** صدر تقريران عن الأممالمتحدة خلال الأسبوعين الأخيرين.. وضعا المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي.. هل ينتصر لحقوق الانسان ويقف مع الشعوب المقهورة في أي مكان علي وجه الأرض دون النظر لدين أو عرق أو جنس أو وطن أم ان ميزان العدالة في العالم سيظل مختلاً ويكيل بعشرات المكاييل وفقا لأهواء الدول العظمي ولا يعترف إلا بالأقوياء ولغة المصالح؟! التقرير الأول أصدره أنطونيو جوتيريش أمين عام الأممالمتحدة حول حماية المدنيين الفلسطينيين ويتضمن تقييماً للحالة الراهنة في الأراضي المحتلة وتوصيات باتخاذ آلية دولية للحماية تقوم علي أساس ان أفضل سبيل لحماية الشعب الفلسطيني وضمان سلامة السكان المدنيين هو التفاوض للوصول إلي تسوية شاملة وعادلة ودائمة للنزاع العربي- الإسرائيلي. أهم ما جاء في التقرير وبالنص "ان مأساة الشعب الفلسطيني تؤكد الحاجة الملحة لتنشيط عملية السلام ولن تتحقق التطلعات المشروعة إلا إذا أصبحت رؤية الدولتين اللتين تعيشان جنبا إلي جنب في سلام وأمن وفي ظل اعتراف متبادل بينهما حقيقة واقعة.. وكانت القدس عاصمة لإسرائيل ودولة فلسطين وتم حل جميع وسائل الوضع النهائي حلاً دائماً عن طريق المفاوضات".. وهذا اعتراف صريح من أمين عام الأممالمتحدة بأن ما اتخذته الولاياتالمتحدة بإعلانها القدس عاصمة لإسرائيل يخالف الاجماع الدولي!! أشار التقرير الذي جاء في 14 صفحة "فلوسكاب" إلي إنه بعد أكثر من 50 عاما من الاحتلال العسكري الإسرائيلي مازال الفلسطينيون في الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية وفي قطاع غزة عرضة للعنف والترهيب وفقدان الممتلكات.. وعرضة لمختلف انتهاكات القانون الدولي وحقوق الانسان!! لا أدري لماذا لا يتم نشر مثل هذه التقارير الصادرة لصالح الشعب الفلسطيني علي نطاق واسع.. وقيام السلطة الفلسطينية وجامعة الدول العربية بفضح الممارسات الإسرائيلية في كل المحافل حتي لو تكفلت الدول العربية بشراء مساحات في وسائل الإعلام الدولية لنشر تقرير الأمين العام للامم المتحدة؟! .. وإنقاذ مسلمي "الروهينجا" ** تقرير آخر مهم أصدرته لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الانسان في الأممالمتحدة بخصوص أحداث العنف التي وقعت ضد مسلمي "الروهينجا" في ميانمار حيث أثبت تهمة الإبادة الجماعية علي كبار المسئولين وارتكاب جرائم ضد الانسانية في ولايات راخين وكاشين وشان. أكثر من 700 ألف مسلم من "الروهينجا" تم تهجيرهم إلي بنجلاديش والدول المجاورة بعد ممارسات عنيفة قامت بها أجهزة الدولة والجيش وصادرت ديارهم وسيطرت علي ثروات مناطقهم التي تعتبر من أغني مناطق ميانمار "التي كانت تعرف باسم بورما أو سيلان سابقا". عمليات التطهير العرقي لم ترحم الأطفال والأمهات وأثبت التقرير الدولي عمليات اغتصاب للنساء وطالب بمعاقبة المجرمين. العجيب ان العنف ضد الروهينجا تزايد بعد تولي رئيسة وزراء ميانمار أونج سان سوتشي الحاصلة علي جائزة نوبل للسلام عام 1991 لدفاعها عن الديمقراطية وعن حقوق الانسان.. ولكنها عندما تولت السلطة قمعت الأقلية المسلمة في بلادها ووقفت مكتوفة الأيدي وهم يذبحون.. فحتي دعاة السلام في العالم يكيلون بألف مكيال وينحازون إلي طوائفهم؟! .. وكان الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قد دعا حكماء المسلمين في يناير 2017 إلي مؤتمر لمساعدة "الروهينجا" بحضور جميع الأطراف من ميانمار بما فيهم ممثلون عن البوذيين والهندوس والحكومة والمعارضة والمسلمين.. وبالفعل ساد الهدوء بعدها قليلا ثم بدأ العنف والمذابح في تزايد فلم يجد "الروهينجا" سوي الفرار والهجرة إلي بنجلاديش. من يتحرك لانصافهم ؟! ** إذا لم يتحرك المجتمع الدولي كعادته لانصاف الفلسطينيين ومسلمي الروهينجا.. فماذا ستفعل الدول العربية والإسلامية لانصافهم.. وهل يمكن لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي أن تلعب دوراً في التخفيف من معاناة الشعبين والضغط لإعادة المهجرين والمشردين