ابن امه، أصغر أنجال ترامب يرفض المشاركة كمندوب للحزب الجمهوري بعد تدخل ميلانيا    ملخص أخبار الرياضة اليوم.. مبابي يرحل عن باريس سان جيرمان وموقف الأهلي من التعاقد مع نجم صن دارونز    الشيبي يهدد لجنة الانضباط: هضرب الشحات قلمين الماتش الجاي    إصابة 10 أشخاص في تصادم ميكروباص مع سيارة نقل بالطريق الدائري (صور)    التصريح بدفن جثة شخصين لقيا مصرعهما فى حادث تصادم على الصحراوى الغربى بسوهاج    بعد تعاونهما في «البدايات».. هل عاد تامر حسني إلى بسمة بوسيل؟    تعليق صادم من جاياردو بعد خماسية الاتفاق    بوكانان يوقع على هدفه الأول مع إنتر ميلان في شباك فروسينوني    بكام سعر الفراخ البيضاء؟.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية السبت 11 مايو 2024    سعر الذهب اليوم في بداية التعاملات الصباحية وعيار 21 الآن السبت 11 مايو 2024    الحماية المدنية تسيطر على حريق جراج بأبو النمرس    780 جنيها انخفاضًا ب «حديد عز».. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 11 مايو 2024    شاروخان يصور فيلمه الجديد في مصر (تفاصيل)    تشكيل تشيلسي المتوقع أمام نوتينجهام فورست    عمال الجيزة: الطرق الجديدة أهم المشروعات الجاذبة للاستثمارات | خاص    حركة القطارات | 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. السبت 11 مايو    المفتي يحسم الجدل حول حكم الشرع بإيداع الأموال في البنوك    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    إبراهيم سعيد ل محمد الشناوي:" مش عيب أنك تكون على دكة الاحتياطي"    كرم جبر: أمريكا دولة متخبطة ولم تذرف دمعة واحدة للمذابح التي يقوم بها نتنياهو    تفاصيل إعلان أمير الكويت حل مجلس الأمة وتوقيف العمل ببعض بنود الدستور.. فيديو    عمال الجيزة: أنشأنا فندقًا بالاتحاد لتعظيم استثمارات الأصول | خاص    التعليم العالي تعلن فتح برامج المبادرة المصرية اليابانية للتعليم EJEP    تعليم الجيزة تحصد المراكز الأولى في مسابقة الملتقى الفكري للطلاب المتفوقين والموهوبين    في أقل من 24 ساعة.. «حزب الله» ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل    إحالة جميع المسؤولين بمديرية الصحة بسوهاج للتحقيق    " من دون تأخير".. فرنسا تدعو إسرائيل إلى وقف عمليتها العسكرية في رفح    الزراعة: زيادة الطاقة الاستيعابية للصوامع لأكثر من 5 ملايين طن    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    مأمورية من قسم الطالبية لإلقاء القبض على عصام صاصا    ننشر درجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت فى مصر    الهلال ضد الحزم.. أكثر 5 أندية تتويجا بلقب الدوري السعودي    خبير دستوري: اتحاد القبائل من حقه إنشاء فروع في كل ربوع الدولة    السياحة عن قطع الكهرباء عن المعابد الأثرية ضمن خطة تخفيف الأحمال: منتهى السخافة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج السبت 11 مايو على الصعيد المهنى والعاطفى والصحى    باليه الجمال النائم ينهى عروضه فى دار الأوبرا المصرية الاثنين    عمرو دياب يحيى حفلا غنائيا فى بيروت 15 يونيو    اليوم.. الاجتماع الفنى لمباراة الزمالك ونهضة بركان فى ذهاب نهائى الكونفدرالية    أبناء السيدة خديجة.. من هم أولاد أم المؤمنين وكم عددهم؟    