رغم انتشار فكرة العربات والدراجات المتنقلة التي تبيع مختلف المأكولات من البرجر والكبدة والشاورما والحلوي بمختلف أنواعها، إلا أن بعض المأكولات كانت تتمتع بحصانة قوية من ذلك الانتشار، واحتفظت بأماكنها المُميزة بالمحلات والمطاعم الفخمة، كالمأكولات البحرية وعلي رأسها "السوشي"، غير أن الشابين أندرو الديري، ومارك عبد الشهيد، قررا كسر تلك القاعدة وإنشاء أول دراجة لل"سوشي" في مصر. "Sushi Bike"، هو الاسم الذي أطلقه مارك عبدالشهيد، خريج الجامعة الألمانية بالقاهرة، علي مشروعه الصغير، بعد أن قرر توفير السوشي بدراجة في الشارع بدلًا من وجوده في محال مُحددة تبتعد عن العديدين، بالاشتراك مع صديقه أندرو الديري، خريج كلية الهندسة بالجامعة الألمانية، الذي قرر التفرغ للمشروع وترك عمله كمهندس بشركة هواتف محمولة شهيرة. ترك العمل بشركة كبيرة والوقوف علي دراجة بالشارع والعمل كبائع، كانت أول الصعوبات التي واجهها الشريكان، ولكن تلك المشاعر زالت مع نجاح "سوشي بايك" المميز في اليوم الأول، لسعادة وتشجيع زائريهم لكونه فكرة مختلفة وجديدة تمامًا، علي حد قول أندرو، الذي أكد أن التحضير للمشروع احتاج لأيام عدة، بدأت بالبحث عن الدراجة في منطقة "السبتية"، ثم تجهيزها وتزيينها، فيما صممت صديقتهم "ميرنا" اللوجو الخاص بهم، بينما لم يكن تحديد موقعهم صعبًا، حيث اختاروا ميدان أحمد عرابي بمدينة الرحاب، الذي يمر به جميع زوار وسكان المدينة يوميًا، فضلًا عن قربه من منزل مارك لتسكين الدراجة به ليلًا، لكونهما يعملان في الفترة الصباحية من الساعة الواحدة ظهرًا وحتي الخامسة مساءً في الوقت الحالي. الخوف من رفض سكان العمارات المقابلة، كان الهاجس الأكبر لدي مارك وأندرو، لذلك حافظوا علي نظافة مكانهم باستمرار، فرحبوا بهما بشدة وقاموا بتشجعيهما يوميًا، فور تواجدهما بالمنطقة لأول مرة. سعي الشريكان إلي تقديم خدمة ووجبات مميزة سريعة بمقابل مادي مُناسب وأقل من المحال، فتصل سعر القطعة الواحدة إلي 7 جنيهات ونصف، وقال أندرو إنه أصبح علي دراية بكمية استهلاكه في كل ساعة فيرسل له الشيف بمعدل كل ساعة ونصف قطع "السوشي" الجاهزة الطازجة، فضلًا عن حرصه علي تقديم المقلي منها فقط وتجنب "النيئ" الذي يتلف سريعًا في الشمس.