الفرق بين الرخصة والعزيمة. في قوله "صلي الله عليه وسلم": "إن اللّه يحب أن تؤتي رخصه كما يحب أن تؤتي عزائمه". الرجل المُسن الذي لا يستطيع أن يصوم كم تكون كفارة فطره. واستعمال السواك والمعجون وأثره علي الصوم. كانت هذه موضوعات أسئلة القراء التي أجاب عنها العلماء. محمد زين العابدين * يسأل القارئ عمار إبراهيم محمد من المنيا قائلاً: ورد في الأثر "أن اللّه يحب أن تؤتي رخصه كما يحب أن تؤتي عزائمه" فما الفرق بين الرخصة والعزيمة؟ ** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور أحمد يوسف سليمان أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة يقول: هذا حديث نبوي شريف رواه ابن حبان في صحيحه باللفظ الذي ذكر في السؤال. ومعناه: "أن اللّه تعالي يحب أن يأتي العبد بالرخص التي رخصها له للتيسير عليه بنفس القدر من الحب والرضا لإتيان العبد بعزائم الأمور التي فرضها اللّه عز وجل في حالة عدم وجود الضرر". وذلك لما في الرخص من شكر اللّه تعالي علي نعمة التيسير ورفع الحرج ولما في أداء عزائم الأمور من المؤمنين بالصبر عليها والتسليم بها لأن المؤمن بين حالتين. إما الشكر وإما الصبر والمراد برخص اللّه وهي الحالة الاستثنائية من الأمر الأصلي للتخفيف والتيسير برفع الحرج ودفع المشقة. وأما العزيمة فهي الأمر المطلوب في غير حالة العذر أو المشقة كالصلاة للسليم المقيم المعافي تؤدي كاملة مع القيام. بينما في حالة السفر يرخص في قصر الصلاة الرباعية أو الصلاة قاعدًا لمرض ونحوه. فالحالة الأولي تسمي العزيمة والحالة الثانية تسمي الرخصة وكذلك الصيام لشهر رمضان بالنسبة للمقيم السليم المعافي العاقل الخالي من الحيض والنفاس إذا كان امرأة. أما إذا كان مريضًا أو مسافرًا فقد رخص الشرع له إذا كان يشق عليه الصوم أن يفطر ويقضي.. وحرم علي الحائض والنفساء الصوم وهذا الحديث إنما يقال لبعض المتشددين الذين يشقون علي أنفسهم ويجهدونها فوق طاقتها ظنًا منهم ان هذا هو الأفضل في كل الأحوال. فإن النبي "صلي اللّه عليه وسلم" يقول لهم: "إن اللّه يحب أن تؤتي رخصه كما يحب أن تؤتي عزائمه". فالأخذ بالرخصة في مواضعها أمر محبوب للّه تعالي ما فيه من شكره والثناء عليه لما شرعه من التيسير ورفع الحرج. والله أعلم * يسأل القارئ م.م.ف من أشمون. منوفية. قائلاً: أنا كبير في السن ولا أستطيع الصوم وأريد أن أخرج كفارة فما قيمتها؟ ** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور فتحي عثمان الفقي وكيل كلية الشريعة والقانون السابق بجامعة الأزهر يقول: من لا يقدر علي الصيام أصلاً أو لو صام أضر الصيام به ضررًا غير محتمل لكبر أو مرض لا يرجي برؤه. أي الشفاء منه كالأمراض المزمنة فلا يجب عليه الصوم. رحمة ورأفة من اللّه بعباده ذوي الأعذار. ومن المبادئ التي قام عليها التشريع الإسلامي مبدأ التيسير والتخفيف وهذا لمبدأ صرح به القرآن الكريم بأوضح بيان في قوله تعالي: "يريد اللّه بكم اليسر ولا يريد بكم العسر". وقوله تعالي: "يريد اللّه أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفًا". وفي سنة رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم أنه ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه. والمتتبع لنصوص الشريعة يجد أنه ما من أمر مفروض. أو ممنوع إلا شرعت فيه الرخصة فقد أبيحت المحظورات عند وجود الضرورات وأبيح ترك الفرض والواجب إذا كان في أداء أحدهما مشقة وحرج واعتبر الإكراه. والمرض والكبر والسفر. والخطأ والنسيان من الأعذار التي تستتبع التخفيف. قال اللّه تعالي: "وعلي الذين يطيقونه فدية طعام مسكين" قال ابن عباس: نزلت رخصة للشيخ الكبير. ففي هذه الحالة يطبق علي كبير السن ما نصت عليه الآية من الفدية. أي يلزمه عن كل يوم مد من طعام في أصح الأقوال الذي وزنه 687 جرامًا أي كيلو إلا ربعًا تقريبًا إن كان موسرًا من غالب ما يأكل وهذا هو قول جمهور العلماء من الصحابة والتابعين. وكيفية الإطعام: إما أن يصنع طعامًا ويدعو إليه الفقراء والمساكين. وإما أن يوزع عليهم طعامًا مطبوخًا أو غير مطبوخ كأرز ونحوه وإن جعل مع هذا الطعام لحمًا كان أفضل أو يخرج قيمة المد نقودًا علي رأي الحنفية إن كان ذلك أنفع للفقير والمسكين وأيسر لمن لزمه الفداء. والله أعلم استعمال السواك * يسأل القارئ إبراهيم محمود علي من القاهرة قائلاً: ما حكم الدين فيمن يستعمل السواك أو المعجون وفرشاة الأسنان أثناء الصوم؟ ** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية يقول: يجوز للصائم استعمال السواك لتنظيف الفم والأسنان بل هو مستحب خاصة في الصباح بعد اليقظة من النوم وعند تغير رائحة الفم. وقد كره الإمام الشافعي استعمال السواك بعد الزوال للصائم لما جاء في الحديث النبوي الشريف: "من أن خلوف فم الصائم أطيب عند اللّه من ريح المسك". وهذا معني حسن إن كان الناس لا يجدون رائحته فإن كان الصائم يتعامل مع الناس فإن الأفضل له أن يغير رائحة فمه ولو بعد الزوال توقيًا من تأذيهم برائحته لأن درء المفاسد مقدم علي جلب المصالح وكذلك الحال في استعمال المعجون وفرشاة الأسنان في نهار رمضان بشرط أن ينقي الفم بالماء جيدًا من آثار المعجون حتي لا تتسرب مادته إلي الحلق بأن بقيت رائحة المعجون فإن ذلك لا يؤثر مادامت مادة المعجون نفسها قد زالت. ومن السُنن المؤكدة في حق الصائم أن يخلل ما بين أسنانه جيدًا بالسواك. ويفضل أن يستعمله كلما دعت الحاجة إلي استعماله. ومن الآداب الإسلامية التي ينبغي مراعاتها ألا يستخدم السواك أمام الناس وفي الأماكن العامة ومكاتب العمل أو بعد إقامة الصلاة وقبل تكبيرة الإحرام لأن استخدام السواك يحتاج إلي مضمضة الفم بالماء بعد استخدامه وغسل السواك بعد الاستعمال. والله أعلم