رغم سقوط القرار الأمريكي حول القدس بأغلبية ساحقة من المجتمع الدولي في الأممالمتحدة. فإن كلمتي مندوبة أمريكا ومندوب إسرائيل ومن قبلهما بنيامين نتنياهو رئيس وزراء تل أبيب تؤكد أن أمريكا وإسرائيل تتحديان وتقفان ضد معظم دول العالم وتصران علي العناد!! أمريكا بجبروتها وتسلطها كأقوي دولة في العالم لا تهتم بأي قرار دولي. كما أنها لا تقيم وزناً للقيم والمبادئ التي انطلقت منها الأممالمتحدة لكي يعيش المجتمع الدولي في أمان وسلام. إذا كانت أمريكا جاهلة بحقائق التاريخ فما الذي يمنعها من أن تفرد عضلاتها وتتصرف برعونة وتحتضن ربيبتها إسرائيل لتؤكد أنها ستسير في طريق الغي والضلال حتي ولو كان ذلك ضد إرادة المجتمع الدولي!! مندوب إسرائيل استظل بحماية أمريكا واستهزأ بكل دول العالم من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة ومخالفاً لإجماع منظمة الثقافة والعلوم "اليونسكو" ووصف هذه الدول بأنها "دمي" مثل "الأراجوزات" وأنهم "عميان" وأن الفلسطينيين يعرفون أن قرارهم حول القدس لن يقدم لهم شيئاً!! هكذا تبجح داني دانون مندوب إسرائيل لدي المنظمة الدولية مدعياً أن الملك "داود" الذي يعود إليه نسل بني إسرائيل أعلن أن القدس عاصمة للدولة العبرية قبل 3000 سنة!! وقال إن القدس هي مكان مقدس للشعب اليهودي وعاصمة لإسرائيل ولا يمكن مناقشة هذا الوضع!! تجاهل مندوب إسرائيل أن الملك "مالكيا" العربي هو مؤسسها!! أما نيكي هيلي مندوبة أمريكا فهي "صوت الخراب" فقالت إن اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يضر بمصداقية هذه الجمعية. وأن إسرائيل صدمت - علي حد قولها - ولكنها أبقت علي الكرامة والحرية ومثل هذه القيم تدافع عنها الأممالمتحدة!! بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل وصف الأممالمتحدة بأنها "بيت أكاذيب" قبل صدور قرارها ببطلان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن القدس عاصمة لإسرائيل!! قال نتنياهو: إن دولة إسرائيل ترفض تماماً هذا التصويت حتي قبل الموافقة عليه. وأن القدس عاصمتنا وسنواصل البناء هناك وستنتقل السفارات الأجنبية إليها. وتتقدمها سفارة الولاياتالمتحدة.. وسيحدث هذا!! ورغم تهديدات أمريكا وإسرائيل وتحديهما للمجتمع الدولي وقرار الرئيس الأمريكي بأنه سيسحب المعونات المقدمة للدول من واشنطن التي ترفض قراره بأن القدس عاصمة لإسرائيل.. فرغم كل ذلك صوتت ضد قرار ترامب 128 دولة ورفضته 9 دول وامتنعت 35 دولة عن التصويت. لاشك أن الدول التي امتنعت عن التصويت كانت "خائفة" علي نفسها من أية إجراءات أمريكية تضر بمصالحها.. فهي أرادت أن تقول لأمريكا هاأنذا وقفت علي الحياد فلم أصوت ضد القرار!! القرار الذي تبنته الأممالمتحدة والذي سبق أن قدمته مصر إلي مجلس الأمن ووافق عليه المجلس بالاجماع لكن جاء الفيتو الأمريكي معترضاً عليه. هذا القرار يعرب عن الأسف البالغ إزاء القرارات الأخيرة المتعلقة بوضع القدس.. ويؤكد أن أي قرارات أو إجراءات يقصد بها تغيير طابع مدينة القدس الشريف أو وضعها أو تكوينها الديمغرافي ليس لها أثر قانوني وتعد لاغية وباطلة ويتعين إلغاؤها امتثالاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. ويهيب مشروع القرار في هذا الصدد بجميع الدول أن تمتنع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس الشريف عملاً بقرار مجلس الأمن رقم 478 الصادر عام 1980. ستظل أمريكا وإسرائيل تتحديان المجتمع الدولي وتضربان بقرارات الأممالمتحدة عرض الحائط.. إلي أن تتوحد الدول العربية علي قلب رجل واحد ومن ورائها الدول الإسلامية لاجبار الدولتين علي الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في القدس.. وإلا سيبقي الحال علي ما هو عليه.