انتشر بين أدعياء الثقافة والفنون والإعلام مصطلح «القوة الناعمة» وللأسف فإن هذا المصطلح يدل من الوهلة الأولى على عدم فهم معنى القوة المادية وصفاتها الاساسية، ولها نوعان أساسيان: القوة الفاعلة أو المؤثرة، والقوة الفعالة أو التأثيرية التى تنشأ من تسارع الكتلة مع الزمن، ومن اشهر انواع القوى الفاعلة التطبيقية: قوى الرياح الهوائية، والوزن والاثقال، والشد، والدفع، والجذب، والتنافر.. وغيرها، أما الصفات الاربع للقوة فهى: مقدارها، واتجاهها، وخط عملها، ونقطة تأثيرها المادية للاجسام المرنة، وبذلك يتضح تجاوز مصطلح «القوة الناعمة» جميع أسماء القوى المادية وصفاتها الاساسية، فلا يجوز على الاطلاق وصف القوة بالناعمة أو الخشنة. أما صفة الناعم «الاملس» والخشن فهى صفة تتعلق بحاسة اللمس، ومنها صفة نعومة الاسطح والاقمشة أو خشونتها ،وغيرها من المواد، وإذا اردنا اختيار مصطلح بديل لتعريف تأثير الآداب والفنون وعلى وجه الخصوص الفنون الدرامية يمكن اختيار مصطلح «القوة المعنوية» أو «قوة الدافعية» أو«القوة المحفزة» وذلك على سبيل المثال لا الحصر، وهذه القوى الانسانية لا يمكن على الاطلاق وصفها بالقوى الناعمة، فهى تختلف جملة وتفصيلا عن القوى المادية، وكلاهما لايجوز وصفها بالناعمة أو الخشنة. وأهم أنواع القوى الانسانية، قوى الخير والشر، وتختلف مقومات قوى الخير اختلافا جوهريا عن مقومات قوى الشر، ومقومات قوى الخير تنبع من الرحمة والتراحم، والرفق والعدل والايثار والوفاء، والصدق، والبر والاحسان. أما مقومات قوى الشر فتنفث من القسوة والكبر، والظلم والانانية، وحب الذات وأطماع الشهوات، والكذب والنفاق والرياء والجحود. نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل.. وأن يهيئ لنا أسباب قوى الخير.. وأن يحفظ أنفسنا من الشر، وأن يحافظ علينا من قوى الشر، ويمنحنا القدرة على مواجهة الاشرار . د. بلال على ماهر