هم مجموعة من الأصدقاء جمعهم محل الاقامة بحي شبرا لا يزيد عمر أكبرهم عن 29 عاماً لم ينتظروا انهاء المرحلة الجامعية للوقوف في طابور انتظار الوظيفة وبدأوا العمل بأحد مطاعم "السوشي" المعروفة ولظروف اقتصادية أغلق المطعم وبحثوا عن آخر وللأسف تكررت المشكلة.. ومن هنا كان السؤال لماذا يربطون مصيرهم بقرار الآخر؟ لماذا لا يبدأون مشروعهم الخاص ويكون عائد الكد والتعب هو المكافأة التي تحفزهم للخطوة التالية فكانت فكرة "السوشي بايك" هي الخطوة الأولي في طريق الألف ميل. عن التجربة يروي عمرو علاء الدين بكالوريوس تجارة: أصعب خطوة كانت في رأس المال فلم أكن أمتلك سوي قدر قليل من المال خاص بزواجي ولكنه غير كاف لتكاليف الزواج وتوفير مسكن مناسب وقررت المخاطرة به وساعدتني في ذلك خطيبتي التي ساندتني في قراري لاتخاذ تلك الخطوة فقد وجدنا أن انتظار الوظيفة غير مضمون وان وجدت فالمرتبات ضعيفة وفرضت علينا الظروف الاقتصادية ضرورة التفكير خارج الصندوق وإلا "سنظل محلك سر". واخترت بيع "السوشي" لأني عملت في هذا المجال وتعلمت كل ما يخصه وفكرت في البداية وضع "سوشي بايك" في أحد المطاعم كصنف جديد مقابل نسبة ولكن صاحب المطعم رفض فقررت الوقوف به في الشارع وبالتدريج وجدت استحساناً من المواطنين فبدأت أجمع أصدقائي واحد تلو الآخر وخصصنا مكاناً للبيع في شارع 9 بالمعادي ومقراً آخر للطبخ وتخزين الخامات وقسمنا العمل لثلاث ورديات علي مدار اليوم حتي نحقق الانتشار المطلوب بين الناس إلي أن تطور المشروع وزادت عربة أخري بميدان فلسطين وانضم إلينا عدد آخر من الأصدقاء حتي وصل عدد المشاركين في العمل 12 فرداً. يلتقط طرف الحوار مصطفي محمود ثالثة حقوق عين شمس: أن العمل الخاص أفضل بكثير من العمل لدي الغير وهناك آلاف الخريجين كل عام من الكليات لا يستوعبهم سوق العمل التقليدي وإذا انتظرنا بعد التخرج فرصة العمل التي تناسب المؤهل سننضم لطابور العاطلين التي تمتليء بهم المقاهي لذا قررنا أن نتحدي الصورة القاتمة للمستقبل ونغيرها بفكر مختلف. مؤكداً أن بداية العمل في هذا المشروع كانوا ثلاثة أفراد فقط ومع زيادة الاقبال والتوسع في المشروع زاد العدد وانضم إلينا عدد كبير وكلما توسعنا كلما توافرت فرص عمل لآخرين وما أجمل أن يري الفرد مشروعه الذي تعب وكافح وواصل الليل بالنهار للحفاظ عليه ينمو ويتطور ويعود عليه بعائد مادي يكفي احتياجاته علي الأقل ويرفع العبء عن أسرته. نصر عبدالمجيد خدمة اجتماعية جامعة حلوان: يشير إلي أنه من خلال الخبرة السابقة التي اكتسبوها في هذا المجال استطاعوا تقديم منتج بنفس جودة المطاعم المعروفة بأسعار مناسبة في متناول الجميع بدأ من 8 جنيهات للقطعة فاكتسبت رضا واستحسان المواطن الذي يهوي هذا الصنف من المأكولات البحرية وأصبح يستطيع شراء كمية أكبر بنفس القيمة التي كان يدفعها لكبري المطاعم مقابل كمية أقل. كما أتاحت الفرصة للفئة العمرية الأصغر والتي تهوي تجربة كل ما هو جديد شراء قطع السوشي بما يناسب قدرتهم المادية. وفي النهاية وجه أصحاب المشروع رسالة إلي كل شاب قائلين: "مش مهم أبداً تشتغل ايه والمرتب كام.. المهم لا يمر يوم وأنت عاطل" ويتمنوا أن مشروعهم الصغير الذي غرسوا نبتته التي تروي كل يوم بالكد والتعب يتحول يوماً ما إلي أحد أكبر المطاعم ويوفر فرص عمل لغيرهم من الشباب الراغبين في تحدي البطالة.