جمال مبارك.. في حوار شامل لبرنامج "مصر النهارده": الديمقراطية ممارسة.. وليست مجرد تعديل مادة في الدستور

أكد جمال مبارك الأمين العام المساعد أمين السياسات بالحزب الوطني أن الديمقراطية ممارسة وليست مجرد تعديل مادة في الدستور أو بعض البنود في قانون علي الرغم من أن تلك الاجراءات قد تكون تيسيرا للعمل الديمقراطي.
قال في حوار شامل للتليفزيون المصري من خلال برنامج "مصر النهارده" أذيع الليلة قبل الماضية وتضمن رده علي الأسئلة المباشرة من الجمهور والتي وردت علي الموقع الإلكتروني للبرنامج ان التفاعل الموجود علي الساحة السياسية إيجابي رغم وجود بعض التجاوزات.
أكد أنه يتعامل بصورة إيجابية مع أي هجوم ضده. ويتحاور مع من يختلف معه في الرأي.. مشيرا إلي أن سياسات الحزب الوطني تضمن ألا تنزلق مصر إلي ماتعانيه بعض الدول حولنا.
قال ان أبناء الحزب الذين لم يحالفهم الاختيار مستمرون وسيكون لهم دور قوي في المستقبل.
أكد جمال مبارك أن أي مرشح من مرشحي الحزب الوطني سيلجأ إلي العنف أو البلطجة أو يحاول الخروج عن المسار المخطط سيكون حسابه عسيراً لأن القضية أكبر من أن تكون قضية حزب كما أكد انه غير مسموح لأي من الوزراء المرشحين في الانتخابات باستغلال وزارته أو نفوذه في العملية الانتخابية موضحا ان ترشيحات الحزب لم تكن مفتوحة في بعض الدوائر بينما كانت ثنائية أو ثلاثية أو رباعية لافتا إلي ان السبب في ذلك يرجع إلي التقارب الكبير بين نتائج المرشحين سواء في المجمعات الانتخابية أو الانتخابات الداخلية أو في استطلاعات الرأي.
قال إن الذين لم يحالفهم الاختيار للترشيح علي قوائم الحزب فأوجه اليهم رسالة أنهم مستمرون مع الحزب وان لهم دورا في الحزب وفي العمل السياسي ومن المؤكد ان يكون لهم دورفي الترشيحات القادمة مشيرا إلي ان الحزب قادرعلي استيعابهم وان هناك لقاءات تجري معهم لأنهم في النهاية قوة ضاربة داخل الحزب ومن المؤكد ان يكون لهم دور قوي في المستقبل.
أكد أن نسبة المنشقين عن الحزب في انتخابات 2010 بالمقارنة بانتخابات 2005 لا تقارن وهذا بسبب اقتناع الكثيرين بأن الاختيار لمرشحي الحزب تم بنظام مؤسسي..
نظرة إلي المستقبل
أكد أن شعار "الفكر الجديد" الذي بدأه الحزب الوطني منذ نحو 8 سنوات لم يبدأ بوجوده بينما بوجود عدد من القيادات والتي رأت انه يجب التوجه بنظرة إلي المستقبل وأن يأخذ العمل الحزبي مسارا جديدا ومتعمقا والذي تضمن مصارحة بين كافة القيادات لكي يتمكن الحزب من مواجهة التحديات المستقبلية.
اشار جمال مبارك إلي أن البداية كانت بإصلاح وتطوير البنيان الداخلي والتي شملت المستويين.. المستوي المركزي ومستوي القاعدة.. لافتا إلي أن الرأي العام يريد ان يعرف ما هو العائد الذي سينعكس عليه بقدر الاصلاح الذي تم وهنا نستطيع أن نقول إن الحزب الوطني يختلف تماما في أسلوب اتخاذ القرارات داخل الحزب وأسلوب الانتخابات الداخلية وأن التطوير تم بشكل جذري منوها إلي أن الحزب الآن به انتخابات دورية كل سنتين وسابقا كانت تتم كل 5 أو 7 سنوات والمفهوم حينها ان كثرة الانتخابات تزيد من نسبة الانشقاقات داخل الحزب ولكن المفهوم الحالي أن دورية الانتخابات في فترة بسيطة تفرز قيادات وكوادر جديدة وأن يعلم "الكادر" انه سيتم تقييمه في مدة بسيطة وهذا مما لا شك فيه سينعكس ايجابيا علي مستوي الاداء داخل الحزب.
