مع كل حادث إرهابي تنتشر كتائب جنرالات القعدات العامة علي المقاهي والمصاطب والمواصلات يتحولون إلي خبراء استراتيجيين ومحللين عسكريين يعقدون جلسات الرغي والهري والفتي فينشرون الإحباط ويضعفون الأرواح ويكسِّرون العزائم ويصدِّرون اليأس لكل أفراد المجتمع ويوهمون البسطاء بأنهم العالمون ببواطن الأمور ومواطن القوة والضعف فيؤثرون بالسلب علي جموع المتلقين ويمثلون خطراً يفوق مخاطر الإرهاب. يقول محمد عبدالعظيم مدرس هناك مجموعات تنتشر بعد كل حادث تجلس في التجمعات وعلي المقاهي وفي وسائل المواصلات العامة يتحدثون في الأمور العامة كما لو كانوا من العالمين ببواطن الأمور ويناظرون ويحللون ويتهمون المسئولون بالتقصير ويشيعون بين الناس معلومات خاطئة ويؤكدون أنهم وطنيون ولا يهمهم إلا مصلحة الدولة رغم أنهم يرتكبون أكبر جريمة ضد الوطن. ويشاركه الرأي حنفي كمال موظف بعد حادث الواحات جلست علي أحد المقاهي بمنطقة وسط البلد وكان بجواري رجل في الخمسين من عمره يتابع الأخبار من خلال شاشة المقهي وظل هذا الرجل يطلق شائعات عن ملابسات الحادث وأعداد الشهداء من الشرطة وأعداد الإرهابيين المبالغ فيه كما لو كان معهم ولم يترك فرصة لأي شخص للمشاركة في الحديث أو التعليق أو تأكيد معلومة وللأسف وجد من يسمعه ويصدق ما يقول رغم أن كلامه غير منطقي ولا ينطلي علي طفل صغير ولكن للأسف عدد من البسطاء كانوا يؤمِّنون علي كلامه ويؤيدون أكاذيبه وافتراءاته لدرجة أنني كنت أريد الانقضاض عليه حتي يسكت. ويري عصام الحلواني فني أن هذه النوعية من المواطنين أكبر خطر علي الأمن القومي لأنهم منتشرون بين الناس ويخالطون طبقة العمال والفنيين الذين يرون فيهم "الفهامة" أو المحنكين في أمور الدنيا ويلجأون إليهم في كل شيء وما يسمعونه منهم كلام مصدق لا غبار عليه ولو عارض أحد ما يقوله يتهم بالجهل وعدم الإدراك أو أنه من المغيَّبين أو "بتوع الحكومة". ويقول ياسر عبدالظاهر محامي هذه القضة منتشرة في كل مكان تجدهم علي مواقع التواصل الاجتماعي وفي المصالح الحكومية ووسائل المواصلات المختلفة يروجون الشائعات وينشرون الأكاذيب ويشيعون موجة من الإحباط واليأس بين المواطنين وهدفهم تشويه أي إنجاز أو إهالة التراب علي أي عمل تقوم به الدولة والتشكيك في وطنية أي شخص يعارض تلك الخزعبلات. الدكتورة هدي زكريا أستاذ علم الاجتماع تري أن تلك الفئة تجد نفسها في الشائعات التي تبدأ عادة بخبر غير مؤكد أو حادث صغير يتم تضخيمه بشكل مبالغ فيه ونشره في البيئة المحيطة أو المجتمع لأنه ميال لتصديق مثل تلك الأخبار وقد تم توظيف الشائعات أثناء الحرب العالمية الأولي بشائعة عن حادث قتل وقامت الحروب بعدها وضاعت دول ومات آلاف البشر ومن وقتها استخدمتها أجهزة المخابرات العالمية. تؤكد أن الشائعات والأخبار الكاذبة تزيف الوعي وتستهدف الأنظمة وهو ما دأبت عليه جماعات الشر في مصر من الداخل والخارج بعد كل حادث ويتأثر بهم الأقل وعياً وفهماً وإدراكاً. ويري اللواء أشرف السعيد الخبير الأمني أن ما يحدث من البسطاء والعامة في نشر الأكاذيب والمعلومات الخاطئة يحدث أكثر من قبل بعض الإعلاميين غير المؤهلين ومنصات التنظير والتحليل التي تغتال الأبطال وتقلل من أعمالهم البطولية وتضرب الروح المعنوية للجنود والضباط وهو ما يأخذه رجل الشارع من هذه القنوات والفضائيات وينشره في المجالس الخاصة والعامة ويتناسون أن مصر في حالة حرب دائمة ومستمرة مع الإرهاب اللعين ورغم كل ما يتعرض له أبناؤنا إلا أنها نجحت فيما لم تنجح فيه دول عظمي وتحالفات دولية وكل يوم نقدم شهداء من الجيش والشرطة حتي تنعم مصر بالاستقرار والأمن.