العنوسة.. ظاهرة خطيرة وأليمة للغاية تمس قيم وأخلاقيات مجتمعنا.. بل وتضرب اقتصاديات الدولة فى الصميم حين يتم زيادة الاعتمادات المالية المخصصة لتحقيق الأمن الداخلى ومحاربة جرائم الاغتصاب وهتك العرض التى زادت عن الحد بل ويتوقعون زيادة معدلاتها بسبب تفجر ظاهرة العنوسة لدى النساء والرجال على حد سواء حتى وصلت إلى أرقام قياسية تعدت العشرة ملايين عانس من النساء اللاتى بلغن الإرب وتخطين سن الزواج.. ويقابلهن على الجانب الآخر مثل هذا العدد أو أكثر من الشباب والرجال الذين بلغوا الإرب ومازالوا يعيشون حياة العزوبية بدون زواج أو حتى مجرد التفكير فيه. ونظرا لأننا لا نعيش وحدنا فى هذا الكون الفسيح.. وإنما هناك عوالم أخرى من مخلوقات غير منظورة تشاركنا العيش فى هذه الحياة.. كما ورد ذكره فى محكم آيات التزيل الحكيم (يامعشر الجن والإنس). وهو ما تناولته أيضا بالدراسة والبحث والاستقصاء الكثير من المعاهد العلمية والجامعات فى الدول المتقدمة فى أوروبا وأمريكا وروسيا عند رصدها لظواهر ما وراء الطبيعة أو ما يسمى بعلم (الميتافيزيقيا).. ليتيقنوا أن الموضوع حقيقى وليس ضربا من الخيال أو نسيجا من الأوهام. وفيما يبدو.. فإن سكان هذه العوالم الخفية يعانون مثلنا أيضا من مشكلة العنوسة وتأخر سن الزواج.. كما تحدثنا عنه فى مقال سابق عما تفعله بنات ابليس مع شبابنا من أولاد آدم وإقامتهن لعلاقات وغراميات معهم وصلت إلى حد الارتباط والزواج. فاننا نتحدث اليوم عن عبث بنى ابليس والذين جاءونا أيضا من هذا العالم الخفى ليتربصوا بفتياتنا من بنات حواء.. ويوسوسون لهن لخلع ملابسهن والعرى فى الكليبات المثيرة للغرائز والتى تعرض علينا ليلا ونهارا.. وابعادهن عن القيم الدينية.. بل ومحاولة اقامة علاقات مشبوهة معهن طوعا أو كرها وصلت إلى حد الاعتداء عليهن. وللتدليل على ذلك.. أسوق إليكم هذه القصة الحقيقية التى جرت أحداثها ما بين حى حلوان وضاحية عزبة النخل خلال شهر مايو 1955.. حين كانت هذه الأحياء آنذاك من المناطق السكنية الراقية جدا. وأبطال القصة هم.. المهندس زكى.أ.ح والذى كان يبلغ من العمر حينذاك 24 سنة واخته هيام مدرسة الرسم 22 سنة والأم فاطمة س.أ. وكانت تبلغ من العمر 46 سنة. وقد انتقلت هذه الأسرة عقب وفاة الأب من مسكنهم فى عزبة النخل إلي فيلا انيقة تتكون من طابقين وحديقة صغيرة فى شارع هادئ جدا فى منطقة حلوان الصحية جدا فى ذلك الحين. ومر الأسبوعان الأول والثانى فى هدوء وكل شىء عادى حتى بدأت تحدث أمور غريبة وعجيبة مع بداية الأسبوع الثالث.. قطع صغيرة من الطوب والزلط تلقى على كل غرف البيت بعد العاشرة مساء.. وسرعان ما تأكدت الأسرة أن هذه الاحجار تلقى على البيت من الداخل لأنه لم تكن هناك نوافذ مفتوحة.. كما لم يشاهد أحد فى الشارع.. ومع تزايد هذه الظاهرة عقدت الأم عزمها على الانتقال من هذا البيت المسكون بالعفاريت. وفى الصباح.. كانت سيارة العفش تنقل الأسرة وأغراضها إلى مسكنها القديم فى عزبة