أصحاب المزارع ومربو الماشية يصرخون من وجود أمصال ولقاحات مغشوشة تؤدي لانتشار الأمراض وإهدار جزء كبير من الثروة الداجنة ويتخذون من ذلك سبباً لرفع الأسعار بينما يؤكد البيطريون سلامة هذه الأمصال المستوردة والتي تزيد كفاءتها علي 90%. الدكتور حامد العربي خبير دولي بالطب البيطري يحكي القصة من بدايتها قائلاً: الهيئة العامة للخدمات البيطرية انتجت منذ 5 سنوات امصالاً ولقاحات محلية حققت نتائج فعالة بنسبة 90% بالنسبة للثروة الحيوانية وكانت افضل من العترات المستوردة التي تأتي من الخارج ويحدث بها تلاعب وتسبب في ظهور أمراض مثل الحمي القلاعية التي ظهرت عام 2006 ودمرت أكثر من 70% من الثروة الحيوانية وبفضل الأمصال والأدوية البيطرية المحلية أصبحت مصر خالية من هذا المرض علي مستوي العالم وكذلك بالنسبة للثروة الداجنة الذي يكون العامل الأساسي فيه الأمصال المضروبة التي تؤدي إلي نفوق عدد كبير من الدواجن قبل اتمام دورة الانتاج 45 يوماً. وهو يري ضرورة وجود رقابة مستمرة علي الأدوية والتحصينات التي تنتج بمصانع تحت بير السلم علي سبيل المثال 10 آلاف كتكوت يكلف المربي امصالاً بسعر 20 ألف جنيه ويفاجأ بنفوقها ويتكبد خسارة فادحة وكذلك العجل الواحد يتكلف 1200 جنيه بسبب السوق السوداء وكان لا يزيد علي 400 جنيه وطالب العربي بتحسين الهندسة الوراثية والتحكم في الجينات لزيادة انتاج الألبان واللحوم من الأبقار والجاموس كما هو الحال في الدول الأوروبية كهولندا وانجلترا ونيوزيلنده وإسرائيل فأصبح انتاج البقرة من الألبان 100 كيلو جرام بدلاً من 30 كيلو في اليوم مع زيادة نسبة التسمين لانتاج اللحوم وهذا ما يؤدي للاكتفاء الذاتي في الثروة الحيوانية حيث يقدر الانتاج الحيواني في مصر بحوالي 123 مليار جنيه. طلعت مصطفي مربي حيواني وداجني يقول بالرغم من استيراد اللقاحات والامصال من الخارج إلا أن الأمراض مازالت موجودة وبطريقة متوحشة وتتحول من فيروس عادي إلي وبائي مثل مرض الجامبوره والنيوكاسل الإسرائيلي بالرغم من استخدام كافة التحصينات اللازمة لكنها تستخدم بطريقة خاصة في عملية نقلها وحفظها بالحرارة اللازمة مما يؤدي لفسادها وعند اعطائها للحيوانات تعطي نتيجة عكسية وتتحول إلي عدوي وبائية لكافة القطيع. يشير عمرو مصطفي دكتور بيطري إلي أن حوالي 90% من الأدوية والامصال البيطرية يتم استيرادها من الخارج وهذا ساعد علي انتشار الأدوية المغشوشة بنسبة 40% لارتفاع سعر الدولار وعدم قدرة المربين علي شراء الامصال مرتفعة الثمن عن طريق الإنترنت دون خضوعها للرقابة مع قيام بائعي الأدوية بتحضير جرعات حقن بأنفسهم للماشية والدواجن وهذا ما أدي إلي انتشار الفيروسات وهي منتشرة وللأسف يوجد أكثر من 6 آلاف مركز بيع للأدوية البيطرية. علي الجانب الآخر يضيف السيد عبيد مدير مديرية الطب البيطري بمحافظة القاهرة أن الامصال المستوردة جيدة ويتم استخدامها منذ قديم الأزل وتخضع للتحاليل في الموانئ البحرية أو المطارات المصرية ولا يتم الافراج عنها إلا بعد التأكد من المادة الفعالة وصلاحيتها ولا يوجد احتكار في الأدوية البيطرية وتوزع عن طريق الحكومة مدعمة وهناك حملات وقائية تتم كل ثلاثة شهور وليست في فترة الوباء فقط مضيفاً أن لدينا انتاجاً محلياً بكميات كبيرة لكافة أنواع الامصال الخاصة بالثروة الحيوانية. يؤكد الدكتور ثروت الزيني نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن أن اللقاحات المستوردة تمثل 95% ويتم اجراء كافة الاجراءات والفحوصات قد تكون بعض الامصال لا تعطي نتائجها لأنها تُخزن في درجة حرارة غير مناسبة أو يكون هناك خطأ في تشخيص المرض ولكن عند دخول هذه الامصال لمصر تكون جيدة وأي شحنات مخالفة يتم رفضها إذا كانت كفاءتها أقل من 80%.