هناك قول إنجليزي مأثور أقرب ترجمة له بالعربية هو "المعرفة هي القوة" فما معني ذلك؟.. كل قوة لها مقدار ولها اتجاه. إذ تُعرف القوة الفيزيائية علي أنها كمية متجهة "أي لها مقدار واتجاه". وهي مؤثر يؤثر علي الأجسام فيسبب تغييرا في حالة الجسم أو اتجاهه أو موضعه أو حركته. عامة كلما اكتسب شخص معرفة أكثر كلما ازدادت قوته. أي أنه مع ارتفاع كمية المعرفة تزداد قوة الشخص. أو المجموعة أو المؤسسة. ولكن السؤال الأهم مرتبط بالاتجاه. أي: ما هو اتجاه قوة المعرفة هذه؟ هل تتجه قوة المعركة هذه للبناء أم للهدم. للخير أم للشر. عند ارتفاع كمية المعرفة الموجهة قوتها في اتجاه الخير. نحصل علي ربح جزيل للإنسانية جمعاء. ولكن كلما توجهت قوة المعرفة المتزايدة في اتجاه الشر ففي هذه الطامة الكبري. وفي القرون الماضية كانت المعرفة تزداد بشكل بطيء. بل بطيء جدا. ولكن في عصرنا الحالي تزداد المعرفة بشكل لم يسبق له مثيل. فهي في تسارع مذهل. وبما أن حقيقة تسارع ازدياد المعرفة مذهل جدا. فبالتالي قوتها تزداد بشكل عظيم. مما يوجب علينا ضبط اتجاهها كيلا تهدم كل ما بنيناه. إن كانت المعرفة قوة ولها اتجاهات. فالجهل أيضا له قوة مخيفة. ولكنه للأسف الشديد يصب في اتجاه واحد. وهو الدمار والخراب. الفقر والتعاسة. العنف والحرب. الثقة العمياء بالنفس واحتقار الآخرين. الإيمان الأعمي والانغلاق التام علي الآخرين.