أكد أساتذة وخبراء التعليم أن نظام الكتاب المفتوح سيؤدي إلي ثورة ومشكلات في البيوت وسيكلف الدولة أموالاً طائلة كما أنه لا يناسب طبيعة المجتمع وغير مطبق في الدول المتقدمة كما أنه يتطلب تغيير طريقة التفكير ولا يتناسب مع بعض المقررات الدراسية مثل اللغات والمسائل الرياضية والفيزيقية فضلاً عن عدم تجهيز المدارس خاصة في الري والنجوع والمناطق المحرومة ثقافياً وانقطاع النت قد يؤدي إلي كوارث وهذا يؤدي إلي ارتباك في العملية التعليمية. بينما رحب البعض بفكرة التصحيح الالكتروني لإجابات طلاب المدارس في الامتحانات مؤكدين تأييدها بشروط أهمها تدريب المعلمين علي طرق وأساليب شرح تتماشي مع الأساليب الجديدة للتقويم وتطوير المناهج من الصفوف الأولي للمرحلة الابتدائية وما قبلها. أجمعوا علي أن تطوير التعليم بدءاً من رياض الأطفال أمر ممتاز ليتم تأهيل الطالب جيداً من خلال تعليم متميز وفقاً لمناهج عالمية مؤكدين ضرورة دراسة العقبات التي قد تعيق تنفيذ هذا المشروع التعليمي للاستعداد جيداً لمواجهتها ووضع حلول بديلة تجنباً لإهدار الكثير من المال وفشل المشروع. أوضحوا أنه يجب مراعاة ثقافة المجتمع حيث لا يمكن إلغاء دور المعلم في عملية التقييم خصوصاً أن الطلاب قد يستهينون بالمعلم وبالدراسة بشكل عام ونحن نريد رجوع الطالب للمدرسة مرة أخري وليس مساعدته علي التكاسل في الحضور في الفصل. مشيرين إلي ضرورة العمل بواقعية دون تسرع وتدريب المعلمين جيداً علي طرق التدريس الحديثة وأيضاً الإعداد الجيد لطلاب كليات التربية بالتوازي مع تطوير المناهج. أضافوا أنه من الأفضل تهيئة أولياء الأمور للنظام الجديد ليكونوا مستعدين جيداً لأي تغييرات تحدث ويستطيعوا التعامل مع المناهج الجديدة تجنباً للقلق الذي يصيبهم أثناء حدوث أي تغييرات في العملية التعليمية. أكد د.عبدالرؤوف الفقي وكيل كلية التربية بجامعة طنطا سابقاً أن نظام "الاوبن بوك" استخدام لفترة كانت الظروف مهيئة ولم يستخدم داخل مصر والتصحيح الالكتروني يتطلب امتحانات الكترونية ويتطلب اختبارات موضوعية عليها بعض التحفظات لا تقيس القدرة علي الطلاقة التفكيرية والتعبيرية لأنها عبارة عن اختبارات مغلقة وليست مفتوحة فهل الاختبارات الالكترونية تستطيع أن تتحقق من القدرة التعبيرية أو الإبداعية عند الطالب؟!! كما أن الاختبارات الموضوعية ترتبط أكثر بمستوي الذكاء وتبتعد كل البعد عن التفكير الإبداعي. أضاف أن التصحيح الالكتروني سهل جداً والميزة أنه لا يأخذ وقتاً ولا يكون هناك ذاتية في التصحيح وعيوبه أنه يرتبط بالاختبارات الموضوعية المغلقة كما أنه سريع التصحيح وسهل الأداء وسيوفر الكثير من التكلفة وهذا يتطلب أن يكون هناك مستوي عال من الإتقان وأن يضعه متخصصون حتي يتجاوز القدرة علي التفكير الإبداعي. وأوضح د.حسن شحاتة أستاذ التربية بعين شمس أن هذا النظام الجديد سيؤدي إلي فوضي وارتباك لا مثيل لها وسيخرج أولياء الأمور والطلاب والمعلمين في ثورة كما أنه غير مطبق في أي نظام تعليمي في العالم. أضاف أن الأفكار خيالية ولا تمت للواقع بصلة ولو سلمنا أن تطبيق نظام الكتاب المفتوح يعتمد علي الإنترنت فذلك يستلزم تسليم تابلت لكل طالب أي حوالي نصف مليون جهاز ولابد من دخول الإنترنت لكل المدارس فضلاً عن ضرورة تدريب المعلمين وأولياء الأمور والطلاب المثلث المعني بالتعليم وتخصيص قاعات مجهزة للامتحانات وتجهيز البنية الأساسية. أوضح أن النظام الجديد لا يتفق مع بعض المواد الدراسية مثل الغات