ومع اقتراب الشهر الفضيل من نهايته.. ومع الاستعداد لأجازة عيد الفطر المبارك فإن الإعلانات تدعو القادرين إلي التفكير في قضاء أجازة في العش البعيد الهادئ في أي مكان علي شاطئ البحر ومع النسيم العليل. والنشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي والذين يراقبون ويتابعون ويعلقون ويسخرون من كل حدث وحديث ومناسبة وجدوا ضالتهم في إعلان منشور عن قصر في الساحل الشمالي يتم تأجيره ب 80 ألف جنيه في اليوم الواحد. وبما يعني 560 ألف جنيه في الأسبوع وأكثر من مليوني جنيه في الشهر.. والقصر المسحور أو قصر العجائب أو قصر الأحلام لا يتم تأجيره لأقل من أسبوع. ومن حق النشطاء أن يعلقوا وأن ينتابهم الغيظ والحقد.. ومن حقهم أيضاً أن يتساءلوا عن القادرين والأثرياء الذين سيدفعون هذه المبالغ لقاء عدة أيام في أجازة سوف تصبح مجرد صور للذكريات.. ولكنهم لا يدركون أن الذين سيقومون بتأجير هذا القصر لا يفكرون بهذه الطريقة ولا يأخذون في اعتبارهم أن ال 80 ألف جنيه في الليلة هو مبلغ ضخم أو خيالي فهو مجرد "فكة" مقارنة بما يملكونه من أموال وثرواته لم يعد لها حصر أو عدد. *** وأسأل ويتساءل غيري.. من هم هؤلاء الأغنياء الجدد الذين يملكون كل هذه الثروات.. ومتي وكيف حصلوا عليها.. وهل يسددون الضرائب.. هل يعرفون شيئاً عن زكاة المال.. هل هم منا ونحن منهم.. هل يساهمون في المشروعات الخيرية ويتبرعون للمستشفيات والجامعات ودور الأيتام..؟! ولأن المجتمع يحمي الجميع. ولأننا نؤمن أن هناك أغنياء وفقراء. وأن من يعمل ويجتهد ويبدع من حقه أن يكون غنياً وأن يستمتع بالحياة. وأن من لا يعمل ولا يملك طموحاً فإنه لا يستحق الحياة إلا أننا مع ذلك لا نري مصدراً معقولاً لثروة البعض التي تضخمت ولا هناك سنداً للممتلكات الهائلة التي في حوزتهم.. ولا هناك ماضي أو إرث يبرر ويفسر كل هذه الثروات. نحن نسمع عن أرقام خيالية لفيلات وقصور في المدن والتجمعات الجديدة وفي الساحل الشمالي والجونة والغردقة والعين السخنة وسهل حشيش.. ونري ونتابع الإقبال الكبير علي شراء الوحدات التي يرتفع ثمنها بصورة مذهلة وبحيث أصبح رقم المليون لا قيمة له ولا اعتبار. وخوفاً من العين والحسد.. وخوفاً من أن يتعرف الناس علي شكل وطبيعة الحياة في هذه المناطق فإن بعض "الكومبوندات" الفاخرة منعت سيارات "الأوبر" ودراجات التوصيل والخدمات من الدخول إليها لأن بعض السائقين ينبهرون بما يشاهدون ويتفرغون لالتقاط الصور بجوار البحيرات وفوق الهضاب وتحت الهضاب لأنها مشاهد لم يروها من قبل إلا في الأفلام الهندية..! *** وربنا يديم النعمة والحياة في الجنة فصحاب الحظ والحظوة وأهل الخطوة من الأغنياء الجدد.. ولكننا ندعوهم من أجل الحفاظ علي النعمة أن يدركوا وأن يتفهموا أن هناك من يعانون.. وأن هناك من ينتظرون زيادة في المعاشات.. وأن هناك مجتمعاً يري ويسمع ويراقب ويتابع. وأنهم يعيشون في هذا المجتمع وليسوا بغرباء عنه. وهذا ما يعني أن يكون هناك مزيد من التكافل ومزيد من التزاحم ومزيد من التبرعات من أجل الفقراء ومزيد من مساندة الدولة في جهودها لتحقيق السلام الاجتماعي والأمن والأمان للجميع. وندعوهم لعدم استفزاز المشاعر.. ولأن تكون لهم حياتهم الخاصة ولكن بدون "بهرجة".. وبدون استعراض.. "الناس مش ناقصة"..! *** وأكتب عن سيدة من مصر.. أكتب عن جيهان السادات التي تدور الأحاديث حول حالتها الصحية. وأكتب متمنياً الشفاء لسيدة أحبت هذا الوطن وأخلصت له وقدمت أروع الصور في الأداء والكبرياء والترفع عن الصغائر.. وكانت كبيرة في عطائها.. وكبيرة في ارتباطها بالكبير محمد أنور السادات.. وكبيرة في مواقفها وآرائها السياسية بعد رحيله. هذه السيدة العظيمة التي يحترمونها ويقدرونها ويتمنون لو أنها أقامت لديهم في الولاياتالمتحدةالأمريكية رفضت كل ذلك وفضلت أن تكون هنا بين أهلها ومع الشعب ومن الشعب في مصر العظيمة التي تعاملت معها بكل الحب والتقدير والاحترام كسيدة عظيمة من مصر لا ترتبط مكانتها بالمنصب ولا بالنفوذ ولكنها مكانة الحب الخالص التي تظل في القلوب باقية وفي الذاكرة حية.