القدس عاصمة إسرائيل قانون مشئوم وباطل أصدره ألكينيست منذ 37 عاماً وطبقه ترامب بغباء وعنجهية مما يعني الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. لاشك أن الأحداث التي تعيشها مصر والأمة العربية والعالم الإسلامي بل العالم كله تاريخية بمعني الكلمة وهي في مجملها نقلة نوعية في تعامل العالم ومؤسساته الدولية مع القضية الشائكة "فلسطين" وهي آخر دولة في العالم نكبت بالاحتلال الإسرائيلي ولم تنصفها المنظمات الدولية في قراراتها المختلفة منذ عام 48. ما نراه ونعايشه متفرد في وقعه علي الآذان. لم يسبق لأمريكا أن تعرضت لهذه اللطمة الشديدة عندما يصوت 14صوتاً في مجلس الأمن ضد قرار ترامب المشئوم بنقل السفارة الأمريكية إلي القدس ضارباً عرض الحائط بكل القرارات والمواثيق الدولية ثم كانت وقفة الجمعية العمومية للأمم المتحدة - بأغلبية كاسحة 128 صوت مؤيد في مواجهة 9 معارض منهم الولاياتالمتحدة وإسرائيل ودول لم نسمع عنها إلا عند التصويت وهي صناعة أمريكية لزوم هذه المواقف - والذي أشارت فيه إلي أنها تضع في اعتبارها المركز الخاص الذي تتمتع به مدينة القدس الشريف ثم في موقع آخر تؤكد أن أي قرارات وإجراءات تهدف إلي تغيير طابع مدينة القدس الشريف أو مركزها أو تركيبتها الديموغرافية ليس له أي أثر قانوني وأنها لاغية وباطلة.... وتدعو الجمعية العمومية جميع الدول إلي الامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس الشريف عملاً بقرار مجلس الأمن رقم 478 لسنة 1980. الدور المصري في مجلس الأمن أكثر من رائع - فيه أكدت زعامتها العربية ودورها الفاعل إسلامياً وعالمياً - وايضا موقفها في الجمعية العامة وكافة الفاعليات التي تتحرك في اتجاه إبطال وإلغاء هذا القرار. لقد كان رد الفعل الأمريكي علي لسان ترامب والمتحدثة الرسمية ثم مندوبة الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن لا يتفق والثقافة الأمريكية والقيم والمبادئ التي نشأت عليها الولاياتالمتحدة يبدو أن جينات الأمريكي القبيح الذي فرض سطوته علي الآخرين بقوة السلاح ترسبت حتي وصلت إلي راعي البقر الأمريكي ترامب - دليل ذلك ما جاء علي لسان المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن "سنتذكر هذا اليوم عندما تتم دعوتنا لتقديم أكبر مساهمة في العالم للأمم المتحدة وسنتذكره عندما تأتينا دول كثيرة كما نفعل دوماً لندفع الأموال أو نستخدم نفوذنا لمصلحتها.... الخ". "هذه هي الوقاحة بعينها". ما حدث فرصة للعالم العربي كي يحقق وحدته بالشكل المناسب ليواجه الأحداث القادمة حيث الأيام حبلي بكثير من الأنواء والأعاصير التي يحتمل أن تجتاح منطقتنا العربية. بقي أن نذكر العرب جميعاً أنه آن الأوان لأن نرفع من قاموسنا لفظ الشرق الأوسط. هو أوسط بالنسبة لأوروبا وأمريكا لكنه في الواقع هو الشرق العربي ذا اللغة الواحدة والتاريخ الواحد والجغرافيا الممتدة والتي اختلقت إسرائيل في القلب منه لتبقي عازلاً بين أممه. قضية القدس عولجت وحتي الآن بكثير من الحنكة والعقلانية والتجرد والانتماء الوطني.. نأمل أن تستمر بذات الزخم حتي يسقط قرار ترامب المشئوم.. وستبقي القدس عربية أبد الدهر.