مازالت مصر تتحدث عن الانتخابات. وأصداء الانتخابات وتوابع الانتخابات. بعض المعارضين مازلوا يرددون أنها كانت أسوأ انتخابات في تاريخ مصر. والحزب الوطني يؤكد علي انها كانت انتخابات محايدة شفافة. وانها عكست قوة الحزب الوطني. وضعف الاحزاب الاخري! وبعض الأصوات المعارضة. وبعض الذين رسبوا في الانتخابات. يرفعون اصواتهم قائلين انه كانت هناك عمليات تزوير واسعة.. بينما الحقيقة التي يعرفها الجميع. انه لا الدولة ولا الحزب الوطني. قاموا بأية عمليات تزوير متعمدة. وشاهد الجميع رجال الشرطة يحرسون مقار الانتخابات. ولم يتدخل ضابط أو حتي عسكري في أي عملية تزوير! كانت معركة انتخابية صرفة، كل حزب وكل مرشح بذل فيها ما يستطيع. وصحيح ان البعض من هنا ومن هناك. استخدموا اسلوب البلطجة. من الذين ينتمون للحكومة أو المعارضة. كل واحد وكل حزب. بما فيهم الحزب الوطني والاحزاب المعارضة والمستقلين. وكثيرون خاضوا معركة الانتخابات بالأسلحة الشرعية. وغير الشرعية! وأسفرت الجولة الأولي للانتخابات. عن نتائج غير متوقعة. وسقطت في الانتخابات وجوه معروفة في الحزب الوطني. ووجوه معروفة في الاحزاب الأخري. واعطي الناخبون في كثير من الدوائر اصواتهم لأسماء ومرشحين بعينهم بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية! وكشفت الانتخابات الكثير من الاسرار والتناقضات. التي كانت كامنة تحت السطح. داخل بعض الاحزاب. وكشفت قرارات بعض الاحزاب الأخري بالانسحاب من الانتخابات. عن انشقاقات عديدة وخطيرة داخل هذه الاحزاب. وانه لاتوجد احزاب ملائكة. كما لايوجد حزب شياطين! اما غالبية الشعب المصري. فلم يشارك في هذه الانتخابات. ووقف اغلب الناس موقف المتفرجين من الانتخابات. وتابعوا بلا اهتمام حقيقي مهرجان ومعركة هذه الانتخابات! والسبب انه تولد لدي أغلبية المصريين. وخلال عهود طويلة. احساس بالانفصال عن عمليات الانتخاب. وقناعة داخل النفوس. ان الانتخابات في اي عهد وفي اية ظروف. لن تأتي بنواب يمثلون غالبية الشعب المصري فعلاً. لايعترف كثير من المصريين بنواب مجلس الشعب. ولايؤمنون بأن نائب مجلس الشعب يعبر فعلا عن هموم وتطلعات الشعب المصري وبأن كثيرا من النواب يبحثون في الحقيقة عن مزايا الحصانة. وعن الوجاهة السياسية. أو حتي المصالح الشخصية. الشعب المصري -غالبا- لايري النواب إلا وهم مرشحون. المرشح ينزل الي الشوارع والحواري فقط أثناء الانتخابات. يصافح الناس ويقيم الندوات والمؤتمرات الانتخابية. يتقرب من الناخبين. الي حد ان »يبوس الأيادي« وهناك مرشحون يدفعون الفلوس لشراء الأصوات. ويستخدمون البلطجة لارهاب منافسيهم. وعندما يفوز المرشح من هؤلاء. ويصبح نائباً في مجلس الشعب. يختفي بقدرة قادر من الشوارع والحارات. وتصبح مقابلة أي مواطن له. من رابع المستحيلات. ولايفعل شيئاً لأبناء الدائرة. ويبتلع بكل بساطة كل وعوده الانتخابية! والجديد في هذه الانتخابات هو موقف وسياسة الحزب الوطني . وهو أقوي الاحزاب. لقد قام بتطهير نفسه من كل الوجوه المكروهة والمرفوضة. ولم يتقدم في الانتخابات سوي بالأسماء والوجوه النظيفة. وهذه حقيقة يرفضها ويتجاهلها كثير من المعارضين! ومهما كانت الآراء المتعارضة حول نتائج الانتخابات وكل ما فيها وحولها. إلا أن هذه الانتخابات ليست كل شيء وأهم شيء! الاهم هو ما يخبيء المستقبل والايام القادمة لهذا الوطن الذي تحمل الكثير. الاهم هو عودة روح الانتماء فعلا لمصر. ان يستفيق المصريون من غفلتهم وسباتهم. المهم ألا نسمح بالمزيد من الانقسام. سواء السياسي أو الطائفي. أو العقائدي. المهم ألا نمزق بلدنا »حتة حتة« بإيدينا«! المهم ان يكون لكل مصري دوره في صنع مصير بلده. ان نتعلم كيف نمارس حقوقنا السياسية. ان تشارك كل هذه الملايين بأصواتها في اختيار من يصلحون حقاً لتمثيلهم . أن يحرص كل مصري علي بطاقته الانتخابية. ولايتدني فيبيع صوته بجنيهات. او يسمح لبلطجة ان ترهبه. ولشعوذة تشغله. ولنصابين يضحكون عليه ويسرقون حقه السياسي. المهم ان تعود كلمة مصر في صدور وقلوب كل المصريين. ان ندرك اننا جميعاً حكومة ومعارضة وشعباً في مركب واحدة. والأهم.. ألا تغرق مصر! محمود صلاح