تشهد البلاد موجة غير مسبوقة من الحرارة المرتفعة والتي وصلت في بعض المناطق ولأول مرة منذ فترة طويلة إلي 48 درجة. وكانت الأعلي الخميس الماضي فقامت وزارة التعليم بإلغاء الامتحانات في هذا اليوم حرصا علي سلامة الطلبة صغيري السن من قيظ الحرارة وأيضا سجلت معظم جهات العمل نسبة كبيرة من غياب العاملين بها. يأتي هذا في الوقت الذي قام فيه رجال الشرطة الأبطال بتنفيذ ضربات أمنية استباقية نفذها رجالها وهم صائمون ويواجهون الموت وحرارة الجو بكل قوة وجسارة حيث تمكن هؤلاء الأبطال من القضاء علي 28 إرهابيا في العريش ومدينة أكتوبر وبحوزتهم كميات كبيرة من المواد المعدة للتفجير والأحزمة الناسفة لعدم تمكين رجال الأمن من القبض عليهم أحياء.. وقامت أجهزة البحث الجنائي بالقضاء علي اثنين من العناصر الإجرامية الخطرة التي كانت تثير الذعر بين أهالي محافظة القليوبية. وفي الوقت الذي كنا نبحث فيه عن نقطة ظل لنحتمي بها.. أو نتواجد في مكاتبنا ومنازلنا خوفا من حرارة الجو المخيفة شاهدنا جميعا رجال المرور يقومون بواجبهم في الميادين والشوارع الرئيسية غير عابئين بتلك الشمس الحارقة وكل هدفهم تيسير الحركة المرورية خوفا علي المواطنين من تعرضهم لتلك الحرارة وهم في سياراتهم حتي ولو كانت مكيفة أو وهم مترجلون.. إنه عطاء الرجال. ثم نتوجه بقلوبنا وأسماعنا إلي البيان الأخير للقوات المسلحة المرابطة حول المناطق - بل داخل المناطق - التي يختبئ بها كالجرذان تلك العناصر التكفيرية من تنظيم داعش الذين وصلوا إلي حالة من الذعر والهلع بعد أن أصبحوا مطاردين من كافة دول المنطقة العربية لنجد أن رجال جيشنا البواسل تمكنوا من القضاء علي 47 عنصرا إرهابيا والقبض علي عناصر إجرامية عديدة كانت تحتمي معهم بالمناطق الجبلية في شمال سيناء بالإضافة إلي تفكيك العشرات من الألغام والعبوات الناسفة التي كانت معدة للتفجير وتدمير العشرات من سيارات الدفع الرباعي التي تستخدم في تنفيذ العمليات الإرهابية وتدمير عدة أنفاق كانت تستخدم لتهريب الأسلحة للأسف من قطاع غزة إلي هؤلاء الإرهابيين في سيناء.. وقد كان رجال جيشنا البواسل يقومون بتلك العمليات البطولية وهم يحملون أسلحة وذخائر علي أكتافهم ويتحركون بها وسط الصحراء وفي لهيب الشمس الحارقة وهي تزن ما لا يقل عن 40 كيلو جرام ويتصببون عرقا وهم صائمون مسلحون بكل الإيمان والثقة بواجبهم الذي فرضه عليهم الوطن لكي يعيش أبناؤه في أمان وسلام.. إنه عطاء الرجال. وكل التحية والتقدير إلي ملايين العمال الأبطال الذين يواصلون العمل نهارا وليلا.. كل في موقعه.. غير عابئين بحرارة الجو لاستكمال منظومة التطوير والتعمير والتنمية لكي يعلو شأن وطنهم ويصبح واحة للأمن والاستقرار والاستثمار.. إنه عطاء الرجال. وتحيا مصر.