بالرغم من تصاعد وتيرة الأحداث وتزايد نبرة التهديد بين الولاياتالمتحدةوإيران. التي تصب في اتجاه مواجهة عسكرية بين الطرفين. فإن ما يحدث خلف أروقة السياسة يمكن أن يتجه نحو مسار آخر مختلف. بدت تحركات واشنطن الأخيرة بعد نشر تعزيزاتها العسكرية في منطقة الخليج ترجح كفة الحرب. من أجل ردع طهران التي باتت تشكل خطرا في المنطقة بسبب دعمها وتمويلها الإرهاب و دخلها في شؤون دول الجوار. لكن القرار بشأن أي عملية عسكرية يحكمه عدة عوامل. منها الموقف الأوروبي. الذي كان أقواه ما خرج من بريطانيا .. فبالرغم من تصريح وزير خارجيتها. جيريمي هانت. بأن بلاده تتفق مع نفس تقييم الولاياتالمتحدة بشأن التهديد الخطير الذي تمثله إيران. وكذلك تحذير وزير الدولة لشؤون آسيا. مارك فيلد. بأن طهران ستواجه عواقب إذا تراجعت عن اتفاقها النووي مع القوي العالمية. لكن مازال عدم وجود رؤية واضحة. حول الاجراءات المحتملة ضد نظام الرئيس الإيراني حسن روحاني هو الوصف المسيطر علي المشهد البريطاني. نفس الحال بالنسبة لفرنسا الذي جاء رد فعلها باهتا. إزاء تعليق إيران الجزئي للاتفاق النووي. حيث وصف وزير خارجيتها. جان إيف لودريان. هذا الاجراء بأنه أمر سيء. دون أن يحدد ما ستذهب إليه باريس في الفترة المقبله. ولم يتمخض الموقف الأوروبي عن قرار حاسم تجاه إيران. كما غاب التنسيق بين الولاياتالمتحدة وحلفائها الأوروبيين. نظرا لعدم تطابق الرؤي في كثير من القضايا بعد صعود ترامب للسلطة. يشعر شركاء الإدارة الأمريكية في القارة العجوز بعدم الارتياح إزاء ما ستؤول إليه الأمور. حيث اتخذت كل من إسبانيا وألمانيا وهولندا. خطوات من شأنها وقف أي أنشطة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط نظرا لتصاعد التوترات في المنطقة. ففكرة شن غزو شامل علي إيران لن يكون ضمن الخيارات المطروحة. لأنه قد يؤدي إلي إشعال المنطقة بأسرها. من جهة أخري. لم يحصل الرئيس الأمريكي علي تفويض من الكونجرس بشأن شن حرب علي إيران. وذلك طبقا لما أعلنته نانسي بيلوسي الناطقة باسم مجلس النواب. كما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية علي لسان مسؤولين سياسيين. أن ترامب. الذي ينتهج سياسة أكثر تشددا تجاه نظام إيران منذ توليه الرئاسة. يريد ابرام صفقة مع الإيرانيين من خلال محادثات مباشره بين الطرفين.وفي نفس السياق قالت صحيفة" نيويورك تايمز" الأمريكية. أن ترامب أبلغ القائم بأعمال وزارة الدفاع الأمريكي. باتريك شاناهان. بأنه لا يريد حربا مع إيران. أيضا بالرغم من وقوف إسرائيل - أهم حلفاء الإدارة الأمريكية في المنطقة - موقف المرحب بالخطوة. لكن خلف الكواليس شيء آخر. حيث ذكرت القناة 13 الاسرائيلية أن رئيس الوزراء. بنيامين نتنياهو. أخبر الموساد وعدد من القادة العسكريين أنه سوف يبذل قصاري جهده لعدم جر بلاده في هذا التصعيد الحالي في الخليج. وأنه لن يتدخل مباشرة في هذا الصراع. وكانت إذاعة إيران الرسمية قد أعلنت أن الحكومة أبلغت سفراء المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا بقرارها التوقف عن تنفيذ "بعض التزاماتها" بموجب الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 لكن بدا واضحا أن طهران تريد الضغط علي أوروبا التي رفضت الانسحاب من الاتفاق النووي من أجل إيجاد حل مع واشنطن لإنقاذ اقتصادها المتردي. وهذا ما جاء علي لسان الرئيس الإيراني الذي صرح بأنه لا يريد الخروج من الاتفاق. في الوقت نفسه. أكد وزير خارجيته محمد جواد ظريف. أن بلاده علقت بعض البنود لعدم وقوف أوروبا بوجه الضغوط الأمريكية.