ورفض جمال مبارك ربط الانجازات التي تحققها أمانة السياسات بشخصه أو شخصنة الدور الذي تقوم به الأمانة في اسم جمال مبارك فقط لافتا إلي أن السياسات ليست مرتبطة بشخصه بينما تخرج من كيان مؤسسي يعتمد بشكل اساسي علي الحوار علي المستوي المحلي مع كوادرمرتبطة ومحتكة بالشارع.. كوادر من القري والمدن والمراكز والمحافظات تعيش هموم ومشاكل المواطن وتعقبها حوارات ونقاشات مع امانات ولجان الحزب المختلفة.
اكد ان 8 سنوات كافية للحكم علي الفكر الجديد الذي قام به الحزب الوطني مشيرا إلي ان هناك تحولا مؤسسيا كبيرا داخل الحزب منذ عام 2003 ولا يعني ذلك ان "الموجود" لم يكن صحيحا ولكن الظروف تتغير والتحديات تتزايد وذلك يستلزم آليات جديدة وتطويرا للنظام الداخلي.
وهنا يبرز مفهوم العمل الحزبي الذي يعتمد علي رؤي وأفكار الكادر المحلي وفي نفس الوقت نحتاج إلي أفكار "التكنوقراط" التي تتضمن خبرة تستطيع أن تقدم أفكارا جديدة مشيرا إلي ان كثيرا من سياساتنا والوعود التي يتضمنها البرنامج الجديد آتية من التعامل المباشر مع القواعد البسيطة في الشارع والقري والنجوع.
العمل التنفيذي صعب
كما أشار جمال مبارك إلي انه قبل عام 2002 كان دائما يتم اختيار الوزراء من غير الحزبيين وبعد ذلك يصبحون حزبيين من ناحية الشكل ولكن اين العمل الحزبي هنا والبعد السياسي فيه لافتا إلي انه مع تشكيل حكومة د. نظيف في عام 2004 وجد رئيس الحكومة ان هناك عناصر حزبية تمتلك أفكارا ولكن كيف يتم تنفيذها فما أسهل الوعود ولكن التحدي هو تنفيذها فالعمل التنفيذي في غاية الصعوبة ومن هنا رأينا أن نجمع بين كل هذه الخبرات وان نجمع بين السياسي الحزبي والكادر المتفهم لطبيعة مشاكل المجتمع.
اشار إلي أن أساس العمل الحزبي هو الاحتكاك بالقواعد لافتا إلي ان جزءا اساسيا من التطوير الذي تم ان نشعر القيادة البسيطة باحترامها ودورها المهم في عملية التطوير.. وقال إنه عندما ينزل إلي الشارع مثلا في برنامج الاستهداف الجغرافي للقري الأكثر احتياجا يعقد لقاءات جماهيرية مع الأهالي ليستمع إلي شكواهم علي أرض الواقع.
أضاف قائلا هنا اشعر اننا يجب ان نبذل جهدا كبيرا ومضاعفا فعندنا الطاقات والقدرات لكي نسير بشكل أسرع لأن هدفنا اعطاء الناس أملا وان نطمئن الشباب أن هناك فرص عمل وان نصل إلي الأسر الفقيرة التي تحتاج إلي الحماية.
وردا علي سؤال من الاعلامي خيري رمضان عن انطباعه الشخصي من هذه الزيارات عندما يجد الاوضاع المتردية لبعض القري.. قال جمال مبارك إنه يكون غير راض عندما يجد بعض الامثلة لمواطنين ليس لديهم القدرة علي الكسب وليس لديهم القدرة علي العيش الكريم مشيرا إلي أن السبب في عدم اجراء التغيير في كل هذه المناطق هو أن التغيير ليس بسيطا أن تحاول تغيير بعض القضايا التي رسخت في ثقافة المجتمع لسنين طويلة.
