كل عام وانتم جميعا بخير .. في كل عام يقبل علينا شهر رمضان الكريم بكرمه ونفحاته .. شهر يقربنا الي الله سبحانه وتعالي بالصوم وصلاة التراويح والصدقات وصلة الرحم والعطف علي الفقراء .. وتكثر في شهرنا الكريم اعمال الخير والتكافل فيما بين المواطنين فنري الكثير من الجهات والجمعيات والافراد الذين يتسابقون الي فعل الخير .. فهؤلاء يقيمون موائد الرحمن .. واخرون يحرصون علي توزيع كرتونة رمضان للفقراء والمحتاجين .. والتي اصبحت تصل الي المستحقين في اعماق قري ونجوع صعيد مصر . ورغم ظروفنا الاقتصادية الصعبة .. انتشرت في محافظات مصر منذ سنوات ظاهرة اقامة موائد افطار رسمية تقيمها الهيئات والمصالح الحكومية علي حساب ميزانيتها .. وتحول الامر الي منافسة فيما بينهم ومباراة في انفاق مئات الالاف علي هذه الموائد التي تضم اشهي المأكولات والمشروبات ويدعون لحضورها كبار الشخصيات من المسئولين والقيادات ..ولا تجد عليها فقيرا واحدا !! ورغم ان تلك الظاهرة لم تعد منتشرة بشكل كبير مثلما كانت من قبل .. الا ان هناك بعض الجهات لاتزال حتي الان تتمسك بها وتنفق عليها اموالا طائلة وعندما توجه اليهم لوما او نصيحة لاتجد لديهم اجابة واضحة الا انهم يقولون لك "انت مستكتر علينا لمة يوم في السنة" !! .. بصراحة وبكل وضوح هذا من وجهة نظري عذر اقبح من ذنب .. فما انفق من أموال علي تلك الموائد كان يمكن ان ينفق في مصارف رمضانية افضل كثيرا حتي تصل الي من يستحقها من الفقراء والمحتاجين وفي كل قرية ومدينة في مصر تجد هؤلاء بالآلاف .. اننا في شهر فضيل دعانا الله سبحانه وتعالي فيه للتقرب اليه بالصدقات واعمال الخير وليس بالمنظرة والمظاهر الكاذبة وموائد علي كل شكل ولون . تبقي كلمة .. اتمني ان ندعم جميعا موائد الرحمن واعمال الخير وكفالة الفقراء والمحتاجين في هذا الشهر الكريم .. وألا نحوله الي مستودع نخزن فيه ونأكل ما لذ وطاب من الطعام والشراب سواء كان هذا في بيوتنا او علي موائد "التبذير" الرسمية .. وان يصدر كل مسئول في جهة او مصلحة او هيئة حكومية او محافظة قرارا يمنع اقامة تلك الموائد وان توجه اموالها الوجهة الصحيحة .. تقبل الله تعالي منا ومنكم صالح الاعمال.