استضاف ملتقي الفكر الإسلامي ثلاثة من العلماء متنوعي الثقافة والتخصص منهم المتخصص في الطب والجهاز الهضمي وهو الدكتور عبده مبروك الشافعي استاذ الجهاز الهضمي بطب الأزهر والدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمي بوزارة الصحة ثم الدكتور محمد عزت مدير عام شئون القرآن بوزارة الأوقاف حيث تحدث كل منهم عن الصيام من وجهة نظره. ركزه الدكتور عبده مبروك علي فوائد الصيام الصحية ومعجزة فريضة الصيام واثرها علي الإنسان فقال ان الصيام كما ثبت صحيا يضبط منسوب السكر خصوصا النوع الذهني ويضبط هرمون الجوع والشبع ويقلل مستوي الدهون الثلاثة والكولسترول الضار بالجسم ويرفع نسبة الدهون النافعة ويقلل جلطات الدم والسكتات الدماغية ويؤخر أعراض الشيخوخة لأنه يقلل من افراز الانزيم المرتبط بالشيخوخة وأمراض كبر السن كما ينشط عمل جهاز المناعة ويجدد الخلايا الجذعية في الجسم. وقال ان علماء مسلمين حاولوا معرفة اثر الصيام علي صحة جسم الإنسان خاصة المخ فاكتشفوا ان الجلوكوز وهو الغذاء الأمثل للمخ فعندما يقلل يتغذي المخ علي الدهون المتراكمة فيه وهو ما يقلل نسبة الدهون في شرايين المخ كما يقوي الذاكرة ومن جانب آخر إذا ظل المخ معتمدا علي الجلوكوز فإنه يكون عرضة لضعف الذاكرة كما يكون عرضة للسكتات الدماغية. وأشار إلي أن أحد الصحفيين البريطانيين قام بتجربة الصيام علي نفسه فاكتشف العلماء الذين تابعوا حالته ان هرمون النمو وهو هرمون ينشط في الطفولة وتم بكل نشاطه عندما يكبر الإنسان ويرتبط بالتهام الجسم كميات كبيرة من الأطعمة وإذا ظل نشاطه مرتفعا بعد كبر الإنسان يسبب له أمراضا كثيرة منها أمراض الخلايا السرطانية واكتشفوا ان الصيام يقلل افراز هذا الهرمون ويمنع آثاره الضارة ويخفف من الآثار الجانبية للعلاجات الكيماوية وحسن وظائف الجسم ويطيل العمر الافتراضي للإنسان ويقي من السرطان بنسبة 45% ويضبط السكر في الدم ويطرد السموم من الجسم ويقلل آلام المفاصل. ثم تساءل الدكتور عبده مبروك تري ما هو الصيام الذي يحقق ذلك أو من يستفيد من هذه الفوائد وفي اجاباتهم علي ما سأل قال: المستفيد هم الصائمون الذين يطبقون قوله تعالي: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا" أما من يصوم بالنهار ويعوض بالليل بكميات طعام فوق طاقته فلن يستفيد بالصيام. وفي كلمته قدم الدكتور خالد مجاهد المتحدث باسم وزارة الصحة مجموعة من النصائح للصائمين فقال يفضل الأكل دون شبع في الافطار حتي لا تصاب بتخمة ويمكن تعويض ذلك بوجبات خفيفة بين الافطار والسحور كما نصح بتأخير السحور حتي لا نشعر بالجوع كما يفضل مضغ الطعام جيدا وعدم الاسراع في بلعه حتي يتم هضمه بسهولة. ودعا إلي الاكثار من شرب السوائل التعويضية للجسم حتي لا يتعرض للامساك فيتناول كميات كبيرة من المياه من لترين إلي ثلاثة بالاضافة للمشروبات العادية مع عدم الاكثار من أكل الموالح لأنها تؤدي للعطش وعدم الاكثار من الوجبات الدسمة وتفادي الاكثار من الحلوي لتفادي زيادة الوزن وحذر من المشربات الغازية لأنها تسبب عسر هضم كما دعا إلي ممارسة نوع من الرياضة بعد الافطار مثل المشي أو صلاة التراويح مشيرا إلي أهمية ان يكون تناول الافطار بشكل تدريجي كأن يحصل الإنسان علي عصير أو تمر ثم يصلي ثم يعد لتناول الوجبة الاساسية. أما الدكتور محمد عزت مدير عام شئون القرآن فقد حذر من الاسراف في رمضان وفي غير رمضان مشيرا إلي أن العالم به اكثر من مليار انسان تحت خط الفقر واكثر من مليارين يعانون من السمنة مشيرا إلي أن ما يهدر من الطعام ب 750 مليون دولار يكفي 32 دولة مهددة بنقص الغذاء وطالب بأن المسلم الذي قدوته رسول الله صلي الله عليه وسلم يجب ان يعي قوله صلي الله عليه وسلم ماملأ يا ابن آدم وعاء قط شر من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فاعل فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه. وقال لا يأتي شهر علي المسلمين خير من رمضان ولا يأتي شهر علي المنافقين شر من رمضان فرمضان غنيمة للمسلم وحسرة علي المنافق فهو باب صلح مع الله بالنسبة للمسلم فأفعل ما تحبه انت لكي يوصلك للحق فمنا من يحب كثرة قراءة القرآن ومنا من يحب الذكر أو صلة الرحم أو طلب العلم فأفعل ما تحب ان يوصلك لله وقد سأل عبدالله العامري الإمام مالك قائلا: ألا تفرد لنفسك يوم تنعزل فيه عن الناس وتتفرغ للعبادة فقال له الإمام مالك ان الله قسم الأعمال كما قسم الارزاق وقد ينال العبد من الصيام ما لا ينال من الصلاة وقد ينال من الزكاة ما لا يناله من الحج من بركات وما أنا عليه ليس بأفضل مما انت عليه وما انت عليه ليس بأفضل مما أنا عليه. وأشار الدكتور عزت إلي ان العبودية ان تفعل ما أمر الله وتنتهي عما زجر فنهي عن الاسراف في قوله الذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم قتروا والتاريخ يحكي لنا عن أمم سقطت بسبب الترف والاسراف. ودعا المسلمين إلي ان يستغلوا رمضان في التخلص من خصلة من خصال الشر واكتساب خصله من خصال الخير وليختر كل واحد منا ما يريد.