موازنة النواب عن جدل الحساب الختامي: المستحقات الحكومية عند الأفراد والجهات 570 مليار جنيه    تناول أدوية دون إشراف طبي النسبة الأعلى، إحصائية صادمة عن حالات استقبلها قسم سموم بنها خلال أبريل    الحكومة اليابانية تقدم منح دراسية للطلاب الذين يرغبون في استكمال دراستهم    نتائج اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالمية للإسكواش المقامة بنادي بالم هيلز    المواطنون في مصر يبحثون عن عطلة عيد الأضحى 2024.. هي فعلًا 9 أيام؟    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    ل أصحاب برج الثور والعذراء والجدي.. من هم أفضل الأصدقاء لمواليد الأبراج الترابية في 2024    مصرع شاب غرقًا في بحيرة وادي الريان بالفيوم    القانون يحمى الحجاج.. بوابة مصرية لشئون الحج تختص بتنظيم شئونه.. كود تعريفى لكل حاج لحمايته.. وبعثه رسمية لتقييم أداء الجهات المنظمة ورفع توصياتها للرئيس.. وغرفه عمليات بالداخل والخارج للأحداث الطارئة    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    الإفتاء تكشف فضل عظيم لقراءة سورة الملك قبل النوم: أوصى بها النبي    «أنصفه على حساب الأجهزة».. الأنبا بولا يكشف علاقة الرئيس الراحل مبارك ب البابا شنودة    النائب شمس الدين: تجربة واعظات مصر تاريخية وتدرس عالميًّا وإقليميًّا    5 علامات تدل على إصابتك بتكيسات المبيض    لأول مرة.. المغرب يعوض سيدة ماليا بعد تضررها من لقاح فيروس كورونا    الجرعة الأخيرة.. دفن جثة شاب عُثر عليه داخل شقته بمنشأة القناطر    رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية: العدالة الكاملة القادرة على ضمان استعادة السلام الشامل    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    جلطة المخ.. صعوبات النطق أهم الأعراض وهذه طرق العلاج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفدائيون «الأحياء» ببورسعيد يروون بطولات معارك 56 للجيل الجديد
نشر في الجمهورية يوم 22 - 12 - 2010

فحشدت بريطانيا وفرنسا جحافلها العسكرية واتفق كل من (ايدن) رئيس وزراء بريطانيا آنذاك مع نظيريه الفرنسي (مولييه) والاسرائيلي (بن جوريون) علي زحف تلك الجحافل إلي منطقة القناة وبورسعيد.. علي ان تقوم القوات الإسرائيلية بغزو شمال سيناء في نفس الوقت.. للضغط العسكري علي مصر ... فكان بذلك قرار التأميم بمثابة الشرارة التي أشعلت نيران الحرب وبدأ العدوان الثلاثى مع اندلاع اول خيوط النهارفى يوم 29 أكتوبر 1956 .
دخلت دبابات المعتدين الثقيلة شوارع المدينة قادمة من فرقاطات بحرية وحاملات جنود جثمت علي سواحل بورسعيد .. وهبط الآلاف من الجنود البريطانيين والفرنسيين بالمظلات من الطائرات المغيرة علي سمائها.. وواجه جحافل العدوان بعدته الحربية وعتاده رجال المقاومة الشعبية الذين كانوا كالاسود يذودون عن الارض والعرض.. وكانت ملحمة بطولية نادرة سطرها الشعب والجيش معا لتتحول بورسعيد إلي مقبرة للغزاة المعتدين, ومصيدة لكبار ومشاهير الضباط بالجيش البريطاني – حينذاك – أمثال (الجنرال ويليامز) قائد المخابرات البريطانية, والميجور(أنطوني مور هاوس) ابن عم ملكة بريطانيا وذلك بالرغم من حمامات دم الشهداء الابرار من افراد المقاومة الشعبية (الفدائيين) والجيش التي روت ثري بورسعيد في ساحة الشرف والنضال.. حتي اضطر المعتدي, بعد خسارته الفادحة أمام العالم إلي الجلاء عن أرض مصر وبورسعيد نهائيا.. وليرحل آخر جندي من جنوده بلا رجعة, حاملا معه اذيال الخيبة والعار, في صباح يوم 23 ديسمبر1956 والذى ظلت مصر تحتفل به كعيد للنصر حتى تحقق النصر الاكبر فى اكتوبر 1973 .