4 ملايين فرصة عمل
وردا علي سؤال حول عدم شعور بعض الفئات في المجتمع بالتحسن الذي يقول الحزب إنه تحقق علي أرض الواقع. قال جمال مبارك. ان الاحساس بالتطور الكبير الذي حدث في السنوات الخمس الماضية يختلف من شخص إلي آخر. فقد يشعر البعض ان هذا التطور لم يرض طموحه. وقد يشعر البعض الآخر أن من حوله تحسن بدرجة أكبر منه. وهنا يشعر بالظلم. وقد يردد مقولات من عينة أن هناك فسادا أو محاباة للبعض علي حساب البعض الآخر. لكن لابد ونحن نتحدث عما تحقق أن ندرك مثلا علي سبيل المثال ماذا لو لم ننجح في توفير أربعة ملايين فرصة عمل تم توفيرها في السنوات الاربع الماضية. بالتأكيد كانت الشكوي ستتزايد. ولنتصور أيضا ماذا كان سيحدث لو لم تتم زيادة المعاشات بالقدر الذي شهدته في السنوات الاخيرة لصالح فئة هي الأكثر تضررا من ارتفاع الاسعار. وبالتأكيد يدرك اصحاب المعاشات ما تحقق من زيادة ملموسة في دخلهم. حيث زاد معاش 3 ملايين اسرة ثلاثة اضعاف مع بدء تطبيق قانون التأمينات والمعاشات الجديدة مع بداية العام المالي الحالي. وهذا تحسن كبير. وقد يشعر البعض بأنه يحتاج إلي المزيد. وهذا حق وطموح مشروع.
وأضاف جمال مبارك ان ما تحقق من انجازات في مجال توفير خدمات الصرف الصحي بالقري علي سبيل المثال لا يمكن انكاره علي الاطلاق. ولا يمكن لأحد ان يقول إنه لم يشعر بما تحقق علي الأرض. فقد تم في الثلاث سنوات الاخيرة انفاق خمسة اضعاف ما تم انفاقه في السنوات الخمس السابقة. بالطبع شعرت ملايين الاسر في القري التي دخلتها خدمات الصرف الصحي التحسن الذي طرأ علي حياتها.. كما شعرت ملايين الاسر التي تدخلنا لحمايتها من تداعيات الازمة العالمية في اسعار الغذاء عام 2008 بالدور الذي قامت به حكومة الحزب لحماية تلك الاسر وتوفير احتياجاته الغذائية من خلال البطاقات التموينية. وانا مقتنع من واقع موجود. ومن خلال جولاتي الميدانية بالمحافظات بأن هناك تحسنا. وهناك ايضا ادراكا عاليا لهذا التحسن.
واشار الامين العام المساعد. امين السياسات بالحزب الوطني إلي انه لا يستطيع أي حزب أن يتعهد بالقضاء تماما علي البطالة. وإذا خرج أي حزب ليعلن ذلك فعلي الاعلام ان يحاسبه علي وسائل تحقيق ذلك. ونحن لم نعلم أبدا أننا سنقضي علي البطالة ولا يمكن لأحد ان يتعهد بذلك.
البرنامج الانتخابي
وردا علي سؤال من الاعلامي خيري رمضان حول أهمية البرنامج الانتخابي للحزب في الانتخابات البرلمانية علي الرغم من ان التصويت في الكثير من الدوائر التي تحكمها العصبيات القبلية أو العائلية يتم علي اساس شخصية المرشح. فهل البرنامج الانتخابي مجرد واجهة ديمقراطية. قال جمال مبارك: لا اعتقد ان البرنامج الانتخابي مجرد واجهة. ففي 2005 حددنا أهدافا محددة. وحققنا الكثير منها من وحي البرنامج الانتخابي. ولا يزال امامنا مشوار طويل وانجازات كبيرة لنحققها. وعلي الرغم من التطور الذي تشهده الساحة السياسية والحزبية وفي الاعلام ايضا. الا ان نمط التصويت في بعض المناطق لا يزال يعتمد علي سمعة وعائلة المرشح. واستطيع القول إن الحزب بتنظيمه وتحركه وأدائه ومساندته لمرشحيه يؤثر علي فرص المرشح ويعطيه دفعة قوية.. والمواطن المصري البسيط من الصعب عليه قراءة الارقام والافكار الكبيرة الواردة في البرنامج الانتخابي. لكنه علي الاقل يمثل عقدا اجتماعيا مع المجتمع. وسيتم وضع 222 برنامجا محليا لكل دائرة من وحي البرنامج الانتخابي العام للحزب. وكل برنامج محلي خاص بكل دائرة يترجم احتياجات كل دائرة واولوياتها في اطار البرنامج الاشمل.. والبرنامج الانتخابي بدون قاعدة حزبية قوية ومرشحين لهم ثقل ودور في حياة المواطنين. وبدون برامج محلية مفهومة وواضحة وتعبر عن احتياجات المواطن البسيط لن يحقق الهدف منه.
