في أيام معدودات تحولت سوريا إلي ساحة لأشتات من الميليشيات والجنسيات والأسلحة فور قيام مظاهرات ضد الرئيس بشار الأسد وقامت دول كبيرة وكثيرة بدعم هذه المظاهرة بل تسليحها وارتفعت أصوات منظمات حقوق الإنسان تتباكي علي هذه الحقوق المهدرة في سوريا وضد الاستبداد حتي تحولت سوريا إلي ما نراه من دمار في كل شيء والي مناطق نزاع وقواعد لدول ومناطق نفوذ فضلا عن شعبها الذي تشتت في أنحاء العالم دون جريمة وقتل من شبابه آلاف مؤلفة. ما حدث في سوريا حدث أكثر منه في العراق الذي تحول واقعيا الي أشلاء دولة تحت شعار نشر الديمقراطية الذي رفعته أمريكا فلم نجد ديمقراطية ولم نجد دولة وها هي العراق تستعد لتكون ثلاثة دول متنازعة ومنهكة وضعيفة برعاية اسرائيلية وإيرانية وأمريكية. وتقوم الدنيا ولا تقعد وتوقف أمريكا جزءا من مساعداتها العسكرية التي تقدمها لمصر بموجب اتفاقية كامب ديفيد لأن مجلس النواب المصري أصدر قانون الجمعيات الاهلية الجديد بشكل تراه أمريكا خانقا لهذه الجمعيات. أما مسلمو الروهينجا فيتم إبادتهم تماما ليس في صراع طائفي وإنما من قبل الدولة علي يد الجيش هناك وفي دولتهم التي عاش فيها أجدادهم ولا يعرفون لهم وطنا غيرها دون أدني لوم لهذه الدولة علي مدي سنوات طويلة لمجرد ان هؤلاء الموطنين مسلمون. أي أن العالم الذي يتدخل في أدق أمور الدول العربية والإسلامية بأدني حجة لا يري ولا يسمع ما يحدث في فلسطين من إبادة من قبل الصهاينة ولم يتحدث أحد عن يد الصهاينة في قيام داعش ودعمها ومدها بالسلاح حتي بعد ظهور الجاسوس الصهيوني في ليبيا قائدا لتنظيم داعش هناك وإماما لأحد المساجد. إذن هي حرب علي الإسلام واضحة المعالم جلية بلا مواربة يتم تنفيذها منذ أن رفع كيسنجر شعار العدو الأخضر ويقصد الاسلام ومنذ أن قالت أمريكا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي أن عدوها الجديد هو الإسلام ومنذ أن أعادت المخابرات الامريكية ابن لادن من السودان بعد أن قرر العمل بالتجارة لتدفعه الي إنشاء تنظيم القاعدة بل أنها بدأت دعايتها للقاعدة قبل أن يكون لها أي تشكيل أو أثر. لكن الضعفاء من أمثالنا إذا أرادوا أن يقاوموا ما يحدث لهم علي أعين الناس يستطيعون بشرط أن يتملكوا هذه الإرادة فالنملة تستطيع أن تقتل فيلا إذا ما أرادت ووقفت علي نقاط ضعفه وأعتقد أن المقاومة السلبية هي أول ما يستطيعه الضعفاء تجاه عدوهم الغاشم فلا يتعاملون معه أبدا ويقاطعونه في الصغيرة والكبيرة. وإذا كانت ميانمار لا تعبأ بالمسلمين فإن المسلمين من حولها في الدول الإسلامية إذا ما قاطعوها اقتصاديا وسياسيا فإنها من المؤكد ستعيد حساباتها وستراجع ما تفعله مع ابناء ميانمار المسلمين لكنها لم تجد أي رد فعل منذ أن حرمتهم من جنسياتهم فتقدمت خطوة جديدة بما تقوم به من إبادة لشعب بكامله. أما الخطوة الثانية فعلي الضعفاء أن يجمعوا ما يستطيعون من أدلة ضد مساندي الإرهاب وصانعيه ومموليه وداعميه بالاسلحة والخطط والخبراء لان يوما ما سيأتي يستطيع الضعفاء فيه محاسبة هذه القوي الباغية علي ما اقترفته من بغي في العالم كله.