اختتمت أمس رحلة جريدة "الجمهورية" لأوائل الثانوية العامة التي تنظمها الجريدة سنوياً منذ 57 سنة جولتها بمدينة لوبليانا عاصمة سلوفينيا بزيارة مصانع اسكرا امكوا للعدادات الكهربائية والذي يعد ثاني أكبر مصنع من نوعه في أوروبا وثاني أكبر مصنع في سلوفينيا.. وينتج 16 نموذجاً من العدادات الذكية.. منها ما يعمل بالطريقة العادية من خلال توصيله بالكهرباء.. ونموذج آخر يعمل عن طريق الشحن المسبق.. ونموذج ثالث يعمل من خلال توصيله بشبكة الإنترنت من خلال موديم وكارت محمول.. يقوم المصنع بتصدير إنتاجه إلي أكثر من 60 دولة علي مستوي العالم.. ومن أكبر الدول التي يتم التصدير لها: مصر وليبيا وجنوب أفريقيا.. وألمانيا وهولندا في أوروبا.. والسعودية والإمارات في آسيا.. بالإضافة إلي تخصيص خط إنتاج للولايات المتحدةالأمريكية. يقع المصنع علي مساحة 30 ألف متر مربع ويعمل به حوالي 1000 مهندس وفني.. ويعمل المصنع طوال 24 ساعة ولمدة خمسة أيام أسبوعياً.. من خلال 3 ورديات.. ويعد نموذجاً متميزاً للاستثمار المصري في الخارج. تم تنظيم زيارة المصنع بدعوة من المهندس أحمد السويدي رئيس مجلس إدارة مجموعة السويدي إليكتريك الذي بعث برسالة ترحيب للطلاب الأوائل أثناء زيارتهم للمصنع.. مبيناً للطلاب أنه فخور كمصري وطني محب لبلاده بأن يكون في زيارة مصنعه الطلاب المتميزون علمياً ودراسياً.. وقال المهندس السويدي في رسالته للطلاب: اعلموا أن بلدكم تشهد انطلاقة قوية ونهضة واضحة وفق خطط منهجية مدروسة.. وأن قطاع الشباب الذي تنتمون إليه يحمل علي عاتقه أمانة النهوض بمستقبل مصر.. وتخطي الصعاب وتجاوز العقبات والاعتماد علي أنفسهم وتنمية مواردهم وبناء مستقبلهم بأيديهم.. فمصر مؤهلة بالكفاءات الوطنية علي المستوي المؤسسي أو علي المستوي الفردي.. ونحن كمؤسسة مصرية وطنية ذات سمعة دولية نسابق الزمن لتحقيق أحلامنا بأن يكون المنتج المصري رقم "1".. نتفوق علي روح الانهزامية ولقد نجحنا في إقناع العالم بأن المنتج المصري لايزال قادراً علي البقاء والشموخ في وجه المنتجات الخارجية.. فكما يتشرف الآباء والأمهات بأبنائهم الأوائل المتميزين.. فأنتم من حقكم أن تتشرفوا بأن شركات وطنكم ترفع اسم مصر عالمياً. تابع المهندس السويدي رسالته للطلاب قائلاً: عليكم أن تحلموا وفي نفس الوقت اجتهدوا لتحقيق ذلك الحلم.. وابذلوا أقصي طاقتكم لتغيير وضعكم الاقتصادي والعلمي والفكري والثقافي إلي الأفضل.. واحرصوا علي تنمية عقولكم وتغذية أفكاركم.. واجعلوا المدد الثقافي دائما لا ينقطع بصفة مستمرة.. فمن بين الأسباب التي ساعدتنا في التفوق المحلي والدولي أننا وضعنا مجموعة أهداف وقررنا الوصول إليها خلال فترة محددة.. وكلما وصلنا مرحلة انتقلنا للمرحلة التالية لأننا جميعاً نؤمن بعدم صعوبة الوصول للأهداف وننفي استحالة تحقيق الأحلام. ولمعلوماتكم إننا لا نهدف تحقيق مجد شخصي.. ولكن صدقوني إننا نهدف إلي أسمي من ذلك بكثير نسعي لرد الجميل لبلد يستحق كل ما هو طيب وجميل.. نسعي لبذل الخير لأبناء وطن يحملون في قلوبهم كل معروف وطيب.. نسعي لأن يكون المصري في مكانه اللائق.. نهدف إلي دعم عملية التنمية المصرية ووضع لبنة في البناء المصري والوصول بالمنتج المصري لمختلف دول العالم.. فمن حقكم ونحن معكم أن نفخر بأننا استطعنا بتوفيق الله تعالي الوصول إلي أوروبا وأفريقيا علي يد المهندسين والعمال المصريين المتميزين الذين أتيحت لهم الفرصة والتعليم الكامل واللازم فأثبتوا ذاتهم ونجحوا في كسب احترام العالم. وقال المهندس