اوضح جمال مبارك ان برنامج 2010 هو استكمال لبرنامج 2005. فلولا ما تحقق من تحسين لمناخ الاستثمار خلال السنوات الخمس الماضية. لم نكن نستطيع الحديث عن مضاعفة معدلات جذب الاستثمارات والصادرات. كما اننا لم نكن نستطيع الحديث عن توفير 4 ملايين فرصة عمل خلال السنوات الاربع الماضية دون احداث تحولات كبيرة في تحسين مناخ الاستثمار لجذب استثمارات جديدة. وتشجيع القطاع الخاص. علي الرغم من ان البعض يحاول خطأ تصوير أن تلك الإجراءات كانت تصب في مصلحة بعض الفئات علي حساب فئات أخري. لكننا نقول إنه إذا كان هناك استغلال أو خطأ فيجب محاسبة المخطئ وليس إيقاف المسيرة ونحن نؤمن بأن المستقبل في توفير فرص العمل للقطاع الخاص وليس للحكومة. ونقول ذلك الآن بقوة وقد كان من الصعب إعلانه من 5 سنوات. فتغيير الثقافة صعب لكن بالعمل الجاد والإصلاح المستمر أصبحت هناك قناعة بأن القطاع الخاص هو المستقبل. ونصر علي تنفيذ قانون العمل وإلزام القطاع الخاص ببنوده لتحقيق الأمان للعاملين. كما نسعي إلي إخضاع القطاع غير الرسمي للقانون.
وحول مخرجات نظام التعليم في مصر والتوافق مع احتياجات سوق العمل قال إن قضية التعليم تمثل مشكلة كبيرة وسيتحسن علي مراحل. وقد كان لدينا في السنوات الأخيرة مسألتان في هذا الموضوع هما: الإتاحة لتوفير المتطلبات التي تفرضها الزيادة السكانية. وقد نجحنا في زيادة عدد المدارس والفصول والبنية الأساسية المطلوبة لتخفيف الأعباء عن المدارس الموجودة. والمسألة الثانية هي الجودة ومن هنا ظهرت فكرة إنشاء هيئة لضمان جودة التعليم. وهذا المبدأ ترسيخ لثقافة جديدة علي المجتمع. فالإصلاح ليس مجرد كلام جميل. لكنه عمل مضين ومستمر وعلي السياسي أن يعمل بشكل مستمر ومتواصل لإقناع الناس بما يراه صحيحاً وعليه أيضاً أن يتحمل الهجوم وهناك دائماً تكلفة للإصلاح. وقد حققنا بالفعل إنجازات كبري في قطاع التعليم خلال السنوات الماضية فعدلنا قانون التعليم وتم إقرار كادر المعلمين وصار المعلم وظيفة يعاد إصدار ترخيص له بمزاولتها خلال 5 سنوات. وتم إعداد برامج لتدريبهم. إضافة إلي تطوير المناهج. كما تم وضع خطة لتطوير المرحلة الثانوية. وهذه بكل مكوناتها من طلاب ومدرسين ومناهج ونظم امتحان. وأصبحت الشهادة الثانوية العامة لها صلاحية. بما يمكن الطالب من الدخول إلي سوق العمل أو تلقي تدريب. أو مواصلة التعليم الجامعي. ولم يعد مضطراً لاستكمال التعليم الجامعي فور الحصول علي الشهادة الثانوية.. ويجري أيضاً تطوير نظام القبول بالجامعات. والتوسع في 12 جامعة حكومية وخاصة وأهلية. علاوة علي الاهتمام بأوضاع هيئات التدريس وموضوع الجودة وزيادة رواتب أعضاء هيئات التدريس.. ولابد من الاعتراف بأن هناك ضغطاً مستمراً علي العملية التعليمية وهذا يحتاج إلي توفير موارد بصفة مستمرة.
