أتيحت لي فرصة الحج مرات عديدة. وفي كل مرة أجد تغييراً شبه كامل في مكة. فمشروع توسعة الحرم الذي تنفذه السعودية مازال مستمراً. ولم ينته بعد.. وإن كان ما تم الانتهاء منه أضاف مساحات كبيرة تستوعب أعداداً كبيرة من زوار الحرم.. ولم تكتف المملكة بتوسعة الحرم. ولكنها أيضاً تسعي لزيادة الطاقة الفندقية عاماً بعد عام.. فمعظم الفنادق المحيطة بالحرم تم هدمها وبناء أبراج فندقية بدلاً منها. تم من خلالها زيادة الطاقة الفندقية عدة أضعاف.. واهتمت أيضاً المملكة بشبكة الطرق التي يتم تطويرها وتوسعتها عاماً بعد عام.. وكذلك الأمر في المدينةالمنورة. حيث تحولت المنطقة المحيطة بالمسجد النبوي الشريف. التي يطلق عليها المنطقة المركزية. إلي منطقة فنادق علي أعلي مستوي توفر الراحة لزوار المصطفي عليه الصلاة والسلام. وإذا انتقلنا إلي الحرم المكي من الداخل والتوسعة التي تتم فيه وما انتهي منه حتي الآن فهو الجزء الأكبر. حيث أضيف إلي الحرم طابق ثاني. وفرَّ للحجيج والزوار طاقة إضافية للطواف والسعي للقضاء علي التكدس وحتي الآن مازال مشروع التوسعة والتطوير مستمراً.. وعلي الرغم من عمليات التطوير والتوسعة المستمرة التي تحرض عليها المملكة إلا أن هذه العمليات يقابلها زيادة سنوية في أعداد الحجاج. مما دفع المملكة إلي التفكير في التوسع في إنشاء الفنادق خارج المنطقة المركزية المحيطة بالحرم.. وبالفعل بدأت الآن العديد من شركات السياحة المنظمة للحج علي مستوي العالم. التوجه إلي هذه الفنادق والتعاقد معها لإقامة حجاجها فيها. وهي فنادق جديدة ومتميزة وتوفر راحة للحجاج.. وتقوم الفنادق بنقل الحجاج إلي الحرم من خلال أتوبيسات مكيفة قبل كل صلاة بوقت كاف. مع الحرص علي إعادتهم مرة ثانية بهذه الأتوبيسات من خلال نقاط تجميع. إن ما قامت به المملكة خلال السنوات السابقة للقضاء علي المشاكل التي كانت تواجه الحجيج كثير. بل كثير جداً.. فقد انتهت من جسر الجمرات الذي أنهي المشاكل والحوادث التي كنا ننتظر حدوثها كل عام مع بداية أيام التشريق.. وقد سعت في تشغيل قطار المشاعر الذي بدأ عمله منذ أعوام. الذي اقتصر استخدامه علي السعوديين ومواطني الخليج نظراً لطاقته الاستيعابية المحدودة حتي الآن. ونحن في انتظار الانتهاء من كافة مراحله لاستيعاب أعداد أكبر من الحجيج.. وإذا كنا نتحدث عن التطوير المستمر الذي تحرص عليه المملكة فلا يجب أن نغفل مطار المدينةالمنورة الذي تم إنشاؤه علي أعلي مستوي وأتاح الفرصة أمام العديد من الشركات. حيث كان استخدام هذا المطار مقصوراً علي الخطوط السعودية في الماضي.. إن ما يحدث من عمليات تطوير مستمرة في المملكة. خاصة في مكةوالمدينة. يبرهن علي حرص المملكة علي توفير أفضل الخدمات لضيوف الرحمن. فكل الشكر للمملكة والقائمين علي عمليات التطوير والتحديث المستمر.. وتحيا مصر.