منذ الإعلان عن التعديلات الدستورية المقترحة وقنوات التحريض التي تنطلق من تركيا ويدعمها حاكم دويلة قطر "تميم بن حمد" بملايين الدولارات شهريا تعيش حالة من الهيجان تؤكد أن القائمين عليها لا يزال يسيطر عليهم الغباء. فهم يتوهمون بما يعرضونه من إشاعات وأكاذيب أن الشعب المصري سوف يسير خلفهم ويستجيب لدعواتهم برفض هذه التعديلات أو رفض الذهاب الي صناديق الاستفتاء وهذا الوهم نابع من غبائهم وعدم ادراكهم لطبيعة هذا الشعب.. ومواقفه السابقة خير شاهد علي وعيه ورفضه لكل الإملاءات الخارجية وكل دعاوي التحريض أيا كان مصدرها. ودعمه المتواصل للدولة وليس لأشخاص فقد جرب الشعب الفوضي وذاق طعمها المر. ولا يزال يعاني من تداعيات ما حدث عقب ثورة يناير التي ركبتها بعض الجماعات والتيارات السياسية ووظفتها لتحقيق مصالحها وأهدافها السياسية بعيدا عن إرادة المصريين. لذلك.. تعيش "الغربان الهاربة" والتي تمارس التحريض وتشويه الحقائق حالة من فقدان الوعي. فهم لا يرون بوادر استجابة لدعواتهم بمقاطعة الاستفتاء أو رفض التعديلات الدستورية. كما يتوقعون أن يرد عليهم المصريون عمليا من خلال الخروج الي لجان الاستفتاء والموافقة علي تلك التعديلات حتي ولو كان لبعضهم ملاحظات عليها. فالمصريون أمام قضايا الوطن لا يعرفون إلا السير في اتجاه واحد.. وهو الاتجاه الذي يحقق للوطن استقراره وأمنه. **** لو كان المحرضون الهاربون يؤمنون بالحرية والديمقراطية كما يدعون لاكتفوا بالتعبير عن رأيهم الرافض للتعديلات الدستورية دون محاولة استمالة آراء وتوجهات المواطنين المصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. لو كانوا يحترمون إرادة الشعب المصري ويقدرون وعيه السياسي والوطني كما يردد بعضهم لتركوا أمر هذه التعديلات للشعب وأن يحترموا في النهاية رأيه وينصاعوا لإرادته. هؤلاء المحرضون الهاربون ليسوا فرسانا كما يتوهمون ولا يتسلحون بالشجاعة ولو كانوا كذلك لظلوا داخل الوطن يعبرون عن آرائهم المعارضة كما يفعل كثير من المعارضين الذين اقرأ يوميا علي صفحاتهم ما يبدد المخاوف ويدحض مزاعم هؤلاء الجبناء الهاربين الذين يستعدون قوي أجنبية ضد مصر وشعبها كما فعل عمرو واكد وخالد أبو النجا اللذان نالهما من التوبيخ والسب من المصريين خلال الأيام الماضية ما يؤكد أن هذا الشعب يملك من الوعي السياسي والنخوة الوطنية مالا يملكه هؤلاء الذين مسخت هويتهم وسلموا أنفسهم لأعداء مصر في الخارج. وانساقوا وراء زعامات وهمية. **** أتابع ما ينشره محمد البرادعي وأمثاله من الذين يتقمصون زعامات وهمية وأقرأ وأحلل بإمعان ردود افعال المصريين والعرب علي ما يكتبون علي تويتر.. ومنذ أيام تلقي البرادعي- الذي يعاني الآن من فراغ قاتل- ما يستحق من سخرية وإهانة من مواطنين مصريين وأشقاء عرب يرفضون جلوس رجل عجوز مكتئب في عزلته بالنمسا ليقول للمصريين "افعلوا ولا تفعلوا" دون أن يبرهن لهم عمليا أنه حريص علي استقرار هذا الوطن.. فقد دخل خلال الأشهر القليلة التي قضاها في مصر بعد فوضي يناير في خلافات ومشاحنات مع كل القوي السياسية وفرق جموعا من السياسيين والمفكريين الوطنيين لو أحسن التعامل معهم لحقق مكاسب كثيرة لوطنه ولأصبح جزءا من المعادلة السياسية القائمة حاليا. ما ينبغي أن يدركه البرادعي ومن علي شاكلته من السياسيين الهاربين والذين يتسلحون الآن بتويتر أن أصحاب القرار في هذا الوطن هم المصريون الذين يضحون من أجل استقراره وأمنه والنهوض به.. اصحاب القرار في تحديد مستقبل هذا الوطن هم أسر شهداء الجيش والشرطة الذين قتل ابناؤهم من تدافعون عنهم وتبذلون كل جهودكم الآن لتحقيق أهدافهم.. أصحاب القرار في رسم صورة مستقبل الوطن هم المواطنون البسطاء الذين يعانون من أجل توفير مقومات الحياة الكريمة لهم ولأولادهم.. وليس هؤلاء المخبولون الذين يطلون علينا من فضائيات مأجورة ليحرضوا علي قتل أولادنا وتخريب ما يستطيعون تخريبه من منشآت الدولة والتي تقدم خدماتها لكل المصريين. **** منذ أيام خرج معتوه من معاتيه قناة تحريضية تنطلق من تركيا ليقول للمصريين: "أرجوكم لا تخرجوا الي صناديق الاستفتاء".. ونحن جميعا في انتظار رد المصريين علي هذا المعتوه الذي يؤكد كل يوم أنه أجهل خلق الله بمصر وشعبها وأن ما يردده يوميا من تحريض لا يستهدف إلا استمرار الأموال الحرام التي يحصدها من أولياء نعمته.. وليس مصلحة مصر وشعبها علي الإطلاق. ما يزعج هؤلاء ومن ينفق عليهم أن كل مخططاتهم تنتهي بفشل ذريع. والدولة تسير في طريقها وتحقق أهدافها ودعواتهم التحريضية تذهب في مهب الريح.. ولأنهم أغبياء لا يفكرون في تغيير خططهم وأسلوب خطابهم وينتقلون من فشل الي فشل.. فلا شائعاتهم أخافت المصريين ودفعتهم الي ثورة جديدة كما يردد بعضهم.. ولا أكاذيبهم أفسدت علاقة الدولة بالمجتمع الدولي. فمصر تستقبل كل يوم شخصيات سياسية من كل دول العالم. ولا شائعاتهم أعاقت الاستقرار الاقتصادي فالشهادات الدولية تصب في صالح اقتصاد مصر وتؤكد أنه يتعافي يوما بعد يوم وتدفق السياحة العالمية علي مصر يتواصل ويحقق مكاسب مادية غابت عن مصر منذ ثورة يناير. لا يدعي أحد أن أهداف مصر من خطط الإصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي قد تحققت تماما. ورئيس الدولة يؤكد أننا ما زلنا نسعي الي تحقيق تلك الأهداف.. ونحن كمصريين نقف خلف الدولة حتي تحقق مزيدا من الاستقرار ومن يختلف معنا عليه أن يحترم إرداتنا.