ورداً علي سؤال حول ما تحقق في مد مظلة التأمين الصحي. خاصة في ظل تراجع مستوي الخدمات العلاجية أكد أن البرنامج الرئاسي تعهد في 2005 بإصدار وتطبيق قانون التأمين الصحي الاجتماعي الجديد. وقد أجريت بالفعل مناقشات موسعة ومستفيضة داخل الحزب وفي مؤسسات المجتمع. ومع الأحزاب الأخري وتم الاتفاق علي أمور واختلفنا علي أمور أخري. وهذا يؤكد خطأ من يتصور أن الحوار بين الأحزاب هو "حوار طرشان" فهذا غير صحيح. وسنتقدم كحزب وطني إذا ما حصلنا علي الأغلبية في الدورة البرلمانية المقبلة بمشروع القانون الذي يستهدف 15 مليون مستفيد من مظلة التأمين الصحي. وستبدأ التجربة في 3 محافظات في المرحلة الأولي. وسيستفيد منها 5.7 مليون مواطن. علي أن تشمل المرحلة الثانية التي سيتم تطبيقها تدريجياً بقية المواطنين. بحيث يستفيد خلال السنوات الخمس المقبلة 70% من المواطنين علي الأقل بخدمات التأمين الصحي. مع التركيز علي الطبقات الأكثر فقراً.
أشار أيضاً إلي أنه تم خلال السنوات الماضية الانتهاء من تطوير 1800 وحدة صحية للرعاية الأساسية. وتحويلها إلي وحدات طب الأسرة. وهذه الوحدات تمثل بنية أساسية لتنفيذ القانون الجديد بعد إقراره. وسيتم خلال الفترة المقبلة الانتهاء من تحويل كافة وحدات الرعاية إلي وحدات طب الأسرة. مع الاستمرار في تطوير مستوي الأطباء وأعضاء هيئات التمريض.
شعار الحزب الوطني
وحول ما إذا كان شعار الحزب الوطني في برنامجه الانتخابي يمثل استجابة لحالة القلق الموجودة لدي بعض المصريين من المستقبل. قال جمال مبارك إن ترديد مقولة الخوف من المستقبل قد يكون جملة تلقائية وإنسانية. فمن الطبيعي أن يقلق كل إنسان علي مستقبله ويسعي للاطمئنان علي مستقبل أبنائه. ومن هنا كان توجه الحزب واستهداف مختلف فئات المجتمع لطمأنتهم علي مستقبلهم ومستقبل أبنائهم. فالحزب وحكومته يستهدفان أصحاب المعاشات من خلال زيادة المعاشات لمواجهة أعباء الحياة. كما تم وضع إعانة البطالة في البرنامج الانتخابي للمرة الأولي. ونخاطب العاملين الحاليين ليطمئنوا علي مستقبلهم من خلال نظام متطور للمعاشات وزيادة مستمرة. ومنح معاش لمن ليس لديهم معاش.
وأضاف جمال مبارك أن هناك بعض الطبقات الأخري الميسورة. ولديها قلق مختلف علي المستقبل. فهي تفكر بشكل مختلف. فهناك الآن تنافس سياسي مفتوح. وأحزاب وقوي تطرح أفكارها. وهناك البعض يريد أن يأخذنا إلي اتجاه آخر. لكننا نؤكد أن الحزب الوطني هو حزب الوسطية والاعتدال وسياساته تضمن ألا تنزلق مصر إلي منزلقات خطرة تعانيها بعض الدول من حولنا. ومن حق المواطن أن يقلق من وجود تيارات تهدد مستقبل البلاد وتريد العودة بنا إلي الوراء. وعلي الناس أن تقارن بين كافة الأفكار المطروحة وتقرر من هو الذي يملك رؤية لصنع المستقبل. ولديه القدرة علي تحقيق الرؤية وبعدها تخرج لتختار.