... وإذا كانت تلك الايام (الخوالي) قد ولت وتعاقبت عليها الأجيال.. الجيل تلو الآخر.. علي مدي أكثر من نصف قرن من الزمان.. فربما لا يعرف أبناء الجيل الحالي تفاصيل تلك الايام التي استوقفت عجلة الزمن آنذاك لتسجل وقائعها البطولة الرائدة.. لذلك فإن ( ناس بتحب مصر) تعيد اليوم ومن خلال رموز المقاومة الشعبية ببورسعيد الذين مازال بعضهم علي قيد الحياة (أطال الله في عمرهم), اكتشاف مخزون ذلك الولاء والانتماء والحس الوطني الذي دفعهم لبذل الروح والتضحية بالغالي والنفيس من أجل مصرنا الغالية.. فماذا قالوا عن ذكرياتهم خلال تلك الأيام؟


ابوالطاهر: أخبرت الرئيس عبد الناصر بتحرك البحرية الانجليزية و الفرنسية فقرر غلق القناة
** في البداية يروي الحاج فوزي ابوالطاهر حماد (81 سنة) احد الفدائيين حكاية المصادفة التي ساقته, لمعرفة خبر ابحار السفن الحربية والفرقاطات العسكرية البريطانية والفرنسية والتي ابحرت سرا من بلادها في طريقها إلي بورسعيد عبر البحر المتوسط وابلاغه للقيادة السياسية رأسا بذلك الخبر.. فيقول: وانا في شبابي كنت اعمل بإحدى شركات تموين السفن بالوقود بالرسوة جنوب بورسعيد واثناء قيامي بتموين احدي الناقلات الامريكية التي ربطت علي الرصيف رقم (3) بالميناء أمام المستودعات مباشرة.. كنا تقريبا اوائل اكتوبر 1956... اقترب مني كبير المهندسين علي الناقلة وأثني علي أدائي وزملائي في تموين ناقلته ثم فاجأني بقوله أنه يأمل عند عودته للتموين مرة أخري من ذلك المستودع أن يراني حيا وأن لا اموت!! مما اصابني بدهشة فسألته عن سبب كلامه ذلك فأجاب أنه شاهد عدة فرقاطات بحرية عسكرية بريطانية وفرنسية تبحر في عرض المتوسط في طريقها لبورسعيد.
أضاف ابوالطاهر: لم اتمالك نفسي.. وفور انتهاء العمل سارعت بإرسال برقية عاجلة إلي الرئيس جمال عبدالناصر بمقر رئاسته بالقاهرة طالبا مقابلته ضروريا لأمر هام للغاية بذلك الخصوص وذيلت البرقية ببياناتي الشخصية.. وبعد يوم تقريبا تلقيت برقية من (الصاغ صلاح سالم) عضو مجلس قيادة الثورة حدد فيها موعد للقاء الرئيس عبدالناصر بقصر الرئاسة بحدائق القبة في الساعة 10 و45دقيقة صباحا.. وفي الموعد المحدد توجهت إلي هناك واصطحبني صلاح سالم إلي مكتب الرئيس حيث رحب بي وسألني عن الحكاية بالتفصيل, في حضور عدد من ضباط مجلس قيادة الثورة وبعدما انتهيت من الحكاية ومناقشتي في كل تفاصيلها, علق عبدالناصر قائلا: أسمعتم ما قاله"علشان تصدقوا الكلام!!" .. ثم عهد إليّ ببعض المهام السرية, المتعلقة بذات الأمر وحدد لي مكانا فى بورسعيد للاتصال بمكتبه للإدلاء بأية معلومات جديدة.
ويستمرابوالطاهرفى رواية ذكرياته قائلا.. في اليوم التالي لذلك اللقاء فوجئت بحضور مهندس يدعي (احمد شوقي خلاف) إلي بورسعيد وقام بعملية سد لقناة السويس بإغراق بعض البواخر القديمة والمعدات المتهالكة وبعض الكراكات من ناحية الجزر التي كانت موجودة آنذاك علي مقربة من منطقة الرسوة بالجزء الضيق من مدخل القناة حيث تم اغلاقها تماما امام حركة مرور السفن القادمة من الشمال وادركت ان هذه هي أول خطوة لمواجهة القوات القادمة وكنت وقتها قد انضممت لفرق الفدائيين بالحرس الوطنىوتدربت جيدا علي حمل السلاح واعمال القتال بالإسماعيلية وانشاص مع عدد من الزملاء اذكر منهم (السيد لطفي – السيد ابوزيد – محمد بسام – السيد عبدالله) وغيرهم وكانت كتائب الحرس الوطني تابعة آنذاك للقيادة العامة للقوات المسلحة.
