كشفت اجتماعات القمة الافريقية الاوروبية الثالثة والتي عقدت مؤخرا في العاصمة الليبية طرابلس تحت عنوان "الاستثمار والنمو الاقتصادي وخلق وظائف عمل". وشارك في القمة نحو 80 زعيما ومسئولا ورئيس دولة وحكومة من دول الإتحاد الإفريقي والإتحاد الأوروبي ورئيس المفوضية الأفريقية جون بينج ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو ورئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبيوي عن وجود خلافات كثيرة وعوائق امام تحقيق الشراكة الاقتصادية بين افريقيا واوروبا خاصة وان اوروبا تواجه الان أزمات اقتصادية طاحنة في عدد من دولها في مقدمتها اليونان والبرتغال وغيرهما . يذكر أن المفوضية الأوروبية خصصت مبلغ 24.4 مليار يورو بينها 16 مليارا من صندوق التنمية الأوروبي لتنفيذ الشراكة الاستراتيجية بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي في الفترة من عام 2007 إلي عام 2013. يذكر أن المفوضية الأوروبية خصصت مبلغ 24.4 مليار يورو بينها 16 مليارا من صندوق التنمية الأوروبي لتنفيذ الشراكة الاستراتيجية بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي في الفترة من عام 2007 إلي عام 2013. وذكرت وكالة أنباء ( شينجوا) في تقرير لها ان قيمة صادرات الاتحاد الأوروبي إلي أفريقيا، ارتفعت من 79 مليار يورو في الأشهر التسعة الأولي من عام 2009، إلي 90 مليارا (119 مليار دولار) في الفترة نفسها من 2010، كما ارتفعت الواردات من أفريقيا في الأشهر التسعة الأولي من 79 إلي 96 مليار في الفترة نفسها.كما ان أوروبا هي الشريك التجاري الرئيسي لأفريقيا ففي سنة 2006 بلغ التبادل التجاري بينهما 200 مليار يورو، وبلغت المساعدات 35 مليار يورو، لتكون أوروبا أبرز المانحين الدوليين لأفريقيا. ومن جانبه قدر صندوق النقد الدولي حجم الاقتصاد الأوروبي سنة 2005 ب13.5 تريليون دولار، مما يجعله أضخم من الاقتصاد الأمريكي الذي يبلغ 12.5 تريليون دولار. بينما تضم قائمة الدول ال39 الأكثر فقرا 29 دولة أفريقية، وتبلغ الديون الخارجية لدول القارة 380 مليار دولار،. وارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر إلي 31 مليار دولار سنة 2005 وهو رقم لا يتجاوز 3% من حجم الاستثمار العالمي، واتجهت الاستثمارات نحو الموارد الطبيعية خاصة النفط. كما خصصت المفوضية الأوروبية مبلغ 24.4 مليار يورو بينها 16 مليارا من صندوق التنمية الأوروبي لتنفيذ الشراكة الاستراتيجية بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي في الفترة من عام 2007 إلي عام 2013. وناقشت القمة عددا من القضايا التي تعزز وتعمق التعاون بين أفريقيا وأوروبا. وركزت علي تبني خطة العمل الثانية (2011-2013) للاستراتيجية المشتركة بين إفريقيا والإتحاد الأوروبي التي ستتضمن خطوات محددة نحو تعزيز التعاون الأفريقي - الأوروبي في ثمانية مجالات للشراكات بهدف مواجهة التحديات التي طرأت منذ قمة أفريقيا-أوروبا الثانية التي عقدت في لشبونة ودعم التعاون بين الشركاء الأفارقة والأوروبيين. وستسمح هذه الخطة بتعزيز العلاقات بين القارتين بما يمهد الطريق نحو مستقبل أفضل وأكثر ازدهارا لصالح 1.5 مليار نسمة يعيشون في 80 بلدا عضوا في الاتحاد الإفريقي والإتحاد الأوروبي. كما بحث القادة الأفارقة والأوروبيون العديد من القضايا تمثل ملخصا لخطة العمل الثانية إلي جانب وثيقة أخري وهي إعلان طرابلس. ومن بين القضايا المحورية التي بحثتها القمة: السلام والأمن وتغير المناخ والاندماج الإقليمي وتنمية القطاع الخاص والبنية التحتية والطاقة والزراعة والأمن الغذائي والهجرة والبحث العلمي والفضاء والعلوم والتكنولوجيات. ويري دبلوماسيون أفارقة وأوروبيون أن قمة طرابلس الأفريقية - الأوروبية مثلت فرصة فريدة لقادة القارتين لإظهار قدرتهم علي حشد الجهود والتأكيد علي تعهداتهم التي التزموا بها في قمة لشبونة، كما أنها فرصة لتقييم التقدم الذي أحرز في مجالات الشراكة الثمانية بعد ثلاث سنوات من إطلاق الاستراتيجية المشتركة. وتعد القمة فرصة سياسية مهمة لرؤساء حكومات الدول الأوروبية والأفريقية في هذا التوقيت المهم لدعم التواصل بينهما بعد اجتماع رفيع المستوي حول الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة الذي عقد في نيويورك منذ شهرين . ويؤكد مشاركون عرب أفارقة في القمة علي أهمية وفاء الدول الأوروبية باعتبارها شركاء أفريقيا في التنمية بتعهداتها، التي سبق أن التزمت بها خلال خطة العمل الأولي المعتمدة في القمة الثانية بالعاصمة البرتغالية لشبونة عام 2007، والتي تأثرت بشكل مباشر بتداعيات الأزمة المالية العالمية.