اقتصرت معظم برامج المرشحين لانتخابات مجلس الشعب علي تقديم خدمات قصيرة المدي مثل توفير اللحوم والمنح المالية وإقامة الأفراح الجماعية دون أن يأتي التعليم علي أجندتها الانتخابية باستثناء الحزب الوطني الديمقراطي الذي تضمن رؤيته حول إصلاح العملية التعليمية. أكد الأساتذة أنه رغم اهتمام قطاع عريض من الشعب المصري بالتعليم إلا أن برامج المرشحين لم تشمل إصلاح المدارس الموجودة بدوائرهم أو تقديم أي خدمات للعملية التعليمية. لا توجد خطط أوضح د.صلاح عبدالحميد الطحاوي أستاذ القانون الدولي العام والمحامي بالنقض أنه لا توجد خطط للتعليم في برامج المرشحين رغم أنه من أهم البرامج ويجب أن يأخذ جزءًا كبيرًا من الاهتمام لأنه يهم القطاع العريض من الشعب المصري خاصة لمحو الأمية والتعليم الأساسي. أشار إلي ضرورة أن تكون هذه البرامج التعليمية مقننة ولها دراسة وليس كلاما من أجل النجاح في الانتخابات ثم بعد نهاية الانتخابات يصبح حبرا علي ورق. قال إنه لتطبيق هذا الهدف لابد من أن يتواجد مع الناخب أساتذة من كليات التربية قسم المناهج والتدريس لكي توضع هذه الخطط حيز التنفيذ بعد عرضها علي وزارة التربية والتعليم والموافقة عليها ويجب أن تتابع الوزارة خطة الناخب سواء أثناء العملية الانتخابية أو بعدها أي سواء وفق فيها أو لا لكي تتبين مصداقيته لدي الشعب. أشار إلي أنه من الملاحظ أن برامج الناخبين ليس بها ثمة حديث عن العملية التعليمية سواء في بناء المدارس أو محو الأمية علي الإطلاق وبالتالي فإن جميع الشعارات الموجودة لا تعطي للناخب أي مصداقية وهذا من الأسباب في عدم سعي فئات الشعب إلي لجان الاقتراع لأنه لا توجد برامج حقيقية وإن وجدت فهي خاوية علي عروشها. المحور قال د.محمد يونس عميد كلية الحقوق بجامعة حلوان السابق: إنه لابد أن يكون المحور الرئيسي في برامج الناخبين. أضاف أن التعليم الجامعي في مصر يعاني من محنة وميزانية البحث العلمي لا ترقي إلي إحداث أي تقدم أو بحوث متميزة في حين أن دولاً أخري أصبحت تغزو العالم بتقدمها العلمي وللأسف فإن دولة مثل إسرائيل حصلت فيها 49 جامعة علي امتياز في البحث العلمي مما يدعونا إلي وقفة جادة للاهتمام بالتعليم. مشروعات أكد ثروت بدوي أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة علي خلو برامج الناخبين من خطط التعليم وتطوير العملية التعليمية رغم أهمية هذا الجانب مشيرا إلي ضرورة تضمين البرامج الانتخابية أفكارًا ومشروعات تهدف إلي تحسين البنية الأساسية في المدارس وتطوير المعامل والأنشطة من أجل خدمة الطلاب وأولياء الأمور. تراجع قال صابر عمار أمين عام مساعد اتحاد المحامين العرب إن التعليم غير موجود علي برامج الأحزاب وذلك منذ عدة سنوات ماضية مما أدي إلي تراجع التعليم بشكل موثر لعدم وجود رؤية استراتيجية واضحة وعدم ربط التعليم باحتياجات السوق فأصبح مجرد غاية للحصول علي شهادة للوجاهة الاجتماعية أكثر منه مشاركة اجتماعية. أوضح أن التعليم بالنسبة للمرشحين ليس له مردود ولكن الأهم ما يعاني منه الشعب من غلاء الأسعار كاللحمة والطماطم دون تأدية الدور الرئيسي في خدمة المجتمع لتتحول العملية الانتخابية إلي مبادرة في الانفاق. أشار إلي أن وجود رؤية للتعليم ليس بمجرد الانفاق علي البنية الأساسية للمدارس أو عمل مجموعات مجانية ولكن لابد من وجود رؤية استراتيجية وهذا لا يمكن لنائب وحده أن يقوم بها. منح ومن جانبه أكد الدكتور ممدوح مهدي عميد كلية التمريض.. بجامعة حلوان أنه لا يجب أن تقتصر برامج المرشحين لانتخابات مجلس الشعب علي المنح والهدايا العينية والمادية إنما يجب أن يتسع مفهوم الخدمة العامة إلي احتياجات دوائرهم بل والمجتمع ككل. أوضح د.مهدي أن المرشحين يجب أن يضعوا أمام أعينهم وفي البرامج الانتخابية مشاريع عامة قومية تهدف إلي تطوير المدارس من حيث المنشآت واحتياجات هذه المدارس من صيانة ودهانات وشراء مستلزمات الفصول الدراسية وتزويد ملاعب المدارس بالألعاب الرياضية. طالب د.