وقال: فور اندلاع الحرب يوم 29 اكتوبر 1956 صباحا انتشرت القوات البريطانية والفرنسية بأرجاء المدينة, وبدأت في تمشيط كل البيوت بحثا عن رجال المقاومة من الفدائيين والاسلحة.. وصدرت إلينا التعليمات بتعقب دورياتهم العسكرية والاجهاز علي افرادها, حيث كنا نقوم بقتل جندي الدورية الذي يحمل الجهاز اللاسلكي ثم قتل بقية افراد الدورية المسلحة في نفس الوقت والاستيلاء علي سلاحهم مما اثار غضب العدو آنذاك.

.... وأخيرا غابت الشمس عن الامبراطورية البريطانية الاستعمارية
خضير يحكى اسرار "هاتا شاما" .. المنشورات والحرب النفسية ..وفضح العدوان
لم تكتف المقاومة الشعبية – آنذاك - بالرصاص والبارود في مواجهة أسلحة الاعداء فقط بل لجأت إلي الحرب النفسية.. باستخدام (الكلمة) المكتوبة التي تلهب مشاعر الفدائيين وتحطم نفسية جنود الاعداء الذين يشاهدون جثث ضحاياهم تتناثر هنا وهناك وليس فقط جثث الشهداء الابرار المدافعين عن الارض والعرض.
يقول الروائي البورسعيدي (محمد مسعد خضير) صاحب كتاب (نبض في ذاكرة الوطنية) إن حرب المنشورات بدأها مفكرو وأدباء المدينة الباسلة, مع اندلاع شرارة العدوان.. بإصدار أول منشور تعبوي يوم 3 نوفمبر 1956 بعنوان (سنقاتل.. سنقاتل) لشحذ همم الفدائيين, ورجال المقاومة علي الصمود وبث الذعر في نفوس جنود الاعداء.. توالت بعده العديد من المنشورات التي كانت يتم تذييلها بعبارة (هاتا شاما) أي هيئة تحرير شعب مصر.
اضاف ان تلك المنشورات كانت تكتب بصياغة زجلية نثرية شارك في كتابتها كل من ( مصطفي كمال الغرباوي – عبدالرحمن الرشيدي – حسنى عوض – أمين العصفوري – حلمي الساعي – احمد عبداللطيف بدر – الدسوقي مختار) وآخرون من ادباء وشعراء بورسعيد حيث كان يتم طبع تلك المنشورات سرا (بمطبعة مخلوف) القديمة بحي الافرنج وكذا (مطبعة المغربي) بحي العرب.. لدرجة أن العدو عندما علم بمدي تأثيرها في نفوس المناضلين وابناء المدينة بدأ هو الآخر في القاء منشورات مناهضة تحث علي الاقلاع عن المقاومة التي لن تفيد مع تلك القوات الجرارة والابقاء علي بورسعيد كبلد جميل..ولكن بالطبع كانت تلك المنشورات تثير سخرية المواطنين وتشحذ الهمم للاستبسال في المقاومة علي عكس ما توقع العدو من ورائها
أضاف مسعد ان الاعلام كان له دور بارز ايضا اثناء فترة العدوان.. حيث قام الصحفى الكبير الراحل مصطفي شردى ( مؤسس صحيفة الوفد ) بتصوير كل مظاهر الدمار الذي لحق بالمدينة الباسلة وتناولت القضية الصحف في كل مكان بالعالم كشاهد عيان لإدانة أفعال الامبراطورية البريطانية العظمي واعوانها.
