"خليك زي ادم " حملة انتشرت مؤخرا لمواجهة السلوكيات الخاطئة تتقدمها القمامة وبعدها مبادرة "الرصيف حق للمشاة" تعيد هذا الجزء من الشارع لأصحابه الحقيقيين بعد أن استولت عليه الاشغالات وحاصرته المقاهي.. هذه الحملات حملت أفكارا طيبة تبنتها محافظة القاهرة ولكنها تحولت كالعادة للافتات عابرة لا تستوقف المعنيين بها أساسا وهم الشباب ..لماذا في الوصول لجمهورها المستهدف؟ طرحنا القضية علي الجمهور والخبراء..نكتشف أن البعض لم يسمع عن هذه الحملات أصلا والبعض الآخر قدم اقتراحاته لتعود لها قوة التأثير. رحمة السعيد طالبة بجامعة حلوان عرفت بمبادرة "خليك زي ادم" من "الفيس بوك " أعجبتها الفكرة لمواجهة احدي السلوكيات الخاطئة لرفع مستوي النظافة وراقبت وأصدقاؤها تفاعل الأحياء مع المبادرة وتشجيع السكان لعدم القاء المخلفات بحملات توعية بالمدارس ومراكز الشباب والأماكن العامة واجراءات تجعل من النداء حقيقة .. مثال تختفي بسببها تلال القمامة أمام موقعها المختار.. أسوار المدارس ولكن الواقع أن الشعار نجح وحفظه الناس لكن الحملة رسبت لأنه كان ينقصها الاستمرارية والمتابعة. نور طه طالب في السنة النهائية بحقوق جامعة عين شمس له تجربة المباشرة بالمشاركة في الحملة بحي المطرية لافتا الي تفاعل الناس مع أعضاء الحملة أما مبادرة الرصيف حق للمشاة لمحها لافتات علي أعمدة لكنه لم يصادفها علي أرض التنفيذ. مبديا استعداده وزملاؤه الشباب للمشاركة تطوعا دون مقابل. ويضيف حمدي سعد طالب بالمعهد العالي للدراسات المتطورة ومن سكان حي السلام "خليك زي ادم" تذكر الناس لا سيما الشباب بالفطرة النظيفة واختيار اسم آدم كان موفقا ويوصل الرسالة للأطفال قبل الشباب لأن السلوكيات السليمة يتم اكتسابها من الصغر وللأسف توارت الحملة بعد انتشار مؤقت. ويري احمد صابر بكالوريوس تجارة أن "خليك زي ادم" لم تعلن النتائج المتحققة بعد الدعاية الاعلامية كما أن البداية القوية لم يتبعها متابعة وبالتالي تعود القاذورات ومعها تلال القمامة. أما "الرصيف من حق المشاة" فيلمس فشلها في امتداد كراسي المقاهي وفرشات الباعة الجائلين وحتي صعود الموتوسيكلات علي الرصيف ويرجع السبب الي ضعف الاجهزة التنفيذية والعقوبات غير الرادعة وغير المطبقة أيضا.. وينوه حسام محمد الطالب بالمعهد العالي للتعاون الزراعي انه شاهد اعلانات "خليك زي ادم" تعكس الانفاق الكبير في الدعاية ولم يحدث انفاق مماثل في اتجاه شراء صناديق القمامة أو توجيه الناس الي الاماكن المخصصة لالقاء المخلفات. ويلوم محمد حمدي مهندس زراعي انخفاض الوعي بايجابية المواطن باعتباره سبب فشل هذه الحملات .. داعيا الشباب للمشاركة بالجهد والابلاغ. توجهنا الي الخبراء.. قال المهندس محمود حامد رئيس حي الوايلي السابق ان معظم مبادرات النظافة والسلوكيات نتيجتها الفشل ويرجع لعدة اسباب مثل تعديات اصحاب المحلات والجائلين والقمامة وانتشار التراخي من المسئولين وتعاطف المواطنين مع أصحاب الاشغالات التي تحولت لمصدر رزق. ويطالب بالمزيد من الحسم من شرطة المرافق سواء بحملات مكبرة ويومية بالتعاون مع الأحياء مع استمرار الندوات التي تحذر وتشجع علي تنفيذ تلك المبادرات خاصة في المدارس والجامعات ودور العبادة ومشاركة الجمعيات الاهلية مع تشديد العقوبة علي المخالفين. يتفق معه اللواء عادل ابوالدهب سكرتير عام محافظة قنا سابقا مؤكدا علي وضع أهداف واضحة وزمنية حتي تنجح هذه المبادرات والاستفادة من الموروث الثقافي بمناهج المدارس خصوصا في مراحل التعليم الأولي لغرس هذه القيم الايجابية. الفكرة والتنفيذ ومن الخبراء الي صاحب الفكرة ومدير حملة "خليك زي ادم " أحمد معروف موضحا أن الهدف زيادة الوعي والثقافة والابتعاد عن السلوكيات السلبية لذلك تحمس لها مسئولو محافظة القاهرة وتبناها المحافظ السابق المهندس عاطف عبد الحميد باعتبارها من المشروعات الابتكارية و تم الاتفاق مع عدد من رجال الاعمال ورؤساء الاحياء ووزارة الاوقاف والازهر وغيرهم لدعمها ماديا وتم تدشينها وسط جمع من الاعلاميين والمثقفين والشخصيات العامة وظهرت في معرض الكتاب وبدأت حملات اعلامية لجذب الناس للاسم وحتي يكون الشعار سهلا للطالب واسرته باعتبارهم الفئة المستهدفة والقادرة علي جعل المجتمع أفضل وعقدنا ورش عمل ومحاضرات توعية داخل المدارس والكنائس والمساجد. ويري معروف أن المبادرة لم تنجح بالشكل الأمثل نظرا لتوقفها بسبب حركة تغيير المحافظين ومع دعم محافظ القاهرة الجديد اللواء خالد عبدالعال ستعود حتي تتحقق النتائج المطلوبة. ومن جانبه أكد محافظ القاهرة اللواء خالد عبد العال استمرار "خليك زي ادم" في المدارس واستهداف أكثر من مليوني تلميذ أي خمس سكان القاهرة لأنهم اللبنة الأساسية في بناء المجتمع. أضاف اللواء خالد بالنسبة ل "مبادرة الرصيف من حق المواطن" الحملات المكثفة مستمرة صباحا ومساء لاخلاء الأرصفة من الباعة الجائلين.. منوها أن ضعف تسليط الضوء علي المبادرتين مؤخرا أوجد الاعتقاد لدي بعض الشباب بأنهما لم تحققا الهدف.