مهدي المرشحين بضرورة تنفيذ مشاريع قومية تخدم أهالي الحي من أجل رفع مستوي المعيشة وذلك يتحقق في الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها مؤكدا أن يكون هناك تعاون وثيق بين الجهات الحكومية والجامعات والمعاهد والمدارس والمصانع بتنفيذ مشروعات علي المدي البعيد من خلال دورات تدريبية لطلاب الجامعات حيث يقوم المرشح بالربط بين الجامعة وبين الكليات وخدمة المجتمع حيث تقوم كلية الطب مثلا بإعداد قوافل صحية وطبية وتقديم الخدمات التمريضية لأهالي الحي مشيرا إلي أن الخدمات التي يقدمها المرشحون تكمن في الأفراح الجماعية والهدايا وتوزيعها علي الأهالي. شدد علي ضرورة الاهتمام بإنشاء حضانات ومدارس وعقد بروتوكولات تعاون بين المدارس وكليات التربية لإنشاء نوادي صيفية داخل المدارس لممارسة التلاميذ الرياضة وتعد هذه خدمة مجتمعية لأبناء دائرة المرشح وللمجتمع ككل. وأوضح د.شريف وصفي عميد كلية هندسة حلوان السابق أن المكشلة التي تواجهنا في الانتخابات هي أن المرشحين ليس لديهم ثقافة مجتمعية باحتياجات أهل الدائرة والحي المرشح فيه.. مشيرا إلي أن غالبية المرشحين يتهمون بتوزيع الهدايا العينية والمادية وإقامة الحفلات التي يتم الانفاق عليها ببذخ دون مراعاة لأولويات الانفاق مما يفيد أهالي الحي في تطوير المدارس وصيانتها وإنشاء مدارس جديدة لجميع المراحل التعليمية لخدمة أهالي الحي.. مشيرا إلي أن خدمة المجتمع يجب أن تكون نابعة من الشخصية المصرية الوطنية. أضاف أن المرشحين يجب أن ينتهزوا الانتخابات والدعاية لخدمة أبناء الدائرة في المدارس والجامعات. أكد ترسيخ مباديء الوفاء والانتماء لدي أبناء الدائرة مشيرا إلي استثمار الأموال في وضع برامج هادفة تخدم العملية التعليمية. طالب المرشحين بضرورة تنظيم دورات تدريبية في الحاسب الآلي لأبناء الدائرة المحتاجين وأيضا الاهتمام بالطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة. قصور يري د.علي راشد أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة حلوان أن هناك قصورًا شديدًا في برامج المرشحين لانتخابات مجلس الشعب فنجد أن معظمهم يركزون فقط علي الناحية المادية والتي تعد قصيرة المدي بينما تحظي قضايا التعليم بأكبر قدر من التجاهل من معظم المرشحين. أشار إلي أن بعض المرشحين ليسوا علي مستوي فكري عال وبالتالي فإنهم لا يدركون أهمية التعليم كأساس لتطوير المجتمع ورفع مستوي المعيشة. قال إن حل المشاكل المادية لأفراد المجتمع أمر جيد ولكن يجب أيضا أن يكون هناك من يتصدي لمشاكل التعليم التي تعد الهدف القومي الأهم والسبيل الأول نحو النهضة الفعلية. أوضح أن هناك العديد من البرامج الخاصة بإصلاح التعليم والتي تحتاج للدعم المادي لها حتي يتم تنفيذها علي أرض الواقع لكنها لا تجد صدي في أوساط المرشحين ربما لأن لديهم أولويات أكثر عملية من وجهة نظرهم. أكد أن الاهتمام برفع كفاءة المعلمين وتحسين أحوالهم يأتي ضمن عملية إصلاح التعليم حتي تكتمل منظومة التطوير فضلا عن أهمية إمداد المدارس بكافة الوسائل التكنولوجية لمواكبة متطلبات العصر. إعادة نظر أوضح د.عبدالعزيز الشخصي عميد كلية التربية بجامعة عين شمس سابقا أن ظاهرة اختفاء برامج التعليم من قوائم برامج المرشحين تحتاج لإعادة النظر وضرورة التنبيه لأن التعليم يعد البوابة الرئيسية لأي تطور أو تقدم في كافة المجالات. أكد أننا في مصر نحتاج لنهضة فعلية في التعليم وزيادة عدد المدارس بعد ارتفاع كثافة التلاميذ إلي حد كبير داخل الفصول بالإضافة لتحسين أوضاع المعلم وصيانة المدارس بشكل دوري وبعض هذه الأشياء يمكن أن يسهم فيها مرشحو الشعب. أوضح أنه يمكن استثمار جهود الشعب في توظيفها لخدمة التعليم من خلال المساعدة الاجتماعية في تطوير المدارس مشيرا إلي أهمية توظيف الفكر كأساس للتقدم. تمني أن يدخل مجلس الشعب هذه الدورة عقول مفكرة تسهم بفاعلية في النهوض بالمجتمع بشكل واقعي ملموس.