يبحث اليوم وزراء الخارجية الأفارقة جدول أعمال القمة الافريقية الأوروبية الثالثة التي تنطلق في العاصمة الليبية طرابلس غداً وبعد غد تحت عنوان "الاستثمار والنمو الاقتصادي وخلق وظائف عمل" علي مستوي قادة القارتين وسط توقعات بمشاركة واسعة من زعماء افريقيا وأوروبا حسب مصادر ليبية مطلعة. يبحث الوزراء الأفارقة والأوربيون 8 موضوعات مهمة حول الشراكة والتعاون بين الجانبين منها السلام والأمن وتغير المناخ والاندماج الإقليمي وتنمية القطاع الخاص والبنية التحتية والطاقة والزراعة والأمن الغذائي والهجرة. يطرح أحمد أبوالغيط وزير الخارجية علي الوزراء الأفارقة رؤية مصر حول تفعيل الشراكة بين القارتين يقوم علي توفير تكافؤ المصالح المشتركة ودعم جهود التنمية المستدامة بدلا من اقتصارها علي تلقي المنح والمعونات وما يرتبط بذلك من قيود أو شروط. يؤكد الوزير رؤية مصر التي تري أهمية وفاء شركاء افريقيا في التنمية بتعهداتهم وإزالة كافة العوائق التي تحد من تنافسية الصادرات الافريقية وتعزيز العمل علي نمو زيادة نصيب افريقيا من صادرات التجارة إضافة إلي تقديم المساعدات الفنية وبناء القدرات. تري مصر ان خطة العمل الأولي التي تم اعتمادها في قمة لشبونة 2008 2010 تأثرت بتداعيات الأزمة المالية العالمية ما أثر بشكل مباشر علي حجم المعونات المقدمة من الشركاء للدول الافريقية ومشروعات العمل التي تقدمت بها الدول ومنها مصر التي تقدمت في قمة برشلونة ب 75 مشروعا للتعاون الثنائي بين دول القارتين لكنها لم تجد دعماً بسبب الأزمة المالية والتطوير الهيكلي الذي طرأ علي الاتحاد الأوروبي بضم أعضاء جدد. تدعو مصر لتمسك دول الاتحاد الأوروبي بمبدأ حقوق الإنسان للجميع دون تمييز ولعب دور بناء في المحافل الدولية في الجهود العالمية لمحاربة العنصرية والتمييز العنصري وتعزيز التنوع مع النص علي أهمية تسهيل الحركة القانونية للافراد باعتباره عاملا هاما في مكافحة الهجرة غير الشرعية والتركيز علي البعد التنموي للهجرة. . ستطالب مصر الدول الأوروبية بضرورة توفير التمويل والمعرفة العلمية اللازمة لمكافحة الآثار السلبية لتغير المناخ في القارة الافريقية للمساعدة علي المشاركة في الجهد الدولي لتحويل أنماط الإنتاج الاستهلاكي إلي أنماط قليلة الانبعاث متسقة مع البيئة والمناخ مع مواصلة العمل لضمان استمرارية المنظومة الدولية المعنية بتغير المناخ وفقا للمباديء والنصوص التي وردت في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وبروتوكول كيوتو. يري المراقبون ان القمة فرصة فريدة لقادة القارتين لإظهار قدرتهم علي حشد الجهود والتأكيد علي تعهداتهم التي التزموا بها في قمة لشبونة وتقييم التقدم الذي تم في مجالات الشراكة الثمانية بعد ثلاث سنوات من اطلاق الاستراتيجية المشتركة. أكدت مصادر دبلوماسية قريبة من ملف القمة ان القمة فرصة سياسية مهمة لرؤساء حكومات الدول الأوروبية والأفريقية في هذا التوقيت لدعم التواصل بينهما بعد اجتماع رفيع المستوي حول الأهداف الانمائية للألفية الثالثة الذي عقد في نيويورك منذ شهرين وقبل أيام قليلة من انعقاد مؤتمر الأممالمتحدة حول تغير المناخ في كانكون بالمكسيك خاصة ان المفوضية الأوروبية خصصت 24.4 مليار يورو بينها 16 مليارا من صندوق التنمية الأوروبي لتنفيذ الشراكة الاستراتيجية "افريقيا الاتحاد الأوروبي" في الفترة من عام 2007 إلي عام .2013 من جهة أخري شهدت العاصمة الليبية اجتماعات تخصصية طوال الأيام الماضية للاعداد الجيد قبل انعقاد القمة ومنها منتدي الأعمال للاتحاد الأوروبي افريقيا في الفترة بمشاركة قادة الأعمال وممثلي المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات الاقليمية ومتعددة الأطراف حيث ناقشوا سبل دعم دور القطاع الخاص في ربط الأسواق وتسهيل نشاط الأعمال والاقتصاد الأخضر وتحقيق الأهداف الانمائية للألفية الثالثة. كما استضافت طرابلس علي مدار 3 أيام اجتماعا خاصا ضم ممثلي البرلمانات الافريقية والأوروبية لفتح الحوار بين البرلمانيين حول القضايا الحيوية مثل السلام والأمن والأهداف الانمائية للألفية الثالثة وحقوق الانسان والحكم الرشيد اضافة إلي اجتماع افريقيا أوروبا الثاني للشباب الذي ناقش قضايا مهمة من بينها الأهداف الانمائية للألفية الثالثة والديمقراطية والحكم الرشيد والنزاع والسلام والتنمية والتجارة وتغير المناخ والتنمية المستدامة والحوار الثقافي والهجرة والعمالة. كما شهدت الفترة الماضية عدة اجتماعات في إطار الاعداد لقمة افريقيا أوروبا الثالثة منها اجتماع رفيع المستوي حول الحكم الرشيد يومي 24 و25 أكتوبر الماضي في كاديابينا بإيطاليا بمشاركة 30 ممثلا أوروبيا وأفريقيا من القطاع الخاص وصناع السياسة والأكاديميين لمناقشة الربط بين الحكم الرشيد وتحقيق النمو الاقتصادي. في نفس السياق تم عقد الاجتماع الثالث لممثلي النقابات في أوروبا افريقيا يومي 4 و5 أكتوبر الماضي في ياوندي بالكاميرون بهدف تقييم الانجازات التي تحققت منذ قمة لشبونة. . يبدو ان ملف فرص الاستثمار والعمل لن يكون وحده المهيمن علي القمة حيث تم عقد اجتماع تحت عنوان "دعم التعليم الأكاديمي والتعليم العالي في افريقيا" في كيب تاون بجنوب افريقيا لزيادة الوعي بأهمية التعليم العالي ودعم برامج التعليم العالي في الاتحاد الافريقي خاصة مشروع الجامعة الافريقية وإعطاء الشركاء فرصة لعرض رؤيتهم في مضمون هذه البرامج. كشفت مصادر افريقية ان الدول الافريقية قررت الاستفادة من أوروبا في مجال الاتصالات بعقد منتدي يورو افريقي لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات واسبوع يورو افريقيا للبحث العلمي والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات يومي 7 و8 ديسمبر المقبل في هلنسكي بفنلندا بمشاركة 300 من المسئولين الأفارقة والأوروبين في هذا المجال.