وأشار الأمين العام المساعد أمين السياسات بالحزب الوطني إلي أننا إذا لم نستطع تحقيق معدلات نمو كبيرة تصل إلي 7% بشكل مستمر ومستقل وإذا لم نتمكن من تعزيز دور القطاع الخاص ومواجهة الفساد فعلينا أن نقلق. وهناك من يريد أن يجرنا للوراء ويهدم ما تم إنجازه في السنوات الخمس الماضية. لكنني أعتقد أنه مع نضوج العمل السياسي. لن يكون مقبولاً طرح الشعارات فقط من أجل الانتخابات أو المعارضة دون طرح رؤية بديلة. فالمعارضة من حقها أن تعارض الحزب الحاكم. فهذا هو دورها وفلسفة وجودها. لكن علي من يعارض أن يقدم للمجتمع ويطرح البديل القابل للتطبيق. ويقول لنا من أين يوفر الاستثمارات العامة لتلبية احتياجات المجتمع.
دعم الفلاح
حول سياسات الحزب فيما يتعلق بقطاع الزراعة ووجود انتقادات فيما يتعلق بالتدهور الذي يعانيه هذا القطاع. وتراجع مستوي الفلاح واستمرار البناء علي الأراضي الزراعية. قال جمال مبارك إن دعم الفلاح المصري يمثل عنصراً أساسياً في البرنامج الانتخابي للحزب. وهناك سياسات واضحة لتطوير هذا القطاع وتحقيق أعلي معدلات الإنتاج. فهناك سياسات واضحة فيما يتعلق بتسعير المحاصيل وتطوير بنك التنمية والائتمان الزراعي. وتطوير التعاونيات الزراعية وشبكات الري. علي سبيل المثال عندما ظهرت مشكلة الأرز. كان التحدي الرئيسي أمامنا هو كيف نقنع الفلاح البسيط بضرورة التعاون معنا لتوفير المياه. ونجح الموقف الصارم الذي تخذته الحكومة في توفير 6 ملايين متر مكعب من المياه. لكننا ندرك في الوقت ذاته أن هناك أحياناً مقاومة للتغيير لأننا نتعامل مع مصالح قائمة. ومن الطبيعي أن يؤثر التغيير علي تلك المصالح. لكن علينا أن نواصل الحوار لتحقيق الهدف الذي نؤمن به.. أما فيما يتعلق بقضية البناء علي الأراضي الزراعية. فقد طرحنا منذ 6 سنوات فكرة وضع أحوزة عمرانية جديدة للحد من البناء علي الأرض الزراعية خاصة أن البناء العشوائي يهدر الكثير من الأراضي الزراعية ويلتهم أضعاف المساحة التي يحتاجها البناء المخطط. وفي القري لا توجد ثقافة أن يعيش الأبناء في محافظة بعيدة عن والديهم. كما أن الواقع تجاوز التصوير الجوي الذي تم عام 1985. والمناطق الريفية تحتاج إلي مراكز تجارية ومناطق للخدمات ومن هنا جاءت فكرة الأحوزة العمرانية لتخطيط البناء. وإذا كان هناك أي فساد أو سوء استخدام. فهناك أجهزة رقابية تقوم بعملها وتحقق وتقدم المخطئ للمحاكمة. والحكومة تواجه أي تحديات علي الأراضي الزراعية. وهناك مشروع قانون جديد يحل الاشتباكات الخاصة بالتحايل علي أراضي الدولة.
ورداً علي سؤال حول ارتباط بعض قضايا الفساد الكبري ببعض الشخصيات في الحزب الوطني. قال جمال مبارك إن العبارة الأدق هي أن أكثر قضايا الفساد التي يسلط الإعلام الضوء عليها ترتبط ببعض الشخصيات في الحزب الوطني. لكن في الوقت ذاته لا يوجد دليل علي أن الحزب تدخل لعرقلة أي تحقيق مع أحد أعضائه.
