أكدت الولاياتالمتحدة أمس أن نحو 200 شخص قتلوا في أعمال عنف بكوت ديفوار بسبب الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية التي أجريت الشهر الماضي. في وقت دعا رئيس الحكومة المعينة من جانب الرئيس الحسن وترة المعترف به دوليا. المجتمع الدولي إلي استخدام القوة لإجبار الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو علي التنحي عن السلطة. قالت السفيرة الامريكية بيتي كينج في جلسة خاصة بشأن كوت ديفوار عقدها مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جنيف أمس: "لدينا تقارير يعول عليها بأن نحو 200 شخص ربما يكونون قتلوا.. الي جانب تعذيب أو اساءة معاملة عشرات اخرين وخطف اخرين من منازلهم في وسط الليل". من جهتها أعربت الأممالمتحدة عن قلقها من أعمال العنف الناجمة عن الانتخابات الرئاسية. وقالت نائبة المفوض الاعلي لحقوق الانسان في الاممالمتحدة كيونغ-وا كانغ إن 173 شخصا قتلوا و471 آخرين اعتقلوا ونحو 100 تعرضوا للتعذيب و24 اختفوا قسريا في كوت ديفوار بين 16 و21 ديسمبر الماضي. وأوضحت أن هذه الارقام مستقاة من مسؤولين في مجال حقوق الانسان موجودين في كوت ديفوار. وأضافت أمام اعضاء مجلس حقوق الانسان ال 47 إن الوضع في هذا البلد منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 نوفمبر. تميز بالاستخدام المفرط للقوة من جانب أنصار لوران جباجبو. وعقدت الجلسة بناء علي طلب من أكثر من 20 دولة أعضاء ولاسيما دول افريقية وغربية تقودها الولاياتالمتحدة ونيجيريا. في محاولة لاتخاذ موقف موحد بشأن أزمة ساحل العاج. واندلعت هذه الأزمة بعد اعلان اللجنة الانتخابية المستقلة فوز الحسن وترة بحصوله علي 54,10% من الاصوات وقيام المجلس الدستوري الموالي للوران جباجبو بابطال هذه النتائج التي اقرتها الاممالمتحدة. بدعوي حصول أعمال تزوير في الشمال المتمرد سابقا. معلنا بالتالي فوز الرئيس جباجبو ب 51,45% من الاصوات. في هذه الأثناء جددت واشنطن دعوتها لجباجبو بالتنحي عن السلطة لصالح وترة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي إن بلاده تدرس مع فرنسا ودول مجاورة لساحل العاج احتمال تعزيز قوات حفظ السلام فيها. وأوضح أن المناقشات مازالت مستمرة بشأن "مسألة من سيساهم وكيفية زيادة قوات حفظ السلام الأممية. القرارات ستتخذ علي هذا الأساس لكنها لم تصغ بعد". كان مجلس الأمن الدولي صوت الاثنين الماضي لتمديد مهمة قوات بعثة الأممالمتحدة المكونة من عشرة آلاف جندي في كوت ديفوار ستة أشهر إضافية. في خطوة تمثل تحديا لدعوة جباجبو برحيل هذه القوات ولاتهامه الغرب بإعادة الاستعمار للبلاد. قال كراولي إنه من الممكن أن يمثل هذا النوع من الدعم للقوات الأممية طريقة أخري لبعث رسالة واضحة للرئيس جباجبو. الذي يرفض تسليم الرئاسة لوترة الذي تعترف دول أفريقية وغربية بفوزه بالانتخابات. من جهته طالب غِيوم سورو رئيسُ الوزراء المعيّن من قبل الحسن وترة. المجتمع الدولي باستخدام القوة للإطاحة بجباجبو. وحث سورو مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الاقتصادي لدول غرب أفريقيا علي التفكير في القيام عسكري لإزاحة الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو من السلطة. مشيرا إلي أن مائتي شخص لقوا مصرعهم بسبب رصاص أطلقه مرتزقة من ليبيريا وأنجولا. قال سورو "لا العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة ولا الحصار المالي نجحا في إقناع جباجبو بالتنحي عن السلطة. فاللغة الوحيدة التي يخشاها جباجبو هي لغة القوة". وذلك في الوقت الذي أعلن فيه البنك الدولي عن تجميد عدد من القروض كان يفترض تقديمها إلي ساحل العاج. في إطار تضييق الخناق علي جباجبو. من جهة أخري رفض سورو دعوة جباجبو إلي إعادة فحص نتائج الانتخابات من قبل لجنة دولية. وقال إنها مجرد تكتيك لكسب الوقت. ووصف الوضع الأمني في البلاد بانه "مقلق للغاية".