وأشار إلي أن دور الكلمة لم ينته بانتهاء الحرب وخروج آخر جندي بريطاني واجنبي من ارض مصر وبورسعيد بل شارك الجميع في كتابة قصيدة زجلية طويلة يقول مطلعها للقوات المغادرة لأرض الوطن بعد دحرها:
مع التلامة يا لندن يا جنس خسيس
مع التلامة مع الخيبة مع التفليس
إيه اللي نابكم بعد ما (إيدن) جابكم
جاب لكم نايبة انتم وباريس
وقال خضير إن بريطانيا العظمي تقهقرت وغربت عنها الشمس علي أيدي المقاومة الشعبية ببورسعيد بعد معارك 56

مهران: دافعنا عن مطار الجميل ببسالة فور تأميم القناة
رفضت الإبلاغ عن زملائى... خلعوا عينى ... فهتفت نموت وتحيا مصر
** محمد مهران ( 79 سنة ) يقول: عقب اعلان الرئيس عبدالناصر نبأ تأميم القناة وبالتحديد في اليوم التالى لذلك 27 يوليو 1956 قام المسئولون بالحرس الوطنى بتشكيل الكتيبة الأولى للفدائيين ببورسعيد وكنت قائدا للسرية الثانية التي تم تكليفها بالدفاع عن مطار الجميل والطريق الشمالي الغربي ضد أى عدوان مشيرا إلى ان القيادة السياسية كانت تتحفز للاستعداد المبكر وتتوقع العدوان البريطاني في اى وقت.
أضاف: بدأنا في مقاومة العدوان منذ بدأ بإطلاق النار على بورسعيد وفي صباح يوم 5 نوفمبر 1956 نجحت مع افراد مجموعتي الفدائية المقاتلة في ابادة جنود العدو الذين هبطوا بالمظلات بمنطقة الجميل في اول عملية للابرار الجوي للعدو الذي تابع تلك العملية بعمليات اخري تصدينا لها وكبدناه خسائر كبيرة في افراده.. إلي أن أصبت بشاظية اصابة بسيطة في رأسي أفقدتني الوعي مما ادى إلي قيام جنود العدو بالقبض علىّ واخذي اسيرا لديهم.
يعود مهران لذكريات ايام الفخر والاعتزاز ويقول: بعدما افقت وجدت نفسي امام عدد من الضباط الانجليز الذين حاولوا استجوابي واستقطابي بكافة الطرق للإدلاء بمعلومات عن الكتيبة وافرادها وقائدها... رفضت تماما رغم تعذيبي بل رحت أسبهم وبلادهم فنقلوني جوا إلي مستشفاهم العسكري بقبرص... وهناك حاولوا مرة أخري الحصول علي اية معلومات دون جدوي فقدموني لمحاكمة عسكرية سريعة انتهت بأبشع حكم ... باقتلاع عيني ومنحها لأحد الضباط الذين أصيبوا بنيران الرشاش الآلي الذي كان بحوزتي..وبالفعل تمت العملية بترقيع قرنية الضابط بعد الحصول علي عيناي عنوة داخل المستشفي القبرصي.
وأبلغوني وقتها:اننا نزعنا عينيك لتكون عبرة لبقية المصريين حتى يكفوا عن مقاومتنا فصرخت فيهم وظللت اهتف (تحيا مصر – نموت وتحيا مصر).
وعن مشاعره آنذاك اكد انه لم يشعر سوى بالعزة والفخار والحنين للوطن.. وأنه استطاع بمعاونة الزملاء فى المقاومة الهروب من المستشفى والعودة إلي مصر اضاف: تم نقلى إلي المستشفى العسكرى بالقاهرة لعلاجى وأمرالرئيس جمال عبدالناصر برعايتي وقام بزيارتي بالمستشفي فطلبت منه انشاء متحف حربي ببورسعيد يضم صور ومشاهد المقاومة وصمود المدينة الباسلة في وجه المعتدين.. فوافق الرئيس عبدالناصر وتم إقامة المتحف بشارع 23 يوليو بالقرب من مبنى المحافظة حيث تم تعييني مديرا للمتحف ثم محاضرا به لزواره .

