الفور ابلغ مأمور قسم شرطة 51 مايو اللواء حامد عبدالله مدير أمن حلوان بالواقعة والذي اصدر اوامره علي الفور بسرعة القبض علي المدرس واحالة البلاغ الي النيابة.. قام اللواء حسن السوهاجي مدير الادارة العامة لمباحث حلوان بتشكيل فريق بحث اشرف عليه العميد محمد القصيري رئيس المباحث الجنائية.. وبتكثيف التحريات واعداد الأكمنة تمكن المقدم محمد عاكف رئيس مباحث قسم شرطة 51 مايو والنقيب اسلام رفعت معاون مباحث القسم من القبض علي المدرس واحالته الي النيابة التي امرت بحبسه 4 أيام علي ذمة التحقيق وعرض الفتاة علي الطبيب الشرعي لبيان ما اذا كانت تعرضت للاغتصاب من عدمه؟ التقينا بالمدرس المتهم باغتصاب الطالبة امام سراي النيابة.. شارد الذهن.. هاديء الاعصاب.. لا يتحدث مع احد.. رأسه منكسة في الأرض.. سألته في البداية كيف فعلت ذلك وانت القدوة والمثل كمدرس لجيل بأكمله؟.. قال بصوت به نبرة ندم: الشيطان ضحك علي في لحظة ضعفت عندما وجدت نفسي انا وفتاة في العقد الثاني من العمر في شقتي بمفردنا واولادي وزوجتي خارج المنزل وكل الظروف مهيأة لذلك.. هنا بدأ الشيطان يلعب بعقلي وسيطر علي وبدأت اغويها لكنها رفضت.. حاولت ان اقنعها لكنها اجبرتني علي التعامل معها بطريقتي الخاصة حتي حدث ما حدث. ذهبنا الي منزل الفتاة المغتصبة حاولنا التحدث بوالدها.. الحزن يفرض نفسه علي الشقة.. لا صوت يعلو هناك فوق الصمت الرهيب.. اثار الدموع كانت مرسومة علي وجه الأم المسكينة.. الأب يتكتم حزنه داخل قلبه محاولا اظهار التماسك الا انه فور لقائنا قال لنا بنبرة يسكنها الألم والحزن: »انه يمر بظروف صعبة خاصة وان ابنته المجني عليها تمر بحالة نفسية سيئة للغاية وهي الان تخضع للعلاج«!