"دعم الديمقراطية"
فيما يتعلق برؤية الحزب لما تحقق في مجال الديمقراطية باعتبارها مفتاح التغيير. قال جمال مبارك ان الديمقراطية ممارسة وليست مجرد تعديل مادة في الدستور أو بعض البنود في قانون. علي الرغم من أن تلك الاجراءات قد تكون تيسيرا للعمل الديمقراطي. لكن المهم هو الممارسة. ولا يختلف أحد علي أن ما تحقق في الاجندة الدستورية والتشريعية في السنوات الماضية غير الكثير من المعطيات. فهناك صلاحيات جديدة منحت لأول مرة لمجلس الشوري وصلاحيات أضيفت إلي مجلس الشعب لتعزيز الدور الرقابي له. وهناك أيضا تغيير اسلوب اختيار رئيس الجمهورية. فاصبح لدينا قانون جديد لتنظيم الانتخابات الرئاسية يخضع أي مرشح لهذا المنصب. حتي ولو كان في السلطة بحيث يلتزم بسقف الانفاق علي الدعاية وبمختلف قواعد وبنود القانون وهناك ايضا تعديلات فيما يتعلق بكوتة المرأة التي لم يكن ممكنا تحقيقها لولا التعديلات الدستورية عام 2007 وهناك كذلك التشريعات الأخري المكملة مثل وضع ضوابط للحبس الاحتياطي وايضا تقييد الحبس في قضايا النشر. والضوابط التي أضيفت علي قانون الطوارئ.. وأي شخص محايد لابد أن يقول ان هناك تغييرا حقيقيا حدث والممارسة هي التي تحدد إذا كنا نجحنا في تحقيق ما كنا نستهدفه أم لا. وسنتطرق في المرحلة المقبلة إلي تعزيز اللامركزية حيث سيتم التركيز علي قانون الادارة المحلية مما يعزز الرقابة الشعبية المحلية فلن نستطيع مواجهة تحديات التنمية بالشكل المركزي القائم ولابد من إعطاء المجالس المحلية دوراً أكثر فعالية في الفترة المقبلة.
وردا علي سؤال حول ردود فعله ازاء الانتقادات والهجوم الذي قد يتعرض له. قال جمال مبارك ان أي شخص يري أن لديه قدرة علي الانخراط في العمل العام لابد ان تكون لديه القدرة علي التحمل والمواجهة والاحساس بمشكلات الآخرين وإلا فلن يكون قادرا علي العطاء.. وأضاف أنا اثناء اللقاءات بالمواطنين والشباب احيانا أواجه بهجوم عنيف. وعلي ان أحتوي هذا الهجوم وأتعامل معه بصورة إيجابية وأتحاور مع من يختلف معي واسعي إلي اقناعه بما أؤمن به. كما انني علي يقين بأن التفاعل الموجود علي الساحة السياسية هو تفاعل ايجابي رغم بعض التجاوزات التي تتم. وقد تثير ضيقي في بعض الاحيان إذا ما تضمنت إساءات لكنني مع الوقت اتجاوزها وأسعي إلي تحويلها إلي حوار موضوعي عميق طالما ان الكل يريد الخير لمصر. بل انني أسعد بالحوار مع من يخالفني الرأي حتي أستطيع اقناعهم والاستفادة من كل وجهات النظر. فمن غير المتوقع أن نجلس في غرف مغلقة مع من يؤيدونني الرأي فقط.
"ترشيحات الحزب"
اكد جمال مبارك ان ترشيحات الحزب الوطني لانتخابات مجلس الشعب المقبلة اعتمدت علي ما أفرزته نتائج المجمعات الانتخابية والانتخابات الداخلية واستطلاعات الرأي وهي في النهاية تقييم ورأي اعضاء الحزب لأعضاء الحزب الراغبين في الترشيح مشيرا إلي أن ال 3700 مرشح تقريبا وال700 مرشحة علي مقاعد كوتة المرأة خضعوا لعملية تقييم من مسئولي الوحدات الحزبية في المراكز والأقسام وأشار إلي أن الأساس كان في أن يستبعد الحزب لأي مرشح تحوم حوله أي شبهات.
ولفت جمال مبارك إلي أن نسبة المنشقين عن الحزب في انتخابات 2010 بالمقارنة بانتخابات 2005 لا تقارن وهذا بسبب اقتناع الكثيرين بأن العمل تم بنظام مؤسسي مشيرا إلي أن الذين لم يحالفهم الحظ في الترشيح من المؤكد انهم يشعرون بحالة احباط وأنا اوجه إليهم رسالة انهم مستمرون مع الحزب وأن لهم دوراً في الحزب وفي العمل السياسي ومن المؤكد ان يكون لهم دور في الترشيحات القادمة مشيرا إلي أن الحزب قادر علي استيعابهم وان هناك لقاءات تجري معهم لانهم في النهاية قوة ضاربة داخل الحزب ومن المؤكد أن يكون لهم دور قوي في المستقبل.