"الحاج فاروق" طفل المقاومة
يتحدث عن أسرالميجور (مورهاوس)
الحاج فاروق طه الجندي... كان وقتها احد اطفال المقاومة الشعبية في معارك 1956 يقص حكايته في اخفاء السلاح والفدائيين وكيفية قيام المرحوم (السيد عسران) الذي توفي عام 2004 بقتل الجنرال (ويليامز) قائد المخابرات البريطانية في تلك الحرب – فيقول: كنت في العاشرة من العمر وقت العدوان الثلاثي وشاركت مع الصبية والنساء بالمدينة في توصيل السلاح للفدائيين المقاتلين وإخفائهم داخل منازلنا وسط حملات البحث الهستيري والعشوائي لقوات العدو لضبط واسر رجال المقاومة والفدائيين.. ولم نخش تهديداتهم بقتلنا إذا ما اخفينا السلاح او الذخيرة او الفدائيين.
اضاف : إننا علمنا جميعا بالدور البطولي الذي قام به (السيد عسران) الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 17 عاما وانضم للفدائيين والمقاومة الشعبية بعد مشاهدته لإحدى دبابات العدو تدهس عنوة وبأمر ضباطها شقيقه الأكبر الذي وقع تحت ايديهم اثناء مقاومته لهم.. فزاده المشهد حماسا لا حزنا على موت شقيقه.. لينضم بعدها لأفراد المقاومة والفدائيين.
أضاف أن مجموعة من هؤلاء الفدائيين كانت تضم كلا من (محمد حمد الله – علي زنجير – احمد هلال – حسين عثمان) تمكنت من اختطاف الضابط البريطاني الشاب (الميجور انطوني مور هاوس) أثناء مطاردته لمجموعة اخرى من الفدائيين.. حيث تمكن أفراد هذه المجموعة من محاصرته وشل حركته وأسره والتوجه به داخل سيارة أجرة إلى أحد المنازل الخشبية القديمة بشارع عرابي, حيث قاموا بوضعه داخل صندوق خشبي كبير واحكموا اغلاقه بعد تجريده من سلاحه ليلقي الضابط حتفه داخل الصندوق كما تم قتل الجنرال ويليامز.
وعن هذه اللحظات المجيدة فى صفحات الوطن أشارالحاج فاروق إلي انه فور علم قيادة القوات المعتدية باختفاء الضابط الشاب (انطوني مور هاوس) ابن عم ملكة بريطانيا جن جنونهم وراحوا يبحثون عنه في كل مكان وبوحشية بشعة.. حيث كشر الجنرال (جيمس ويليامز) قائد المخابرات البريطانية عن انيابه, وراح يضيق الخناق علي المدينة ويكثف من اطلاق نيران الجنود والدبابات على المنازل بحثا عن (مور هاوس) فانتظره الفدائي (السيد عسران) صباح يوم 14 ديسمبر 1956 بالقرب من مكتبه بمقر قيادة القوات البريطانية بشارع اوجيني (وهو المبني الخشبي المعروف حاليا بمقر شعبة البحث الجنائى القديم) وتظاهر ان بيده سندويتش ملفوف داخل ورقة جريدة بينما كان الملفوف بداخلها هو قنبلة يدوية جاهزة للانفجار.. وبمجرد خروج الجنرال بسيارته استوقفه مانحا إياه ورقة بيضاء ظن الجنرال انه ربما تكون طلبا او معلومة, واثناء النظر فيها باغته (عسران) بإلقاء القنبلة اليدوية الموقوتة داخل سيارته ليصاب ببتر في ساقه يتسبب في مقتله بعد أيام بينما يموت سائقه ومعاونه الكولونيل (جريفز) في الحال.

للمرأة.. دور كبير
الحاجة زينب وأم علي.. وأمينة
يتتابع شريط ذكريات البطولة.. ودائما فان للمرأة دورها المهم والبارز والشجاع ايضا.. فلم تكن المقاومة والتضحية من نصيب الرجال وحدهم في تلك الأحداث الخالدة.. وتقول الحاجة زينب الكفراوي( 70 عاما): كان عمري وقتها 16 عاما فقط.. ووجدت انه من الضروري تقديم العون للفدائيين من افراد المقاومة الشعبية, رغم حظر التجول الذي فرضه العدو داخل المدينة الباسلة.. فلجأت لحيلة جديدة باصطحاب (عربة اطفال) اضع بداخلها الذخيرة او السلاح المطلوب توصيله من مكان لآخر للفدائيين داخل المدينة.. بعد إخفائه بملابس الأطفال, كما لو كنت اصطحب معي طفلا صغيرا نائما داخل العربة.. تؤكد أنها رغم علمها بأن جنود العدو وضباطه من الممكن ان يكتشفوا لعبتها إلا أنها لم تخش شيئا واستمرت في أداء دورها حتي وقف اطلاق النار وجلاء آخر جندي بريطاني أو أجنبي عن مصر وبورسعيد.
