وفي شهر رمضان المبارك.. فإن الرئيس عبدالفتاح السيسي يفتح أبواب الأمل للأسر المصرية التي تبحث عن وسيلة للمساعدة في استعادة أطفالهم لحاسة السمع.. وعن طريقة لتسهيل إجراء الجراحات الخاصة بزراعة قوقعة للأطفال تساعدهم علي السمع.. فقد علم الرئيس السيسي أن هناك قوائم انتظار للأطفال الذين يحتاجون لتركيب السماعات الإلكترونية التي تعرف بزراعة القوقعة. وهو أمر دعا الرئيس في اجتماعه مع وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد ومع الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات واللواء طبيب بهاء الدين زيدان مدير مجمع الجلاء الطبي للقوات المسلحة إلي ضرورة القضاء علي قوائم الانتظار وتوفير الإمكانيات اللازمة لإجراء هذه الجراحات في أسرع وقت. سيادة الرئيس.. مبادرتكم لمساعدة الأسر المصرية والأطفال في استعادة السمع هي واحدة من مبادرات الخير التي أطلقتموها من أجل صحة المصريين ومن أجل مواجهة أمراض مزمنة كان البعض يعتقد أن الدولة بعيدة عنها وتتجنب الاقتراب منها.. ويا سيادة الرئيس لقد كانت قوائم الانتظار ممتدة. وكان الأهالي الذين لا يملكون النفقات المالية اللازمة لإجراء هذه العمليات لأطفالهم يعتقدون أن أبواب الرحمة قد أغلقت في وجوههم وأن أطفالهم سوف يقضون حياتهم في صمت وسيعاملون علي أنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين ستقل فرصهم في الحياة الكريمة.. ويا سيادة الرئيس.. لقد أعدتم لهذه الأسر وأطفالهم البسمة والاطمئنان في أن هناك وطناً يرعاهم.. وأن هناك رئيساً وأباً يسأل ويهتم بهم.. وفقك الله. ہہہ ومن ضعاف السمع ننتقل إلي ضعاف النظر. وإلي العزوف عن القراءة والإطلاع.. ونتساءل.. هل تستمر حركة التأليف والكتابة والإبداع في ظل توزيع ضعيف ومحدود للكتب.. وفي ظل ابتعاد الأجيال الجديدة عن شراء الكتب.. وعن القراءة.. لقد سألت مؤلفاً كبيراً مرموقاً عن حجم مبيعات كتابه الجديد فأكد لي أنه لم يتجاوز أصابع اليد الواحدة. وقال لي آخر إنه لا يتقاضي أي مقابل مادي للكتابة. ويكفي أن داراً للنشر توافق علي طبع الكتاب وتوزيعه.. وقال ثالث إنه توقف عن الكتابة لأنها أصبحت مرهقة ولا عائد من ورائها ما دام لا يوجد قارئ ولا حتي ناقد للكتابة.. وهي قضية بالغة الخطورة لأن توقف حركة التأليف والترجمة يعني توقفاً عن الفكر والتجديد والتغيير. ويعني انتشاراً لثقافة سماعية سطحية تغرقنا في الصغائر والتفاهات..! ہہہ ولماذا نتحدث عن حركة تأليف الكتب فقط.. وننسي الحركة الثقافية الأهم المتعلقة بإصدار الصحف ومضمون ما يكتب فيها.. فنحن في عصر الصحافة المنسية التي دخلت في مرحلة البحث عن مرتبات العاملين فيها بدلاً من البحث عن التجديد والإبداع والعودة إلي ساحة التأثير والقرار. وهي معادلة بالغة الصعوبة وعودة مشكوك في أمرها.. فالعصر الجديد لم يعد عصر القراءة بقدر ما هو عصر "المكياج".. فقد قضينا سنوات وسنوات في بلاط صاحبة الجلالة نبحث عن الخبر ونحترم معني وقيمة الكلمة ونلتزم بالصدق والموضوعية واحترام القارئ ونحاول أن نكون صوتاً معبراً عنه وضميراً للأمة يقود ولا يقاد. يحمي ولا يخرب. يصون ولا يبدد.. كنا دائماً في معركة مع أنفسنا من أجل إسعاد الآخرين والتعبير عنهم والانحياز لهم.. ولم نهتم كثيراً بالمقابل المادي قدر اهتمامنا بالمقابل الأدبي وتحقيق الذات.. ولكنه عصر من الرسالات قدر له أن ينتهي.. وقدر له أن يظل أصحابه في حالة من المعاناة والصراع مع الحياة ومشاهدة عصر جديد من القادمين والهابطين من الفضاء في نماذج إعلامية جديدة تقود المشهد والساحة بنوع من الفوضي والانفلات الأخلاقي والمهني لم يكن معهوداً أو متصوراً حدوثه. فالمذيعة من الغزاة الجدد.. تأتي من بيتها "بالماكياج".. والصدر والأكتاف العارية و"بالظهير المساند". والظهير المساند هو الممول وهو قوة الدفع للظهور أمام الكاميرا وصناعة النجومية. ومعها بالطبع فريق كامل من الإعداد والتحرير ورئيس تحرير خاص كذلك للبرنامج ويتم تلقينها بالأسئلة الساذجة المكررة. وتدير حواراً من طرف واحد وتصبح إعلامية مشهورة وصورها وأخبارها في كل مكان وتعليقاتها علي "تويتر" و"انستجرام".. وتتحول لقائد رأي.. وقائد فكر.. وأستاذة إعلام.. أما أصحاب الكلمة والرأي والخبرة والرسالة فمكانهم الآن النسيان.. والبحث عن الدواء.. هذا ليس عصر الكلمة.. هذا عصر "الماكياج" وتوابعه..! ہہہ وأخيراً.. وقبل الختام نواصل تعليقنا علي حرب التصريحات الدائرة في الخليج بين أمريكا وإيران.. ووزير الخارجية الإيرانية الظريف واسمه محمد جواد ظريف يقترح توقيع معاهدة عدم اعتداء علي الدول الخليجية. وهو تصريح يدخل في إطار التصريحات الظريفة للوزير الإيراني الذي يعلم جيداً أن معاهدة عدم الاعتداء لا قيمة لها لأن بلاده لا تملك المقدرة ولا الجرأة علي أن تشن أي هجوم عسكري من أي نوع علي أي دولة من دول الخليج العربية. وبلاده تتبني سياسات معروفة في التدخل غير المباشر والمؤامرات ودعم ميليشيات وأحزاب الداخل لإضعاف الدول المجاورة لها.. وإذا كان ظريف يريد أن يكون هناك من يتعاطف معه فليعلن أن بلاده ستتوقف عن التدخل في الشئون الداخلية لدول الخليج ولن تقوم بتمويل أو مساعدة الجماعات والتنظيمات التابعة لها.. وستخرج من اليمن ولن تحولها إلي حرب استنزاف علي حساب الشعب اليمني..!!