مسافر علي الورق تعلموا الوفاء للمعلم من أمير قطر هزتني من أعماقي الزيارة التاريخية التي قام بها سمو أمير قطر منذ أيام للعزاء في وفاة مدرسه المصري الذي تولي تعليمه في المدارس الابتدائية والثانوية في دولة قطر منذ عام 1956. ترك أمير قطر.. جميع مسئولياته ومقابلاته واقتنص وقتا ثميناً من وقته ليعزي في وفاة هذا المدرس المصري الذي لم ينسه ومازال يذكره حتي الآن. إن هذا الصنيع هو قمة الوفاء من رئيس دولة تجاه مدرس بسيط من المدرسين المصريين الذين يؤدون واجبهم بنزاهة وشرف في العديد من الدول العربية. إن هذه الزيارة التاريخية التي قام بها سمو أمير قطر للعزاء في وفاة هذا المدرس المصري تستحق أن يكون اليوم الذي قام فيه سموه بزيارته لمصر للتعزية في هذا المدرس عيدا للمعلم المصري.. عيدا يؤكد الوفاء غير المتناهي من أمير دولة تجاه هذا المدرس الذي من المؤكد أنه مازال يترك أثراً طيباً في نفس الأمير القطري. إن هذه الزيارة جسدت بحق قول أمير الشعراء أحمد شوقي قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا وشوقي قال بيتا بعد هذا البيت عميقاً للغاية يجسد المهمة المقدسة التي يقوم المعلم الحقيقي حينما قال بعد هذا البيت أرأيت أشرف أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفساً وعقولاً؟ لقد جسد بحق الأمير القطري هذا المعني في أبهي صوره وأقدس معانيه، إن هذه الزيارة جسدت قيمة المعلم المصري الحقيقي الذي كاد بحق كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي أن يكون رسولا لأن رسالة المعلم الحقيقي هي في الأصل لا تقل عن رسالة الرسل. واجب علي وزارة التربية والتعليم أن تبعث برسالة شكر خاصة للأمير القطري وواجب عليها بحق أن تجعل يوم هذه الزيارة يوماً لتقدير المعلم التقدير الواجب المستحق. أين هذه الصورة المثلي للمعلم المصري اليوم؟ هل مازالت موجودة أم أنها اختفت وأصبحنا نري المعلم الذي يحترف اعطاء الدروس الخصوصية والآخر الذي يهتك اعراض تلاميذه والآخر الذي يهمل في شرح دروسه بالفصل؟!. إن المعلم الذي جاء أمير قطر للتعزية في وفاته هو من جيل الخمسينيات والستينيات.. هذا الجيل الذي كاد فيه المعلم أن يكون رسولاً بحق.. هذا الجيل من المعلمين الذي ينتمي إليه المدرس الراحل الكريم هو جيل من طراز فريد كان يبني بحق ويعلم بحق ويخلص بحق وصدق. صدقوني لقد اهتز التعليم في مصر حينما، اهتز المعلم واختفي من حقل التعليم هذا النموذج من المعلمين الذي جاء من أجله أمير قطر للتعزية في وفاته. مرة أخري أريد من وزارة التربية والتعليم أن تضع الزيارة التاريخية التي قام بها أمير قطر للتعزية في وفاة مدرس مصري في حجمها الكبير ومكانها اللائق وصورتها البراقة الجميلة.. إنها الزيارة الأولي من نوعها في العالم أجمع.. إنها زيارة تم خلالها تكريم جميع المعلمين المصريين في صورة تكريم هذا المعلم الراحل الكريم بزيارة أمير قطر للتعزية في وفاته. انني باسم جميع المصريين أقدم خالص الشكر والتقدير لسمو أمير قطر حمد بن خليفة الذي اثلج قلوب المصريين بهذه الزيارة التي زادته حباً في قلوب المصريين وقلوب جميع معلميها وأكدت أنه بحق رجل وفاء ذو أخلاق أصيلة ومبادئ عربية نبيلة- هذه الزيارة جسدت الأخوة العربية بين مصر وقطر وقطعت الطريق علي أولئك الذين يضعون الأشواك في طريق العلاقات القطرية- المصرية التي تعد بحق علاقات أخوية نبيلة. مرة أخري تحية من الأعماق لأمير قطر الذي طوق اعناق جميع المصريين بزهور المحبة وورود التقدير وطبع علي جباههم قبلات المودة أطال الله في عمره وأبقاه زخراً للعرب جميعا وأخا حميما كريما للمصريين جميعا.