الدكتور طارق شوقي رجل الأقدار.. هذه حقيقة يؤمن بها الجميع وهو أولنا.. ولذلك تجده راضياً صابراً محتملاً ومتحملاً كل الصعاب والمشاق والتحديات.. فهو كالمسافر وسط الصحراء يمشي علي قدمين حافيتين فوق الرمال الساخنة الملتهبة.. وفي بعض الأحيان ينتقل من حرارة الرمال الي لسعة الأشواك.. وفي طريقه الوعر غير الممهد يخوض مغامرات ويمر بغابات وأحراش.. يواجه الذئاب والنمور وربما الاسود.. وقد يجد ثعباناً من حوله يريد أن ينقض عليه ليمص دمه.. حتي الفئران والدبابير لم يسلم من أذاها.. ذاك هو حال وزير التعليم الحالي حديث كل بيت وصاحب أكبر قدر من العداوات وهدف جميع المافيات.. ونعود لنؤكد أنه رجل قدري ساقه المكتوب في اللوح المحفوظ إلي مهمة صعبة وشاقة ربما لم يمر بها وزير تعليم من قبله ولا أظن سيأتي من يحاكيه في ظروفه من بعده.. رجل يحمل فوق كتفيه مهمة تنوء الجبال عن حملها يحارب طواحين الهواء.. تطارده المؤامرات والشائعات في كل مكان ومن أي اتجاه.. مافيا الدروس الخصوصية تناصبه العداء القاتل.. والأسر في البيوت حائرة مترددة مترقبة ما بين السخط والغضب والقلق والخوف والسكينة والارتياح والامل والتفاؤل.. البسطاء اختلفوا في أمر الوزير شوقي وما يفعله ويجدده.. هل يدعون له ام يدعون عليه؟!.. هل ما يفعله في صالح أولادهم أم يضرهم.. ينفعهم ويفيدهم في مستقبلهم أم يضيع وقتهم ويهدر أموالهم ويبدد جهودهم ويحملهم فوق طاقاتهم؟! كل هذا والوزير شوقي يحتفظ بهدوئه وتركيزه.. ماض في طريقه للنهاية.. عازم علي مواصلة المشوار حتي آخر نفس يخرج من صدره.. يطل علينا بين يوم وآخر عبر صفحته علي السوشيال ميديا يشرح ويفسر ويحلل.. يرد علي الأكاذيب ويفند الشائعات التي لا تتوقف كتائب أعداء مصر عن صنعها وبثها وتسويقها.. وآخرها شائعة إسرائيل بدلاً من فلسطين علي خريطة الوطن العربي.. زعموا كذباً وبهتاناً أنها من صنع تابلت شوقي ووزارته.. وللأسف الشديد القريب من العار المقيت أن تروج صحيفة نحسبها محترمة لمثل هذا الإفك الأشر وتنشر الخريطة المزيفة المفبركة دون أن تتحري حقيقة الخبر ومن الذي صنعه واختلقه ولو أن لديهم ذرة من عقل لفطنوا مبكراً لحيلة الشيطان وأن الخريطة مخلقة مختلقة لا أساس لها من الصحة. والسؤال.. إلي متي يظل الدكتور شوقي يحارب وحده طواحين الهواء.. وإلي أي مدي سيصمد في حربه الضروس ضد مافيا الفساد والتخريب والتدمير؟!.. تلك المافيا التي تخشي من أن يتطور عقل التلميذ المصري بعد تغيير التوجه وتفعيل أول مشروع حقيقي لتحديث منظومة التعليم في تاريخ مصر بعد مبادرات رفاعة الطهطاوي وعلي مبارك وطه حسين.. هل سيصمد "شوقي" حتي النهاية واقفاً علي قدمين ثابتتين علي أرض رخوة أقرب إلي أرض البراكين والزلازل؟!.. ثم هل يظل "شوقي" يحارب وحده في ميدان التطوير والتحديث؟!.. أين دعم المعلم والطالب وولي الأمر؟!.. الدولة لم تبخل بشيء وقدمت كل ما يحتاجه مشروع التطوير ومستمرة في ضخ المليارات لتخفيض كثافة الفصول وتطوير المناهج ورفع مستوي المعلم الاقتصادي والاجتماعي والتقني.. ولكن هل هذا يكفي؟!.. هل قدمنا للمعلم كل ما يحتاجه ووفرنا له سبل الحياة الكريمة حتي لا يهجر مدرسته إلي بيوت الطلبة أو سناتر الدروس بحثا عن الأموال والأرباح والمكاسب التي لا يجد شيئا منها في المدرسة؟! المعلم هو عصب العملية التعليمية وبدونه لن يحدث تطوير.. وإذا لم نحقق طموحاته ونشبع احتياجاته فكأنما نحرث في البحر.. الدولة بدأت مشوار التطوير ولن تتراجع عنه من أجل مستقبل الأجيال القادمة.. ولكننا مازلنا في حاجة إلي مزيد من القرارات الثورية الجريئة لتحقيق الأهداف المنشودة.. وللحديث بقية.