خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قدمت مصر رؤية واضحة لتنظيم عالمي جديد يقوم علي مبادئ أبرزها تحقيق العدالة والمساواة وحلول سلمية للنزاعات الدولية وتنمية شاملة مستديمة والتي تعتبر من أهم الشروط لنظام عالمي مستقر وأفضل سبل الوقاية من النزاعات المسلحة والأزمات الإنسانية.. هذه المبادئ الثلاثة لن تتحول إلي واقع يشعر به الإنسان العادي إلا إذا تم تحقيقها بالتعاون بين جميع الدول تحت مظلة الأممالمتحدة التي فقدت الكثير من صلاحياتها وقدراتها علي التدخل بقوة في الخلافات والأزمات الدولية.. لم تعد الدول العالمية تري الأممالمتحدة فاعلاً أساسياً في تعزيز الشراكة بين الدول ونشر السلم والاستقرار في جميع أرجاء العالم والسعي بكل جدية لمكافحة الإرهاب والوقوف أمام الفكر المتطرف. مصر أكدت علي أهمية الالتزام بتلك الأسس التي تعيد الحياة لهذه المنظمة الدولية والنهوض بدورها في جميع المجالات لكي لا تتحول إلي ساحة لإطلاق التصريحات بلا فاعلية.. بهذه الرؤية الواضحة استعادت مصر مكانتها في الساحة الدولية ولاحظنا جميعاً مدي إنصات العالم لصوت مصر وهي تتحدث عن القارة الإفريقية والأزمات التي تواجهها وجهود رجالها في تخطي الصعاب والمشاكل.. واستطاع الرئيس عبدالفتاح السيسي لفت الأنظار إلي القارة الإفريقية وضرورة تكاتف المجتمع الدولي مع دول القارة السمراء لتحقيق التنمية المستدامة ومحاربة الفقر وإنهاء جميع أشكال النزاع المسلح لكي تنطلق إفريقيا نحو آفاق جديدة واعدة بدعم من الأممالمتحدة وباقي دول العالم كما أشار الرئيس إلي القضية الفلسطينية قضية العرب الأولي مؤكداً علي موقف مصر الواضح في إيجاد حل عادل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية. النظام العالمي يعاني من التفكك ووحدته الأساسية المتمثلة في الدولة الوطنية القائمة علي مفاهيم المواطنة والديمقراطية والمساواة تواجه العديد من التحديات.. لم تتردد من مصر التحذير من مخاطر تفكك الدول الوطنية وأن ذلك يوفر بيئة خصبة للإرهاب وتفاقم الصراعات الطائفية وطرحت مصر رؤيتها حول العديد من الأزمات العربية والعالمية وأنه لا مخرج للأزمة السورية والمأساة التي تعيشها اليمن وليبيا سوي باستعادة الدولة الوطنية والحفاظ علي سيادتها ودعمها لكي تحقق تطلعات مواطنيها. وقد استرعت رؤية مصر العقلانية اهتمام الصحافة العالمية التي أشادت بهذه الخريطة الواضحة التي تؤسس لنظام عالمي جديد وفاعل يستطيع التعامل مع مختلف القضايا والمشاكل ويساهم في توفير جميع الموارد اللازمة لمساعدة جميع الدول والخروج من النزاعات لإعادة تأهيل مؤسساتها لإطلاق عملية البناء والتنمية.. إن رؤية مصر الثاقبة وسعيها الدائم لوضع جميع القضايا أمام هذه المنظمة الدولية حتي يستطيع المجتمع الدولي الخروج من عثرته وتحقيق نظام عالمي جديد يقوم علي تحقيق الديمقراطية والعدالة والمساواة بين كل الشعوب لتوفير مناخ دولي ملائم لتدفق الموارد اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة ودعم الاستقرار.