إلي ديارهم؟! أم سيكون مصير التقريرين كعشرات التقارير الصادرة من مجلس الأمن والجمعية العامة التي لم تجد الإرادة ولا قوة الدفع اللازمة لتنفيذها.. أو كمصير تقرير لجنة "قانا" الذي أطاح ببطرس غالي أمين عام الأممالمتحدة وقتها؟! .. وهل يمكن الاستفادة من تقرير "جوتيرسي" في تأييد الطلب بالاعتراف بالعضوية الكاملة لفلسطين في المنظمة الدولية والذي من المنتظر أن يتقدم "أبومازن" للجمعية العامة الشهر القادم وهي الخطوة التي ظلت مؤجلة خوفا من العقاب الأمريكي ولكن بعد إعلان "ترامب" القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها وإعلان يهودية الدولة الصهيونية فهل تبقي خطوات يخاف الفلسطينيون ان تتخذ ضدهم؟! .. ولا أدري إذا كان القدر يسوق لنا مثل هذه التقارير التي تؤيد الحقوق العربية والإسلامية وتوضح ان الإرهاب غير مرتبط بهم وانهم أول ضحاياه فلماذا لا نستغلها لتبرئة شعوبنا وفضح الإرهابيين في كل مكان والتأكيد علي انهم بلا وطن ولا دين؟! "حدوتة" صلاح .. واتحاد الكرة !! ** هي بالفعل أزمة بدون لازمة.. أو زوبعة في فنجان.. كان يمكن تجنبها لو خلصت النوايا!! .. في اعتقادي لو رفع محمد صلاح سماعة التليفون أو أمسك "بالموبايل" وعرض مطالبه علي هاني أبوريدة مباشرة.. لتم حل كل المشاكل فورا دون اللجوء لفضح اتحاد الكرة و"تجريسه" علي مواقع التواصل الاجتماعي.. والذي يفسره البعض بأنه "لي ذراع" اعتماداً علي شعبية اللاعب في مصر والعالم وتعاطف الجماهير معه!! .. وأكاد أجزم ان اتحاد الكرة لو تعامل مع شكوي صلاح ورسائله باهتمام وعدم تجاهل آخذاً في الاعتبار الاحتراف السائد في أوروبا الذي مازلنا بعيدين عن مفهومه السليم وتطبيقه الصحيح.. لما كانت هناك أزمة!! للأسف.. أخطأ الطرفان لأنهما يتحدثان "كحوار الطرشان".. كلاهما متأكد من صحة موقفه.. ويتعامل من وجهة نظره.. ولا يبالي بما يسفر عنه الخلاف خاصة في ظل عدم وجود ثقة أو "عشم" أو تقبل للعتاب.. والنتيجة خسارتهما معا.. والخسارة الأكبر للجماهير ولسمعة الكرة المصرية التي تعلق بها إساءة كبيرة مع كل مشكلة من هذا النوع أو لوجود عدم تفاهم بين اللاعبين والمسئولين عن المنتخب القومي "وليس بالنسبة لمحمد صلاح وحده"!! يحاول البعض اظهار ان المناخ الرياضي في مصر ضد الموهوبين وان هناك "مكابرة" من الاتحاد لتشتيت ذهن اللاعب المصري الوحيد الذي حصل علي لقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي وهدافه في الموسم الماضي.. وآخرون يتهمون "مو" بأنه أصيب بالغرور ويتعالي علي زملائه ويطالب بامتيازات تجعله فوق كل لاعبي منتخب "الفراعنة".. وفي الحقيقة كلاهما مخطئ في تفسيره فليس من المعقول أن يتخيل أحد ان مسئولاً باتحاد الكرة يمكنه الاستغناء عن لاعب مثل "أبو مكة" علي الأقل في هذه الفترة التي لا يوجد بديل له وتصفيات أفريقيا علي الأبواب.. وفي نفس الوقت من يعرف صلاح وأخلاقه وتواضعه لا يمكن أن يتهمه بالغرور.. ولكن هناك من يحاول افساد العلاقة واختلاق أزمة كل فترة تشغل الرأي العام وتبعد اللاعب عن تركيزه!! لا يمكن أن يتدخل رئيس الدولة أو حتي وزير الشباب كل مرة في مثل هذه المشاكل.. ولا أن يطالب أحد أعضاء البرلمان بسرعة الحل.. ولا يمكن ان تستمر تعليقات المشجعين واختلافهم علي مواقع التواصل ويتدخل خبثاء لا يريدون الخير لمصر وشعبها ولا يهمهم اللاعب ولا المنتخب ولا البلد.. فمتي ينتهي مسلسل صلاح واتحاد الكرة الذي أصبح كالحدوتة "البايخة"؟! مطلوب من صلاح أن يكبح جماح وكيله الذي يتعامل "بغلظة".. وان يبتعد عن الشكوي عن طريق "الإنترنت" ويتواصل مع مسئولي منتخب بلاده مباشرة دون وسيط!! .. وعلي اتحاد الكرة ان يتفهم ان الاحتراف في الخارج يضع علي اللاعب التزامات كما له حقوق خاصة في مجال الإعلانات وأوقات الإدلاء بأحاديث وإجراء المقابلات.. وان يتم توفير الهدوء والمناخ المناسب للاعبين حتي لا يفقدوا تركيزهم في المباريات وإلا فستكون النتيجة دائما كما حدث للمنتخب في كأس العالم بروسيا!!