في السنوات العشر الأخيرة انتشرت مكامير الفحم داخل قري ومراكز محافظة القليوبية بشكل لم يسبق له مثيل فقضت علي الأخضر واليابس ودمرت بساتين الفاكهة وقتلت الأطفال وأصابت الكبار بأمراض صدرية مزمنة ورغم ذلك فشلت وزارة البيئة ومحافظة القليوبية في إطفاء حرائق الدخان الكثيفة رغم وعود 4 محافظين وثلاثة وزراء بالقضاء علي المكامير وتخصيص مناطق صحراوية بالخانكة وأبوزعبل لإنتاج الفحم إلا ان أصحاب المكامير دفنوا قرارات الوزارة والمحافظة في الرماد وضاعفوا أعداد المكامير. وتعتبر قري أجهور الكبري والصغري وشرق مصرف أبوالمعاطي بمركزي طوخ وشبين القناطر أخطر بؤر لتصنيع الفحم في القليوبية بعد ان وصلت المكامير لأعداد غير مسبوقة جعلت من تلك المراكز مصدراً للأدخنة والعوادم القاتلة تفوق ما تنتجه السحابة السوداء في 10 أعوام. يقول نادر حسن - موظف - نعاني أشد المعاناة من انتشار المكامير بشكل غير مسبوق مما جعل أصحاب الحدائق يزيلون مساحات كبيرة من بساتين الفاكهة لتحويلها إلي مكامير للفحم داخل الكتلة السكنية مما يشكل تهديداً لصحة الأهالي لأنها تعمل بطرق بدائية وتحت جنح الظلام لتجنب تحرير المحاضر وينتج عنها روائح كريهة تلوث الهواء ثاني أكسيد الكربون القاتل الذي دمر صحة الأطفال وكبار السن بالأمراض الصدرية وتحولت حياتنا إلي سجون بسبب إغلاق الأبواب والشبابيك ليلاً ونهاراً هرباً من الدخان. أما رسمية عبدالقوي - ربة منزل - فتقول أصبت بجلطة نتج عنها شلل نصفي منعني من الحركة بالإضافة إلي ضيق في التنفس واخبرني الطبيب ان السبب الرئيسي استنشاقي الدخان بكثرة ونصحني بضرورة البعد عن أي مكان يوجد به أدخنة وألا سوف تسوء حالتي الصحية وادخل في غيبوبة ستؤدي إلي وفاتي. ويوضح محمود عبدالمحسن من ان المكامير أصبحت خطر داهم علي الصحة العامة بعد ان أحاطت بالقرية من كل جانب حيث اصبت بورم سرطاني بالرئة وتم استئصاله بعدها توجهنا إلي مجلس مدينة شبين القناطر وتقدمتا بشكوي جماعية ضد أصحاب المكامير وتم تحويل الشكوي إلي جهاز شئون البيئة تحت رقم 302 بتاريخ دون اتخاذ أي إجراء ويطالب بضرورة اتخاذ قرارات صارمة والضرب بيد من حديد ضد أصحاب المكامير وتفعيل قرارات وزارة البيئة والمحافظة للحد من انتشارها. ويؤكد عباس عبدالباقي من سكان القرية انه يعاني هو وزوجته من ضيق في التنفس كما ان جميع أطفال القرية يعانون من حساسية الصدر والربو بسبب الدخان الكثيف المنبعث من المكامير ويتساءل لماذا لا يتم إصدار قانون يمنع إقامة المكامير ويوقع غرامات كبيرة علي كل من تسول له نفسه إقامتها وتخصيص أماكن بديلة بالظهير الصحراوي بعيداً عن الكتلة السكنية وتطويرها للحد من تلوث البيئة والمحافظة علي الصحة العامة للمواطنين. ويشير أحمد السعيد - مزارع - إلي ان مكامير الفحم تسبب أضراراً صحية بالغة فضلاً عن ما تلحقه بالمزروعات وحدائق الفاكهة من تسوية للثمر واحداث عطب مبكر حيث تقدمنا بالعديد من البلاغات والمحاضر دون جدوي. الدكتور عبدالخالق أنور أستاذ أمراض الصدروالجهاز التنفسي يؤكد ان مكامير الفحم أخطر صور التلوث المنتشرة حالياً حيث ينتج عنها كميات كبيرة من الغازات أخطرها ثاني أكسيد الكربون والذي يتخطي الحدود المسموح بها في البيئة الصناعية ويصل إلي الدم من خلال الرئتين ويتحد مع الهيموجلوبين مما يمنع الدم من الوصول إلي المخ مسبباً الجلطات الدماغية أما غاز أكسيد الكبريت فيحدث تآكل لحوائط المنازل ويلحق اضراراً بالحياة النباتية والحيوانية مع مرور الزمن وغاز أكسيد النتروجين يحدث تآكل للمعادن كما يصيب الدخان الإنسان بالعديد من الأمراض مثل حساسية الصدر والربو والسرطان والقلب خاصة بين الأطفال وكبار السن. الأغرب من ذلك رفض مسئولي البيئة بالقليوبية التعليق علي ظاهرة الانتشار العشوائي لمكامير الفحم بقري المحافظة وبجوار الطرق رغم انها تمثل خطورة داهمة علي الصحة العامة والسبب الرئيسي وراء انتشار الأمراض السرطانية والجلطات دون ان يكون لها أي دور واضح مع الأجهزة التنفيذية للحد من انتشارها والعمل علي تطويرها ونقلها بأسرع وقت للظهير الصحراوي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد سنوات طويلة من القتل العمدي للغلابة.