* في الاربعاء الماضي قلت في هذا المكان إن عام 2018 هو عام الإنسان المصري بحق.. وأن ما شهده هذا العام من إنجازات.. وما شهده ايضا من تحديات.. أشعرنا جميعاً بأصالة معدن الإنسان المصري.. "بل يمكننا أن نقول إن عام 2018 كان عام الإنسان المصري بحق.. الإنسان المصري الذي صمد لكل التحديات التي صاحبت عملية الإصلاح الاقتصادي.. وتقبل صابراً التضحيات.. موقناً بأننا نمضي علي الطريق الصحيح.. وأن متاعبه رغم شدتها. هي ضريبة يدفعها من أجل مستقبل هذا الوطن.. ومستقبل أجياله الحاضرة والقادمة..". * وعادة هذه الكلمات تكتب يوم الاثنين.. وأحيانا قبل ذلك مثل كلمة اليوم.. لتنشر يوم الاربعاء.. فقد أسعدني أن يكتب الرئيس عبدالفتاح السيسي يوم الاربعاء أيضا علي حسابه الرسمي علي الفيس بوك وتويتر يقول: "في مستهل عام ميلادي جديد.. تأملت العام الماضي باحثاً عن البطل الحقيقي لأمتنا. فوجدت أن المواطن المصري هو البطل الحقيقي.. فهو الذي خاض معركتي البقاء والبناء ببسالة. وقدم التضحيات متجرداً وتحمل كلفة الإصلاحات الاقتصادية من أجل تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة". * وبقدر ما سعدت بتقدير الرئيس السيسي للمواطن المصري الذي تحمل عبء البناء والبقاء. وقد سعدت أيضا لأن كلماتي توافق توجهات القائد. وأننا جميعاً متفقون علي تقدير المواطن المصري. بطل عام 2018. بل وبطل الأعوام السابقة واللاحقة أيضا. * كما أسعدتني. ولعلها أسعدت أيضا كل أبناء شعبنا المبادرة الوطنية للرئيس عبدالفتاح السيسي بتوفير "حياة كريمة" في عام 2019 للفئات المجتمعية الأكثر احتياجاً. * وقد دعا الرئيس السيسي كل المؤسسات وأجهزة الدولة بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني لتوحيد الجهود بينها والتنسيق المشترك لاستنهاض عزيمة أمتنا العريقة شباباً وشيوخاً.. رجالا ونساء.. برعايته مباشرة لتنفيذ هذه المبادرة الوطنية التي تشمل الرعاية الصحية والخدمات الطبية والعمليات الجراحية وتنمية القري الأكثر احتياجاً وفقاً لخريطة الفقر. وصرف أجهزة تعويضية وتوفير فرص عمل بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة في القري والمناطق الأكثر احتياجاً. * ولأن الكثيرين يودون أن يسهموا في مثل هذه المبادرات.. ولأن البعض يريد أن تفتح له أوجه الإنفاق في الخير.. وعندما يجد الطريق أمامه مفتوحاً للإنفاق في وجه من وجوه الخير.. فإنه يتقدم ويسهم.. ولأن عمل الخير يعدي.. أي يصيب الآخرين "بعدوي فعل الخير".. فإننا نأمل التوسع في النشر عن كل من يسهم في هذه المبادرة تحفيزاً للآخرين.. وإرشاداً للراغبين في بيان الأوجه التي يمكن أن ينفقوا فيها. *وقد يري البعض أن ينفق دون أن يعلن عن إنفاقه.. ولكني لا أحبذ هذا.. بل نريد أن نضع الجميع أمام مسئولياتهم الاجتماعية.. ليعرف من لم يتبرع ومن لم يسهم.. بتبرعات وإسهام غيره.. لعل هذا يدفع المتكاسلين أو المتباطئين إلي المسارعة بالإسهام. * نريد ايضا أن ندل الناس علي أوجه الإنفاق.. نريد أن نقدم مشروعات متكاملة يصلح كل منها أن يجري تبنيه من قبل رجل من رجال الأعمال أو فاعلي الخير.. أو مجموعة منهم تتبني مشروعاً في قرية أو منطقة ما. * إن إنشاء مصنع لتصنيع المنتجات الزراعية في قرية ما. كفيل بإنشاء حياة جديدة في هذه القرية وما حولها.. وقد سبق أن تناولت هنا التصنيع الزراعي في القري المصرية.. كما يحدث في بلدان عديدة.. وهو موجود أيضا في قري مصرية عديدة تخصصت في تعبئة وتصنيع منتجاتها.. وقد ذكرت نموذجاً لقرية مجرية تخصصت في زراعة الفلفل الأحمر وتصنيعه في أشكال كثيرة منها هدايا رمزية وتذكارية أصبحت معروفة في كل أوروبا.. وفتح هذا المصنع أبواب الرزق للمئات من أبناء القرية طوال العام في الزراعة والتصنيع. * ولو أن عدداً من رجال الأعمال القادرين تبني كل منهم إنشاء مصنع في قرية من مائة قرية فقيرة لتغير وجه الحياة في هذه القرية. * لا نريد أن تقتصر مبادرة حياة كريمة علي مجرد فعل الخير أو تشغيل بعض أبنائها.. أو إصلاح مرافق القرية أو علاج المرضي.. نريد أن تتبني تحويل المائة قرية الأكثر فقراً إلي مائة قرية منتجة.. لتصبح بعد عام المائة قرية الأكثر غني.. ولتحيا حياة كريمة تعتمد فيها علي نفسها.. وعلي رجالها ونسائها. * حياة كريمة.. تحتاج الشقين معا.. الإصلاح للقرية ومساكنها ومرافقها.. ومواجهة احتياجات أهلها.. وفي نفس الوقت تحتاج فتح أبواب الرزق في عمل دائم للقرية وأبنائها.. يفيدهم ويفيد اقتصاد الوطن أيضا.. ومصنع زراعي في كل قرية يمكن أن يغير حياة مائة قرية دفعة واحدة.. ويقدم نموذجاً لمئات من رجال الأعمال الذين يتطلعون إلي الإسهام في تغيير وجه الحياة في ريف مصر.. بل ربما أيضا في قراهم التي خرجوا منها. * نريد المصنع.. والمدرسة.. وإصلاح منازل أبناء القرية.. في مبادرات "حياة كريمة".. نريد أن نحتفل خلال عام بمائة مصنع في مائة قرية.. أهذا كثير؟!.. أبداً.. ورجال الأعمال بإذن الله قادرون عليه.. وسنري. * بقيت نقطة آثرت أن أتركها ختاماً لهذا المقال. إن الرئيس عبدالفتاح السيسي. في نكران للذات وضع المواطن المصري هو البطل في عام 2018.. ولكن الحقيقة أن الرئيس السيسي كان بحق. ومعه معاونوه الكثيرون. دون ذكر أسماء. هم أبطال الانجاز الذي تحقق في عام 2018.. ومعهم ملايين الشباب العامل في مئات المشروعات التي تحققت علي أرض مصر.. تحية لمصر وقائدها وأبنائها.. ولكل من أسهم في الإنجاز.. ولكل من تقبل صابراً التضحية والعناء.