ولا يتفق مع المسائل الرياضية والفيزيقية والاختيار من متعدد وإذا كان الطلاب سيؤدون الامتحانات بالكتاب المفتوح هل يتم التقييم علي القدرات العقلية العليا المبنية علي التحليل والاستنتاج وإبداء الرأي ومتي يتم تدريب التلاميذ والمعلمين علي القدرات العقلية العليا لأنه لا يقيس المعلومات وكيف يتصل أولياء الأمور والتلاميذ بالمواقع الالكترونية للتواصل مما يؤدي إلي خلق سوق أخري للكتب الخارجية لأن أصحاب دور النشر سيطبعون هذه المعلومات والاختيارات علي الإنترنت. أشار إلي أن هذا الفكر غير مطبق في جميع الدول المتقدمة الأوروبية والغربية وغير مطبق في الجامعات ولا يتفق مع ثقافة المجتمع ويتطلب أموالاً طائلة لا حصر لها خاصة بتوفير التابلت والإنترنت السريع والتدريب وتجهيز المدارس وهذا يتطلب مليارات الجنيهات وتغيير شامل في العقلية والتفكير كما أنه غير مطبق في الجامعة الأمريكية ونظام خيالي غير قابل للتطبيق وسيؤدي إلي مشكلات في البيوت وفي المناطق المحرومة ثقافياً والريف والعشوائيات والقري والنجوع كما أنه سيتم دون حوار مجتمعي. قال د.مصطفي حسين وكيل كلية التربية لشئون التعليم والطلاب بعين شمس إن نظام الامتحانات الالكتروني جيد ولكن يصعب تطبيقه خصوصاً أن هذا النظام قد لا يتوافق مع جميع المواد مثل مادة الرياضيات التي لا يمكن استخدام الإجابات النهائية بها بل يجب عمل خطوات متعددة لحل المسائل فكيف يقوم الطالب بالإجابة عليها الكترونياً. أضاف أننا لا نحتاج لوضع مناهج عالمية بصبغة مصرية لأن مناهجنا سليمة وممتازة ولكن المشكلة تكمن في طريقة التدريس حيث إن الطالب يقوم بدراسة المواد بشكل نظري فقط دون الاعتماد علي الجانب العملي في ظل عدم استعداد المعامل لعمل تجارب بها وعدم توافر إمكانيات بداخلها موضحاً أن الطالب يجب أن يقوم بتجربة ما يدرسه وتطبيقه بنفسه وليس حفظ نظريات فقط. قال د.خالد فرجون عميد كلية التربية بحوان السابق إن الفكرة ممتازة جداً خصوصاً أننا سنستخدم النظم الالكترونية لنكون بعيدين عن الخطأ البشري في عملية التصحيح محذراً من عدم القدرة علي ضبط هذه العملية حيث يجب التنسيق بين المدرسين الذين سيقومون بوضع الامتحان لعمل أكثر من نموذج وضرورة وضع معايير لكل سؤال يتم وضعه في الامتحانات. اقترح ألا يتم الاعتماد بالكامل علي مجموع الثانوية العامة للالتحاق بالجامعة موضحاً أنه من الأفضل أن يمثل مجموع الطالب في الثانوية العامة نسبة 60% لدخول الجامعة وأن يتم ارتفاع مجموعه من خلال اختبارات تتم قبل التحاقه بالكلية التي يرغبها حسب تخصصها. قالت د.سوزان محمد عميدة كلية تربية بعين شمس سابقاً إن لجوء الوزير لاستخدام أساليب البلاد المتقدمة علمياً يعتبر أمراً جيداً ويدل علي سعيه لإصلاح العملية التعليمية موضحة أنه من الجيد وضع مناهج بمعايير عالمية وتكون بصبغة مصرية لأن المناهج الحالية عقيمة ونمطية ولا تشجع الطلاب علي الإبداع. أشارت إلي أنه لا يمكن تعميم التجربة علي جميع المدارس في ظل عدم توافر الإمكانيات بها مضيفة أن تطبيق هذا النظام علي مدارس النيل والياباني والمتفوقين أفضل خصوصاً أن بها إمكانيات تسمح للمعلمين بشرح المناهج بأساليب حديثة تناسب تطورات العصر مما يساعد علي تثبيت المعلومات في ذهن الطالب وتطبيقها عملياً. قالت د.زينب محمد مديرة مركز تطوير التعليم الجامعي بعين شمس إنه من الجيد البدء بمرحلة رياض الأطفال لنحصل علي جيل تأسس علي مناهج متطورة وحديثة تم وضعها علي يد أساتذة متخصصين.