* من حقنا كمصريين أن نفرح ونسعد بنجمنا محمد صلاح وما يحققه علي المستوي العالمي لكن من واجبنا ا ن نحترم خصوصيات الرجل ونقدر تعبه وجهوده وحالة الارهاق البدني والذهني التي يعيشها.. نعم من حقنا أن نفتخر بابن مصر الذي وضع نفسه في المقدمة بثقة في الله وفي نفسه وامكاناته وحبنا له.. لكن من واجبنا نحن ان نقدر هذا المجهود ونعطيه المساحة التي يرتاح خلالها ويستعيد فيها توازنه!! للأسف نحن شعب عندما يحب فلا يري إلا حبيبه.. وعندما يكره تسود الدنيا في وجهه! أتحدث عن فارق الثقافة لدي المشجع المصري والاجنبي وعن حالة الحب التي تصيبنا فتحولنا إلي ما يشبه القطة التي تأكل ابنائها خوفاً عليهم.. نعم جماهير قرية نجريج هم اهل وعشيرة واسرة صلاح ويريدون الاحتفال به وبإنجازه العالمي وهذا حقهم.. لكن الوسيلة اي التعبير هي فارق الثقافة التي اتحدث عنها!! هل قدر أهل القرية ورجال الاعلام الذين سكنوا شارع الحاج صلاح وظلوا تحت المنزل حتي حضرت الشرطة لحماية المنزل منهم!!؟ هل قدروا مدي الإرهاق والتعب الذي يشعر به اللاعب بعد عناء موسم صعب قاس وطويل وأنه جاء في حضن عائلته ليلتمس الهدوء والسكينة والاستقرار والهدوء لأيام قليلة قبل أن يبدأ واحداً من اصعب المشاوير الكروية في كأس الامم؟!! هل قدر الجمهور الذي تجمع. بالمئات تحت منزله انه عاد إلي موطنه الاصلي ومسقط رأسه ليصلي معهم صلاة العيد كما كان يفعل دائما منذ الطفولة ليسلم بنفسه علي أبناء قريته فيشعر بالحنين والأرض والاصل والجذور التي تدفعه لانجاز جديد!؟! أنا لا ألوم اللاعب محمد صلاح علي غضبه بعد أن تم منعه من الخروج لصلاة العيد.. وما كتبه بنفسه علي حسابه الشخصي ليعبر عن غضبه من اهله وذويه. رغم تقديره لحبهم له. لكن هل هكذا يكون الحب؟! فعلاً ومن الحب ما قتل!! صلاح ذهب ليلتمس الراحة والهدوء في بيته وبيت أسرته وداخل قريته.. لكن من شدة الحب والرغبة في التعبير عن تلك المشاعر. ظن كل من تجمع تحت منزله انه صاحب حق فيما يقدمه صلاح من انجازات. وهنا يكمن الفارق في الحب او القدرة علي التعبير عن تلك المشاعر الفياضة التي زادت من ارهاق صلاح قبل المهمة الصعبة التي ننتظر منه انجازها بنجاح!! "آسفين يا صلاح".. هذا الشعار الذي سبق وتم رفعه لإرضاء صلاح قبل كأس الامم السابقة عندما حدث اللغط بين اللاعب ومسئولي اتحاد الكرة.. نعود اليوم لنكرره ونرفعه من جديد ونقول لصلاح باسم كل جماهير مصر وليس ابناء نجريج فقط.. "معلش" يا حبيبنا.. فلولا الحب ما حضر الجمهور الذي اشتاق لرؤياك ويحتاج مجهودك وانجازك في كأس الامم.. اسفين يا صلاح.. وخذ راحتك كاملة.. المهم نراك حاملا كأس الامم لتدخل منافساً علي لقب الأفضل في العالم.. قولوا يارب!!