النخل.. وقد رحب صاحب البيت بعودتهم وحرر لهم عقدا جديدا للايجار. وعادت الطمأنينة إلى الأسرة ونامت ليلة هادئة بعد رحلة المعاناة والرعب فى بيت حلوان.. لكن ذلك لم يدم طويلا.. فقد شعروا جميعا ان هناك من يتعقبهم ويعيش معهم فى البيت اينما ذهبوا خاصة الابنة... هيام.. ثم بدأ البعث يأخذ اشكالا جديدة.. الحلل فى الدولاب .. والملابس فى المطبخ ولا يجدون مفاتيح الدولاب ثم فجأة تلقى عليهم كأنما سقطت من السقف. فانزعجت الأم وصممت على الاستعانة بالمشايخ.. واستقر الأمر بعد استشارة الأهل والمعارف على الشيخ سلامة (خناق العفاريت) كما كانوا يطلقون عليه.. والذى طلب تجهيز وجبة عشاء فاخرة تليق بملك الجان.. كما قال.. وذلك قبل حضوره فى المساء.. دجاج محمر وحمام محشو بالفريك وكبده ضاني مشوية وملوخية وأرز بالشعرية وسلاطة.. ومهلبية. وحضر الشيخ سلامة فى المساء.. وجلس فى وسط الصالة وطلب صحن أبيض وسكينا.. ثم أخرج من جرابه غرابا نوحيا أسود صغيرا وقام بذبحه وأفرغ دمه فى الصحن الأبيض.. ونزع ريشه من جناحه ليبللها بالدم ويكتب بها بعض الحروف والأرقام على ورقة بيضاء.. وبدأ فى قراءة بعض العبارات غير المفهومة ليسرى فى الصالة ريح خفيف رغم غلق كل النوافذ والأبواب.. وقال الشيخ بنبرة واثقة.. كل شيء سيكون تمام.. ثم دخل إلى غرفة الصالون حيث توجد صينية العشاء الفاخر الذى طلبه وأغلق على نفسه الباب وطلب عدم ازعاجه أو الاقتراب من الباب حتى يأذن هو بذلك. وفجأة... وبعد حوالى الساعة انطلقت من داخل غرفة الصالون صرخات واستغاثات مدوية ومتلاحقة وأصوات تكسير اطباق.. ليفتح الشيخ الباب على مصراعيه وهو فى حالة مزرية من الرعب والهلع وقد تمزقت جبته وطارت عمامته مع أصوات أقلام وصفعات قاسية كانت تنزل على قفاه حتى خرج يجرى من باب البيت إلى غير عودة تاركا خلفه عمامته وجرابه والغراب المذبوح ووجبة العشاء الفاخرة التى تبعثرت اطباقها فوق الصالون. وحين اتجهت الأم وابنتها لتنظيف الغرفة وجدتا تحت الصينية المقلوبة ورقة مكتوبا عليها (لا داعى لهؤلاء الدجالين.. أنا لا أريد بكم شرا.. ولا تتركوا البيت لأنى لن اترككم وسأقوم باسعادكم خاصة انت.. ياهيام). وتسرب إلى الأسرة بعض الاطمئنان إلا.. هيام.. التى أخبرت أمها أن العفريت يتبعها اينما ذهبت ويدخل معها الحمام وفى الفراش ويبثها غرامه ويحاول أن يتحسس جسدها.. فأخذتها أمها لتنام معها إلا أنه استمر فى هذه المناوشات حتى استيقظ الابن المهندس يوما على صراخ وعويل الأم التى كانت تلطم خدودها واخته التى كانت فى حالة انهيار تام فقد هاجمها العفريت ليلة أمس كالوحش الكاسر واعتدى عليها وفض بكارتها.. ولم تتحمل المسكينة الصدمة فسقطت على الأرض جثة هامدة بلا حياة.. وبعد ذلك اختفى العفريت ولم يظهر له أى أثر. جاء فى محكم آيات التنزيل الحكيم «ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا الذى اجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم». الأنعام 128. صدق الله العظيم