قال ان فكرة ضم المنشقين عن الحزب إلي الحزب مرة أخري لها ابعاد جديدة عما تم في 2005 لان النسبة اقل بكثير عن التي حدثت في الانتخابات السابقة..مشيرا إلي أن ترشيحات الحزب في بعض الدوائر كانت ثنائية أو ثلاثية او رباعية وليست مفتوحة فلم تترك أي دائرة لكل المرشحين الذين تقدموا للحزب للترشيح لافتا إلي أن السبب في ذلك يرجع إلي التقارب الكبير بين نتائج المرشحين سواء في المجمعات الانتخابية أو الانتخابات الداخلية أوفي استطلاعات الرأي والتي جاءت في بعض الاحيان بفارق وصل في بعض الحالات إلي 5% ولو حسبنا نسبة الخطأ فسنجد أن هناك تقارباً شديداً والذي يصعب معه اتخاذ القرار.
وألمح جمال مبارك إلي أن الحزب اتخذ احتياطاته في التعامل مع موضوع التنافس بين اعضاء الحزب في هذه الدوائر حتي لا نفقد أي فرصة في ضمان أصوات الناخبين.
"ترشيح الوزراء"
فيما يتعلق بترشيح الحزب لعدد من الوزراء في الانتخابات المقبلة أكد جمال مبارك أن الترشيحات الخاصة بالوزراء اعتمدت علي نفس الخطوات الثلاث التي تتم علي أي مرشح تقدم للحزب مؤكدا أن الوزراء الذين تقدموا للترشيح لهم رصيد وشعبية وقادرون علي خوض معركة انتخابية قوية كما أشار إلي أن بعض النظم تفرض ان يكون الوزير عضوا في البرلمان أو مجلس النواب كما أن الدستور المصري لا يوجد به ما يمنع من ترشيح الوزراء.
ونفي جمال مبارك أن يكون تشريح الوزراء من أجل منح الوزير الحصانة مؤكدا أنه لن يسمح لأي وزير استغلال وزارته أو نفوذه بشكليه المادي والمعنوي في العملية الانتخابية ولو حدث أي تجاوز فالمجتمع يراقب ذلك والإعلام يراقب ايضا.
اكد أن كل المرشحين ينافسون مرشحي الحزب الوطني ولا يوجد منافس معين للحزب. وأن هناك حوارات تمت بين الحزب الوطني والاحزاب الاخري حول ضمانات نزاهة العملية الانتخابية وطرحنا وجهة نظرنا في كيفية تفعيل قانون مباشرة الحقوق السياسية وكانت هناك نقاط خلاف وهناك نقاط اتفاق مشيرا إلي أن الحزب الوطني الخاسر الأول من حدوث أي تجاوزات في العملية الانتخابية وقال تصوري ان الضمانة الاساسية لنزاهة الانتخابات ان تخرج اعداد كبيرة من المواطنين للتصويت ولذلك فنحن نري دائما ضرورة زيادة عدد المقار الانتخابية لتيسير عملية التصويت ومنع الزحام الذي قد ينشأ عنه عنف وشجار.
وقال جمال مبارك ان أي مرشح من مرشحي الحزب سيلجأ إلي العنف او البلطجة أو يحاول الخروج عن المسار المخطط سيكون حسابه عسيرا والموضوع ليس موضوع حزب فقط فالموضوع اكبر من ذلك.
وردا علي سؤال عن مشروع جمال مبارك الخاص اكد أمين السياسات بالحزب الوطني انه ليس له طموح شخصي وأن هدفه التغيير والانخراط في العمل العام وان يساهم في العمل الوطني ومساندة مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية القادمة مؤكدا انه ليس لديه أي تفكير شخصي وأنه يفكر فقط في المهام الكبيرة في السنتين القادمتين وان الهدف واضح في الانتخابات وبعد الانتخابات وان بلدنا يستحق أن نتحمل الكثير.