مازلت في الخمس سنوات الأخيرة أجد نفسي محاصرا بسيل من الحزن لاينتهي والسبب ما يحدث داخل مجتمعنا من تناقضات وسحب قاتمة وحماقة بسبب ظاهرة الشائعات التي تتحول في ثانية إلي طلقة رصاص تخرج من فم قائلها لتخترق الأبواب والنوافذ والجدران وتمضي في طريقها عابرة الحدود والأمكنة والأزمنة فتشعل بزيفها حربا وتدمر معنويات هناك وتحصد في طريقها عددا لايحصي من الضحايا وتنتقل من فم إلي قلم ثم لصفحة شخصية علي الفيس بوك لتغريدة قليلة الكلمات بتلميع كاذب ثم تتحول علي الأرض لبالونة ثلجية عملاقة تهدم كل مافي طريقها ليكبر حجمها أكثر فأكثر بعد أن أصبحت الخطب والنصائح والمقالات وأفلام التوعية والمؤتمرات والأنشطة المختلفة لا تطفئ نار مروجي تلك الشائعات ولا تردعهم عن هوايتهم فتجدهم يأتون كل يوم بشائعة جديدة تشكك الناس في عقائدهم وتصرفات ولاة أمرهم وحكامهم وعلمائهم ومعارفهم لتصبح الساحة أمامهم فضاء ويرعون فيها ثمار شرهم في كل مكان يصلون إليه.. واليوم صارت الشائعات مكشوفة وتنتشر في شكل أخبار سلبية تقوم علي دس السم في كلمات تبدو عادية لكنها تنشر اليأس والإحباط والتشكيك. ونظرا لأن هذه الشائعات تصيب الأعراض بأضرار اجتماعية خطيرة وكذلك أخبارها التي تنقل معلومة تمس أمن المجتمع يمكنها أن تضر بأمن الدولة كلها وتمنح العدو فرصته الكبري في تجنيد أبناء الأمة دون أن يشعروا وسعيه للتلاعب بمقدرات الأمة. وبعد أن باتت الشائعات تملأ فضاء الإنترنت يوميا علي مدار ال 42 ساعة أتمني أن يتحرك مسئولو الأمن والعدل ويبادروا بإنشاء هيئة أو جهاز أمني أو قضائي تكون مسئوليته سن أو تشريع قانون لمعاقبة كل من يثبت تعمده في بث تلك الشائعات مع ضرورة رصد تلك الشائعات والتحقق منها وإذاعة بيان رسمي لتأكيدها أو نفيها ونشر ذلك عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل بصفة خاصة حتي نضمن عدم استغلالها في المساس بأمن الوطن أو اللعب بمشاعر الناس وتوجيهها بشكل خاطئ، إضافة إلي نشر ثقافة التأكد قبل النشر أو التداول حتي يكون لدينا مجتمع واع ومتفهم يمكنه إدراك الحقيقة جيدا وعدم الانجراف وراء من يلعبون بعقول ومشاعر الناس.