السويدي في رسالته للطلاب الأوائل إن مؤسستنا تفرح بالشباب وتحترم فكرهم المتميز الذي سبق الأجيال السابقة عليه بما يملكونه من أفكار.. فشركات السويدي بها أكثر من 12 ألف موظف.. وأن معدلات الأعمار في شركات السويدي معظمهم بين ال 24 عاماً حتي 40 عاماً.. وشبابنا المصري يحققون معدلات مميزة تفوقوا بها علي الأجانب. ختم المهندس السويدي رسالته للطلاب الأوائل قائلاً: إنكم في قلب وعقل كل مصري وطني يحب بلده ويعشق تقدمه.. وعليكم واجب وأمانة العمل بكل ما تملكون للمحافظة علي نهضة بلادكم. الاستقبال في المصنع كان في استقبال الأوائل ماركو ميسماس مدير عام إدارة الإنتاج بالمصنع وسونيا جوريتك مدير إدارة التسويق وناتاسيا عارا متن مدير إدارة العلاقات العامة وإيناس باتريك مسئولة العلاقات العامة التي رافقت الأوائل خلال الجولة السياحية بمدينة لوبليانا التي نظمتها إدارة المصنع للأوائل.. وينتج المصنع حوالي 16 ألف وحدة يومياً.. و2 مليون عداد سنوياً. اطلع الأوائل علي مراحل الإنتاج لمختلف العدادات الواحد فاز والثلاثة فاز.. وكذلك العدادات التي يتم تركيبها في المحلات التجارية والفنادق والمستشفيات والمنشآت الصناعية والتجارية. يوجد بالمصنع 16 خط إنتاج وكل خط مزود بخطي اختبار الكتروني لا يخضع لتدخل العنصر البشري لفحص إنتاج كل خط بعد نهاية مراحل الإنتاج المختلفة.. بالإضافة لخضوع جميع العاملين لفحص فني يومياً من خلال نظام الكتروني عند مدخل المصنع لا يسمح بدخول العامل إلا بعد التأكد من أنه لا يحمل أو يرتدي شيئا من المحظورات خلال عمله في مراحل الإنتاج. وفي نهاية مراحل الإنتاج المختلفة تأتي مرحلة قياس المنتج كآخر خطوة قبل التغليف حيث يتم اختيار 40 عينة من كل ألف عداد تفحص وتخضع لاختبار وإذا ثبت سلامتها اعتمد إنتاج الألف عداد.. ويتم تحويلها لقسم التغليف والذي يتنوع فيه التغليف طبقاً لرغبة كل مشتر. وعقب انتهاء الأوائل من زيارة المصنع الذي يعد إحدي القلاع الصناعية الهامة في سلوفينيا.. توجه أتوبيس الرحلة للمحطة الأخيرة في الرحلة إلي مدينة ميونيخ الألمانية في رحلة تستغرق حوالي 6 ساعات يتخللها وقت للراحة في منتصف الطريق حيث يعبر الأتوبيس النمسا ومنها يصل لحدود مقاطعة بافاريا الألمانية ليقطع حوالي 180 كيلو قبل أن يصل لمدينة ميونيخ حيث المحطة الأخيرة للرحلة التي تتوقف فيها الرحلة يومين قبل العودة إلي القاهرة. من ناحية أخري جدد الأوائل شكرهم ل "الجمهورية" علي هذه الرحلة المتميزة والتي شملت الجانب الترفيهي والثقافي والعلمي حيث أكدت الطالبة الزهراء جمال سليمان إسماعيل الأول مكرر علمي علوم أن الرحلة علي أعلي مستوي من التنظيم نزلنا في أماكن راقية جداً في كل من إيطاليا وألمانيا وسلوفينيا ومررنا في الطريق علي النمسا ورأينا العديد من المناظر الطبيعية وهو ما أثار إعجابنا. كما أبهرنا حقاً ما رأيناه في هذه الدول الثلاثة من التنظيم والنظافة والالتزام وهذا ما نتمني حقاً تحقيقه في مصر.. ويجب أن نشكر جريدة "الجمهورية" علي الدور الذي تقوم به سنوياً بتنظيم هذه الرحلة للأوائل. وقالت الطالبة منة الله عبدالله محمد عبده العاشر مكررأدبي: أهم ما يميز الرحلة هو الخروج من الضغط الذي تعرض له الطلاب في المرحلة الثانوية.. ومشاهدة المناظر الخلابة التي تسر العين والانفتاح علي الشعوب الأخري والاستفادة من مهارتهم في تقديم الخدمات السياحية للطلاب وهي فرصة متميزة للاعتماد علي النفس وتحمل المسئولية.. وأشكر جريدة "الجمهورية" علي حرصها علي استمرار هذه الرحلة.