أضافت.. كانت هناك قصص بطولية اخري لسيدات اخريات – يرحمهن الله – منهن علي سبيل المثال: فتحية الأخرس أو (أم علي) الممرضة التي احالت عيادة الطبيب التي تعمل بها إلي مأوي للفدائيين الهاربين من بطش جنود الاعداء بحجة أنهم مرضي داخل العيادة يتلقون العلاج, كما كانت تخبيء أسلحتهم وذخائرهم ايضا وكذا (الحاجة أمينة الغريب) التي لم تكتف بدفع اولادها للاشتراك في المقاومة, بل وقدمت العون للفدائيين بإخفاء أجهزتهم اللاسلكية وسلاحهم داخل منزلها رغم حملات التفتيش المجنونة التي يقوم بها جنود العدو.

المدينة الباسلة
تقع محافظة بورسعيد فى الطرف الشمالى الشرقى لمصر العربية وفى موقع متميز على رأس قناة السويس وساحل البحر المتوسط وعلى تقاطع الطرق التاريخية بين الشرق والغرب , ويحدها شمالاً البحر المتوسط وجنوباً بحيرة المنزلة ومن الغرب محافظة دمياط ومن الشرق محافظة شمال سيناء
وتنقسم إدارياً إلى خمسة أحياء هى : بور فؤاد , الشرق , العرب , المناخ , الضواحى
يعتبر شارع فلسطين نافذة بورسعيد التى تطل على العالم الخارجى من خلال قناة السويس وهو الواجهة السياحية والحضارية للمدينة وتم اقامة ممشى ساحلى على امتداد شارع فلسطين يمتد من لسان ديليسبس شمالاً وحتى مرسى معدية بور فؤاد جنوباً بمحاذاة الميناء بهدف تنشيط السياحة
توجد بالمحافظة العديد من مناطق الجذب السياحى مثل متحف بورسعيد القومى والمتحف الحربى والساحل الغربى

45 عا ما على العدوان الثلاثى
غدا 23 ديسمبر كنا نسمية يوم النصر ونحتفل به كل عام ... ورغم ان كل شىء فى حياتنا قد تبدل الا ان التاريخ لا ينسي أبرز احداثه ووقائعه.. ولا يطوي في غمار ايامه بطولات الأمم ونضالها من اجل الحرية والاستقلال والتي حفرت ملامحها بالدماء, في نسيجه العريق, علي مر الأزمنة والعصور... فبعد أكثر من نصف قرن من الزمان.. تطل عليناهذه الأيام الذكرى ال 54 ليوم عزيز علي مصرنا, هو يوم انتصار الارادة المصرية الصميمة ,علي قوى البغى والظلم والعدوان.. يوم ان ضرب شعب مصر, بكل طوائفه , بشبابه وشيوخه ونسائه واطفاله على ارض بورسعيد.. اروع صور الفداء والولاء والتضحية من اجل الوطن... فى لحظة تحولت المدينة الباسلة بكل شوارعها وازقتها ومنازلها إلى مسرح للقتال دفاعا عن الوطن والكرامة علي مدى اكثر من شهر ونصف الشهر بعدما نظمت بريطانيا العظمى « الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس – حينذاك – « عدوانها الثلاثى الشهير على مصر بمشاركة حليفتيها فرنسا واسرائيل وتحديدا على مدينة بورسعيد الواقعة بالمدخل الشمالى لقناة السويس في محاولة يائسة لإجبار مصر وقيادتها السياسية على التراجع عن القرار الجريء الذي هز اركان الدنيا وقتها بتأميم شركة قناة السويس العالمية التى كانت تدير العمل بالمجري الملاحي للقناة إلى شركة مساهمة مصرية ... تعالوا نستعيد الذكريات مع الابطال الذين سطروا ملحمة الصمود والانتصار.
( ف . ع )


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.