ثالوث الرعب قبل بداية العام الدراسي الجديد. ولأي عملية ومنظومة تعليمية ناجحة تنحصر في مافيا الدروس الخصوصية والكتب الخارجية والأبنية التعليمية وخاصة الأخيرة. التي تشكل قمة المشاكل التي تواجه العملية التعليمية. وتؤدي لفشلها بسبب غياب البيئة التعليمية الجاذبة للطلاب. حيث إن تأخير الانتهاء من أعمال الصيانة بالمدارس قد يربك التلاميذ أثناء تلقيهم لعلومهم وأعمال الهدم والردم تجري من حولهم أو حتي عدم قدرتهم علي الاستفادة من دورات المياه!! * وليس من المتصور أن نستعد للعام الدراسي الجديد بأن كل شيء علي ما يرام "ورقياً" فقط لضمان الهروب من المساءلة مستقبلاً سواء علي مستوي المديرية أو الإدارة التعليمية ووصولاً إلي أسوار وفصول مدارسنا.. وبالتالي المسألة تحتاج لنزول الأجهزة المختصة للرقابة والمتابعة لأرض الواقع للتأكد من سلامة استقبال الطلاب في بيئة تعليمية جاذبة. * ونظراً لأنه لا يمكن لأي أحد أن يتدخل في أعمال الصيانة بالمدارس دون علم أو موافقة هيئة الأبنية التعليمية التي قد تحتكم علي نهر من الأموال يؤثر علي ميزانية وزارة التربية والتعليم.. فإن المسألة تتطلب بحث إمكانية إسناد مهام القيام بأعمال الصيانة لوزارة مختصة أو جهاز مختص للأبنية الحكومية كلها. لضمان القيام والانتهاء من تجديد وصيانة هذه الأبنية بالفترات المناسبة. وبحيث يتوافر لها الموازنة المالية المستقلة.. بل ويمكن الاستعانة بالموظفين الذين يسببون عبئاً علي الجهاز الإداري للدولة بهذه الوزارة أو الجهاز المختص بصيانة الأبنية الحكومية!! * أعتقد أن اقتصار الاهتمام بهذا الجهاز أو الوزارة المختصة برعاية وحماية الأبنية الحكومية سوف يساعدنا كثيراً علي إنجاز مهام الاستعداد بمدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا لأي عام دراسي جديد دون عناء أو مشاكل وتعقيدات الروتين والبيروقراطية وبما يضمن للطلاب فرصة الدراسة في بيئة تعليمية جاذبة.. وبما يسمح بسد المنافذ أمام المنافع والخيرات من مشاريع الصيانة التي يستفيد منها فئة محدودة من المنتفعين!! * ولأننا نستعد لعام دراسي جديد. والذي سيبدأ خلال أسابيع محدودة. باستقبال تلاميذ رياض الأطفال. فإنه من المتصور إدراك مدي تأثير الفكر التربوي من القرار الذي تم اتخاذه لهؤلاء البراعم الصغار. حينما يقارنون بينهم وبين أشقائهم الذين يخضعون لنوم عميق علي مدي أسبوعين دون حاجة لإيقاظهم مبكراً للذهاب معهم إلي مدارسهم!! * ومن المعروف أن الدراسة المبكرة تهلك الأسر.. لكن من المتصور مراعاة أهمية غرس مبدأ الولاء والانتماء بنفوس صغار المتعلمين للمدرسة باعتبارها صورة مصغرة من الوطن الكبير الذي يجمعنا. وبالتالي لابد من توفير كافة سبل الراحة النفسية للفئة الصغيرة من الدارسين الجدد بالمدارس. * وأتصور أنه إذا كان الهدف من القرار تبسيط الناحية التنظيمية لإلحاق التلاميذ الصغار بمدارسهم.. فإنه كان من الأحري إلحاقهم قبل زملائهم بالسنوات الدراسية الأخري بيوم علي الأكثر حتي يأخذ راحته أيضاً في الاستمتاع بمدرسته الجديدة بعيداً عن الطلاب الكبار. ثم نخصص الأيام التالية لباقي الفرق الدراسية بواقع يوم مخصص لكل صف دراسي علي مدي أسبوعين. بحيث نضمن تقارب أيام الدراسة بين كافة الطلاب. وحتي لا يشعر التلاميذ الصغار بأن قرار ذهابهم المبكر للمدرسة يستهدف عقابهم أو نوع من الاستهتار بهم قد يدفعهم للإحباط وعدم الذهاب لفصولهم لأنهم قد يتعرضون للضرب من قبل زملائهم الكبار!!