جاء ترامب للحكم علي وعد منه بإنهاء المشكلة الفلسطينية لصالح إسرائيل. وهو يعيش الآن في محنة داخلية. فرغم أنه نجح بالفعل في تغذية الاقتصاد الأمريكي وأوجد وظائف جديدة كثيرة وأعاد الحياة لمصانع وشركات كانت متعثرة. ويعتمد أسلوب حله لتلك القضية علي ما أسماه بصفقة القرن. بالعمل علي إيجاد دولة بديلة للفلسطينيين. وقد بدأ بالفعل في اتخاذ خطوات تنفيذية لتحقيق صفقته هذه بنقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل. وهو لم يحظ بالتأييد العالمي الكافي. بل إن دول مثل أوروجواي بدأت تعيد سفارتها لتل أبيب مرة أخري. وسيتبعها بلا شك دول أخري. وذلك رغم أن الإسرائيليين يضغطون من أجل جعل القدس يهودية وعاصمة لإسرائيل. بدفع المستوطنين بحماية الشرطة الإسرائيلية لمهاجمة باحة المسجد الشريفة ومهاجمة المصلين وإقامة صلاتهم بدلاً منهم. ثم اقترح إقامة اتحاد كونفدرالي للفلسطينيين مع الأردن وقد رفضه كلا الطرفين. الفلسطينيون والأردن التي بها الكثير من الشعب الفلسطيني. الحل الذي يطرح كل فترة بجعل إسرائيل وطناً واحداً لليهود والفلسطينيين يبدو أنه علي المدي البعيد لن ينذر إلا ببشائر غير مشجعة لليهود. نظراً لمعدل المواليد المرتفع في الطرف الفلسطيني الذي يفوق الكثير نظيره الإسرائيلي وهو ما ينبيء بإمكانية أن يحكم إسرائيل في المستقبل رئيس وزراء مسلم. لذا يرفضه الإسرائيليون بشدة. وقد بثت القناة العاشرة الإسرائيلية قبل أيام ضمن تقرير عما يطلق عليه ""صفقة القرن" وورد فيه أن كلام ترامب الذي قيل بطريقة ساخرة. علي عهدة هذه القناة. جاء رداً علي محاولة تنبيهه إلي أن فرض أمر واقع يمنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة يمكن أن يجعل خيار الدولة الواحدة ملجأ أخيراً للفلسطينيين. الدلالة الأساسية لرد ترامب علي محاولة تنبيهه إلي ما قد يفضي إليه الإصرار علي صيغة ظالمة للفلسطينيين. هي أنه يستهين بعواقب سياسة إدارته تجاه قضية يتفق أغلبية ساحقة من البشر في كل مكان علي أنها عادلة. رغم أنه مازال مصراً علي التعامل مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بوصفه قضية دينية. وقد قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة. مساء يوم الاثنين: إن التمسك بالقدس والحفاظ عليها وعلي ثوابت الشعب الفلسطيني. وعلي رأسها بالإضافة للقدس. قضية اللاجئين. وبقية الثوابت التي أجمع عليها شعبنا وقيادته. أهم من العلاقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف أبو ردينة في بيان أن قرار الولاياتالمتحدة الأخير المتمثل بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن لن يغير من موقفنا تجاه الحفاظ علي مقدساتنا الإسلامية والمسيحية. والتزامنا بقرارات الشرعية الدولية وقرارات القمم العربية والإسلامية المتعلقة بالقضية الفلسطينية. وسعينا الدائم لتطبيق هذه القرارات.