نيران لا تخمد وفوضي لا تعرف النهاية شهدتها العاصمة الفرنسية باريس منذ عدة أيام من قبل حركة أطلقت علي نفسها "السترات الصفراء" والتي خرجت من حضن السوشيال ميديا ودعت إلي احتجاجات واعمال فوضي ضد القرارات الاقتصادية الأخيرة للحكومة الفرنسية لتتحول الاحتجاجات في الشوارع إلي اعمال سلب ونهب للممتلكات العامة والخاصة. بعض المراقبين ارجعوا الإحتجاجات إلي تدخل عناصر خارجية ومنها امريكا ردا علي الدعوة التي اطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل اسابيع بإنشاء جيش أوروبي موحد للحد من التعاون الأمني والاستخباراتي بين الدول الأوروبية وواشنطن فيما ذهب آخرون ان السبب هو الضغوط الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون هناك. الاخطر هو الاتهامات التي وجهها البعض هناك في فرنسا لزعيمة اليمين المتطرف والمرشحة الخاسرة في الانتخابات الفرنسية الأخيرة مارين لوبان والتي تحظي بدعم كامل من الرئيس الامريكي دونالد ترامب علي حد زعم كثير من المراقبين الفرنسيين خاصة انها اعلنت في اليوم الاول عن دعمها لجماعة "السترات الصفراء". لم تتوقف حركة الاحتجاجات عند السلب والنهب فقط بل امتدت إلي مؤسسات حكومية وهيئات تشريعية ووصل الأمر إلي حد إغلاق أبواب البرلمان الفرنسي وإقامة حواجز علي الطرق لتعطيل حركة المواصلات بالبلاد المراقبون الفرنسيون لم يستبعدوا وجود تنسيق بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومارين لوبان للضغط علي الرئيس الفرنسي ماكرون وإغراق فرنسا في سيناريوهات الفوضي الداخلية للحد من طموحاته الإقليمية لاسيما وان هذه الحركة تحظي بدعم من بعض الاحزاب اليمنية المتطرفة. وهو مايكشف بشكل لافت للنظر وجود مخطط ودعم خارجي لهذه الاحتجاجات لنشر الفوضي في الشوارع الفرنسية ولم تدن لوبان في أحاديثها هذه الإحداث بل وجهت اللوم لماكرون وحكومته بل وطالبت بحل الجمعية الوطنية "البرلمان " وإجراء انتخابات جديدة للخروج من ازمة "السترات الصفراء" بفرنسا. إن ما يحدث في فرنسا رغم كونها واحدة من كبري الدول الاوروبية أمر يجب ان نتوقف أمامه كثيرا عبر جماعة استخدمت السوشيال ميديا لنشر الفوضي والدعوة إلي الفوضي بدعم جماعة داخلية واخري خارجية والهدف واضح ... يارب نفهم؟!