خلال نوفمبر 2011 جاء في الصحف اليومية ان ترع ومصارف محافظة القليوبية قد سدتها القمامة تماما ولم تعد تصلح للري ولا للصرف ويلاحظ ذلك كمثال للمسافر من شبرا الخيمة الي القناطر عبر قليوب وربما كانت معظم ترع ومصارف الدلتا كذلك. هذا الخبر يذكرنا بما كانت عليه الأمور في الماضي من فرض سد للمياه أو منع المياه عن الترع الكبيرة والصغيرة في الدلتا شمال القناطر الخيرية لمدة اسبوعين أو ثلاثة لتطهير هذه الترع مما ترسب بها من طين وحشائش وجعلها صالحة كمجري مائي ترعة أو مصرف. والزراعات خلال يناير تتحمل عدم الري لمدة اسبوعين أو ثلاثة لبرودة الجو ونزول بعض الأمطار التي تروي المزروعات مثل القمح والبرسيم ويتم خلال هذه المدة أيضا تطهير المساقي والقنوات الصغيرة بين الحقول. ووزارة الري تصرف المياه من بنك المياه خلف السد العالي لأغراض متعددة منها الري والشرب والصناعة وملاحة المراكب السياحية التي تحتاج لغاطس معين يسمح لها بالإبحار طوال العام من القاهرةلأسوان كما تسمح كمية المياه التي تصرف في النيل الرئيسي أثناء السدة الشتوية إلي بقاء الفنادق العائمة عائمة ومتزنة تستقبل روادها المصريين والأجانب. يمكن لوزارة الري إذن أن تطلق ما تشاء من المياه بين أسوان والقناطر الخيرية ولكن عليها حجز المياه عن الترع الكبيرة والصغيرة والمصارف في الدلتا لسببين أهمهما تطهير هذه المجاري المائية يدويا أو آليا والسبب الثاني اعطاء فرصة للمياه الجوفية بالدلتا أن تذهب الي الترع والمصارف وتخفف مصاريف الصرف المغطي وخلافه. كنا في الستينيات قبل اكتمال السد العالي نعبر الرياح المنوفي مشيا علي قاع الرياح أثناء السدة الشتوية وكان الفلاحون يجمعون الأسماك بأياديهم من الترع وآبار السواقي وكانت تقام لذلك الأفراح. تطهير الترع والمصارف عمل هندسي هام جدا وعمل جمالي بيئي يسمح للمشاهد أن يري الماء يتدفق في المجاري المائية ولا يتوقف ميتا عفنا كما هو الحال الآن ويمكنه أن يصل لنهايات الترع التي تشكو العطش طوال العام. لقد اهتدي بعض مسئولي الإدارة المحلية مثلا في الهرم الي تغطية ترعة المنصورية والمريوطية لكي لا يري السياح الخيول والحمير وهي تستحم في الترع ولكي لا يري السياح القمامة وهي تنزلق الي الماء وتلوثه. مع الزحام والزيادة السكانية أصبحنا نفتقد الأشياء الجميلة وأصبحنا نواري سواءاتنا بأيدينا مهما كلفنا ذلك. فهل تعود وزارة الري الي تطهير الترع والمصارف خلال يناير وفبراير من كل عام آليا ويدويا لتشغيل الشباب وإشعارهم بواجب خدمة الوطن وجماله وخبراء الري والهندسة المدنية حتي طلبة كلية الهندسة يعرفون أهمية تطهير الترع والمصارف.