اطمئنوا ليس هناك مشاكل.. نعمل في مصر والسودان وإثيوبيا كأننا دولة واحدة وليس ثلاث دول مصلحة مصر هي مصلحة اثيوبيا والسودان ومصلحة إثيوبيا هي مصلحة السودان ومصر ومصلحة السودان هي مصلحة مصر واثيوبيا.. هذا ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسي عقب لقاء القمة الثلاثية والتي عقدت أمس علي هامش اجتماعات الدورة الثلاثين للاتحاد الأفريقي بأديس أبابا والتي اختتمت اجتماعاتها أمس. رسالة الطمأنة من الرئيس عبدالفتاح السيسي للشعب المصري جاءت بعد جلستين من المباحثات المكثفة بدأت بجلسة مباحثات ثلاثية للرئيس السيسي والرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي ديسالين واستمرت لمدة ساعتين الا ربع.. ثم تلتها جلسة مباحثات موسعة حضرها وفود الدول الثلاث واستمرت لمدة 45 دقيقة خرج بعدها الرؤساء الثلاثة متشابكي الايدي في دلالة واضحة وقوية علي ان مصالح الشعوب الثلاث واحدة ولا يمكن بحال من الأحوال أن تتعارض مصالح دولة مع مصالح الدولتين الشقيقتين الآخريين. الرئيس أكد بكل ثقة وبكل عزم لا يلين ان الدول الثلاث حريصة كل الحرص علي الا تتضرر احداها من مصلحة أي منها.. فمصر والسودان وإثيوبيا دولة واحدة والمباحثات كانت تسير في هذا الاتجاه.. وان الدول الثلاث بها قيادات مسئولة اجتمعت وناقشت وبحثت كل ما يتعلق بمصالح دولها ودون الإضرار بمصالح الآخرين. حالة من التفاؤل سادت أعضاء الوفود الثلاثة وظهرت بوضوح علي وجوههم عقب خروجهم من القاعة التي شهدت المباحثات وعبروا عن ارتياحهم وثقتهم في قياداتهم وأعربوا عن سعادتهم مؤكدين ان الأيام القليلة القادمة ستشهد التوصل إلي حلول مرضية في كل الموضوعات العالقة في مسألة الدراسات الفنية المتعلقة بإنشاء سد النهضة.. وستعمل اللجان التي سيتم تشكيلها من قبل الدول الثلاث للوصول لحلول مرضية لكافة الاطراف خلال شهر من الآن. وكان قد سبق هذه المحادثات جلسة ثنائية ولقاء أخوي بين الرئيس السيسي والرئيس السوداني عمر البشير اتفق فيه الرئيسان علي ان علاقات البلدين علاقات تاريخية ووثيقة ولا يمكن ان تتأثر لأسباب عارضة أوخلافات في وجهات النظر حول أي موضوع.. وساد الارتياح والاخوة والمصير المشترك وحسن الجوار أجواء هذه المحادثات. أكد الرئيس السيسي عقب هذه المحادثات ان مصر ستواصل جهود تعزيز التعاون بين البلدين واننا حريصان علي مواصلة التشاور والتنسيق المتواصل مع السودان حيال مختلف الموضوعات والملفات لاسيما التي يفرضها الوضع الأقليمي الراهن.. كما شدد الرئيس البشير علي ما يجمع شعبي وادي النيل من تاريخ مشترك ووحدة المصير مؤكدا حرص بلاده علي تطوير التعاون الثنائي مع القاهرة علي كافة الأصعدة. من هنا فاتفاق الرئيسين السيسي والبشير علي وحدة المصير والتاريخ المشترك بين الشعبين المصري والسوداني جعل مسألة عودة السفير السوداني لممارسة عمله في القاهرة مسألة وقت وستكون في وقت قريب جدا. افريقيا تعلم تماما حجم مصر وتعلم مدي قدرتها علي قيادة القارة الافريقية.. فمصر ورئيسها خير سند وأكبر معبر عن مشاكل القارة الأفريقية في مختلف المحافل الدولية.. وتمتلك من الطاقات البشرية والإدارية والفنية ما يؤهلها للقيام بهذا الدور.. من هنا جاء اختيار مصر بالاجماع لرئاسة الاتحاد الأفريقي في دورته ال 31 والتي ستبدأ اعتبارا من يناير 2019. تحية لمصر ولشعب مصر ولقائد مصر الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يدير المشكلات بهدوء وإيمان عميق بأن الشعوب الشقيقة وقادتها لابد وأن يغلبوا مصالح دولهم وشعوبهم علي أي مصالح أخري.. تحية للرئيس عبدالفتاح السيسي الذي قال فصدق.. قال في أكثر من مناسبة ان مصر لا تحارب اشقاءها أبدا ولن تتدخل في شئون أحد.. وصدق عندما أعلن مرارا وتكرارا انه لا مساس بحقوق مصر التاريخية في مياه النيل. بالفعل جاءت القمة الأفريقية لتؤكد ما أعلنه الرئيس السيسي مرارا وتكرارا وأكدت قوة مصر وثقلها السياسي والتاريخي في القارة الأفريقية.. وتؤكد عودة مصر القوية لقيادة القارة الأفريقية بعد أن تم استبعادها من عضوية الاتحاد الأفريقي عقب ثورة 2011.