حملت فى البداية اسم الكتبخانة الخديوية، ثم تغير إلى دار الكتب المصرية، وأخيرًا دار الكتب والوثائق القومية أسسها أحد أبناء الدقهلية، على غرار كبرى المكتبات الفرنسية. تحتفل دار الكتب هذه الأيام بذكرى مرور 140 عاماً على تأسيسها، وتنظم بهذه المناسبة مؤتمراً علمياً حول الدور التنويرى الذى قامت به على امتدار تاريخها، يشارك فيه كوكبة من أعلام الثقافة العربية والافريقية والأوروبية والأمريكية، يستمر المؤتمر 4 ايام من 27 إلى 30 نوفمبر الجارى بمقرها على نيل القاهرة. يروى على مبارك باشا ناظر المعارف العمومية "وزير التربية والتعليم" قصة إنشاء أول مكتبة مصرية عامة فى العصر الحديث فيقول: "ثم ظهر لى أن أعمل كتبخانة خديوية داخل الديار المصرية، أضاهى بها كتبخانة باريز (العاصمة الفرنسية)، فاستأذنت الخديوى فأذن". أمر الخديوى إسماعيل خامس حكام أسرة محمد وأول من حمل لقب الخديوى بتأسيس المكتبة الجديدة فى مارس 1870م، واهدى لها مجموعة الكتب النادرة التى تركها أخوه الأمير مصطفى فاضل بعد ان اشتراها بماله الخاص. بدأ العمل فى المكتبة الجديدة على قدم وساق، وتم على الفور جمع مجموعة كبيرة من الكتب الموجودة بمخازن الحكومة، والمساجد والأضرحة والمدارس، بالإضافة إلى تبرعات الأمراء والأعيان. كما اشترى على مبارك باشا مكتبة كبيرة من الكتب العربية والأفرنجية ومن المجموعات القيمة فى دار الكتب المصرية مجموعات محمد على، وخليل اغا، وأحمد طلعت، وأحمد تيمور وأحمد زكى وجعفر والى. بدأت دار الكتب بطابق واحد فى قصر الأمير مصطفى فاضل بدرب الجماميز "قرب مبنى ديوان المدارس"، الذى تحول إلى شارع للثقافة والطباعة والمكتبات. وفى سنة 1904 انقلت إلى مقرها بميدان باب الخلق الذى يشغله الآن متحف الفن الإسلامى. وفى سنة 1973 انتقلت إلى مقرها الجديد بشارع كورنيش النيل برملة بولاق، وتم الافتتاح الرسمى سنة 1977. تم دمج دار الكتب مع الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر تحت اسم الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1971، وانفصلت كهيئة مستقلة سنة 1993 تحت اسم دار الكتب والوثائق القومية. ولدار الكتب فروع بالقاهرة والمحافظات وانشطتها وكتبها النادرة، بالإضافة إلى الإصدارات الجديدة. كما أنشأت عدداً من المراكز العلمية المتخصصة منها مركز تحقيق الذات، ومركز تاريخ وثائق مصر المعاصرة وادخلت فى السنوات الأخيرة نظم الحاسبات لتطوير خدماتها. ودار الكتب المصرية جامعة كبرى، وهيئة علمية مرموقة، نشرت العلم والمعرفة على امتداد الساحة العربية، وقدمت خدمتها للآلاف والملايين من العلماء والادباء والدارسين والباحثين.