مع بدء العام الدراسي الجديد.. آمل أن يبدي العالم الجليل الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم اهتماما خاصا بالجانب التربوي المفترض أن تقوم به المدرسة.. مثلما نلحظ اهتمامه البارز بالعملية التعليمية وتطوير المناهج وتحديثها. وأعتقد أنه مهما أنفقنا من أموال ودبرنا من اعتمادات ووضعنا خططا وبرامج لتطوير التعليم.. فاننا لن نجني شيئا يعود علي المجتمع ومستقبله بالنفع ما لم نعط للتربية بمعناها الشامل والمسئول الاهتمام الكافي من أجل التنشئة الصحيحة لأبنائنا الطلاب وتقويم القيم السلبية والسلوكيات الضارة غير الحميدة التي قد تأتي مع التلميذ عند دخوله المدرسة قادمة من البيئة التي تربي في ظروفها والأسرة التي ربما لم تسمح لها الظروف أن تنال حظها من السلوكيات غير الضارة للمجتمع. والحديث عن بدء العام الدراسي الجديد يثير كثيرا من الملاحظات والخواطر أذكر بعضها علي النحو التالي: * ثقافة الاستهلاك وهذا ما نلحظه هذه الأيام مع تكالب الأسر المصرية في الذهاب الي معارض وأسواق الأدوات المدرسية ومستلزمات دخول المدارس.. لا أتحدث عن الملابس المدرسية أو الرياضية وغيرها. ولكن تلك التقاليع الجديدة فيما يعرف بحقائب المدرسة الشبيهة بحقيبة السفر ما بين "العجلات" التي تعلم التلميذ عدم الاعتماد علي نفسه في حمل حقيبته المدرسية رغم ما في هذا من سلبيات الكسل والضعف الجسماني.. ثم تلك علب الطعام البلاستيكية ويبلغ ثمن الحقيبة أو ما يسمي "اللانش بوكس" سبعمائة جنيه أحيانا.. علاوة علي مغالاة المدارس في طلب أدوات مدرسية وكراسات وكشاكيل تزيد عن احتياجات المدرسة.. والمدرسة في الغالب لا تنتظم سوي أسابيع قليلة تنتظم بها مراكز الدروس الخصوصية أو أي مكان آخر يتعاطي فيه التلميذ الدرس الخصوصي الذي أفرغ المدرسة والعملية التعليمية بالكامل من دورها رغم عشرات المليارات من الجنيهات التي تخصصها الدولة في ميزانية الدولة. ہ ہ ہ * ونأتي الي ملاحظة قد يراها البعض دخيلة علي الدور المطلوب من المدرسة في تعليم النشء.. وهي ضرورة التفريق بين كل ما هو عام وخاص.. وهي سبب كل المشكلات التي يعاني منها مجتمعنا الآن سواء في تعامل الفرد مع الممتلكات العامة وظاهرة التحرش التي انتشرت بشكل مقيت في مجتمعنا وسلوكيات سلبية نراها في الشوارع بالقاء القاذورات أو قضاء الحاجة بجوار الأسوار وتحت الكباري.. وحتي الانحرافات المالية والفساد وحتي عند الفشل ولحظات الاحباط النفسي عندما لا يجد شخص ما مكانا ينهي فيه حياته بالانتحار سوي في مكان عام تحت عجلات السكك الحديدية أو مترو الأنفاق.. وهي الملاحظة التي لمنا عليها احدي الراقصات عندما طلبت تخصيص أكشاك في محطات المترو لعلاج المرضي النفسيين ومنعهم من الانتحار.. والحقيقة هي معذورة لأنها لم يتفتق عن ذهنها سوي هذه الوسيلة بعد غياب الدور التربوي في المدارس ودور الاخصائي الاجتماعي الذي يعد من أهم الوظائف في العالم المتحضر. * وتبرز ملاحظة سلبية نراها دائما أمام المدارس.. وهي تلك الألفاظ النابية.. وهزار التلاميذ بشتائم بعضهم البعض بسب الأب والأم.. وهو الأمر الذي يكشف قصورا خطيرا في دور الأسرة وحتي غياب الرقابة علي الأعمال الدرامية وتفشي هذا الحوار الهابط بين الممثلين.. ولكنه دور لا يجب أن يغيب عن مسئوليات المدرسة والمؤسسة التعليمية والتي كانت تقوم بدورها علي أكمل وجه حتي أواخر القرن الماضي وساهمت في تخريج نشء صالح في المجتمع يتسم بالأخلاق الحميدة والسلوكيات الراقية والرجولة والشهامة التي لا تعرف مظاهر خدش الحياء أو التحرش بفتاة.. وتكون نواة لجيل المستقبل القادر علي أن يتفاعل ايجابيا مع أقرانه ومع كل أفراد المجتمع.. والحقيقة أن هذا الدور أصبح غير موجود الآن سوي في الكليات والمعاهد العسكرية التي نطلق عليها بحق مصانع الرجال.. وأتساءل: لماذا لا تكون كل مدارسنا مصانع للرجال يشكلون منظومة مجتمعية صحيحة قادرة علي بناء الأوطان. باختصار.. نأمل أن يعود الدور التربوي الغائب عن مدارسنا.. ولاسيما أن مسمي الوزارة المسئولة حتي هذه اللحظة هو وزارة التربية والتعليم..!! ہ ہ ہ اعتذار للمشاة بالتأكيد.. انني عندما أشدت في مقال الأسبوع الماضي بالاتساعات البانورامية التي حدثت في الشوارع الرئيسية في ضاحية مصر الجديدة بعد رفع قضبان المترو.. لم أقصد تجاهلا لحق المشاة في السير والعبور الآمن في هذه الشوارع.. وهي الملاحظة التي أبداها العديد من القراء الذين شاركوني الاشادة بهذا التطوير الجديد في الحي ولكنهم عاتبون وأنا أيضا علي عدم التخطيط الجيد لعبور المشاة في هذه المساحات الشاسعة لنهر الطريق.. الأمر الذي جعل عبورهم مغامرة محفوفة بالمخاطر في غياب اشارات المرور ورجال الشرطة الذين تقع عليهم مسئولية عبور كبار السن في أمان كما يحدث في كل الدول المتحضرة. وبدوري أناشد محافظ القاهرة والمسئولين في الحي سرعة العمل علي حل هذه المشكلة.